عاد الرئيس العراقي السابق صدام حسين الى الساحة السياسية والإعلامية الاسرائيلية الاربعاء في ظل الحشود العسكرية الغربية في المنطقة لتوجيه ضربة عسكرية لسورية.
وحفلت وسائل الأعلام الإسرائيلية الخميس بالتذكير بالصواريخ التي اطلقها نظام صدام حسين على اسرائيل عام 1991 جراء الحرب التي شنها التحالف الدولي على العراق لتحرير الكويت.

وكانت عدة مواقع "إسرائيلية" في تل أبيب وحيفا وغيرها قصفت بـ 39 صاروخ سكود عراقي في حرب الخليج الثانية عام 1991، الا ان اضرار تلك الصواريخ كانت محدودة جدا سواء على الصعيد البشري او المادي.

ومع ذلك تقاضت اسرائيل مئات الملايين من الدولارات من العراق كتعويض عن الاضرار التي لحقت بها من جراء اطلاق تلك الصواريخ التقليدية عليها اثناء حرب الخليج الثانية عام 1991، وهي صواريخ لم تلحق الا خسائر مادية وبشرية محدودة للغاية.

ورغم عودة الحديث في الساحة الاعلامية والسياسية الاسرائيلية عن الصواريخ العراقية التي كانت خسائرها محدودة جدا على اسرائيل، حذرت مصادر اسرائيلية الاربعاء من مدى الاذى الذى سيلحق بالمدن الإسرائيلية اذا ما قصفت بصواريخ سورية ردا على اية ضربة عسكرية توجهها الولايات المتحدة لنظام بشار الاسد.

وفي ذلك الاتجاه قالت صحيفة ‘يديعوت احرنوت’ الاسرائيلية على موقعها الالكتروني أن هناك تخوفات وقلقا في اسرائيل من منظومة صواريخ السكود السورية حال إستخدامها ضد اسرائيل بعد التهديدات السورية بحرق اسرائيل إذا ما شنت الولايات المتحدة هجوما قريبا وفق كل التوقعات السياسية والعسكرية.

وذكرت يديعوت بان الصواريخ السورية ستكون اكثر تطورا من الصواريخ التي اطلقها صدام حسين على اسرائيل عام 1991، وقالت ‘إن منظومة صواريخ سكود السورية الآن اكثر تطورا من تلك التي كانت لدى الرئيس العراقي صدام حسين كما انها اقرب الى الحدود الاسرائيلية وبالتالي فان ضررها حال استخدامها سيكون اكبر وأكثر بكثير مما تتوقعه اسرائيل’.

واشارت إلى أن سورية يمكن ان تطبق المثل القائل بان ‘الشخص الغارق لا يخاف من البلل’ في اشارة إلى امكانية ان تقوم سورية باشعال المنطقة واستهداف اسرائيل، الامر الذي دفع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتهديد بان اسرائيل سترد بمستوى غير عادي من القوة على اي هجوم سوري.

وتأتي المخاوف الإسرائيلية من صواريخ الاسد التي قد تكون اكثر فتكا من صواريخ صدام حسين – الذي اعدم قبل سنوات – في ظل التحضيرات الامريكية والغربية لتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري بحجة انه استخدم الغاز الكيماوي ضد المواطنين السوريين مؤخرا مما ادى لموت المئات منه. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية عقدت اجتماعات مفتوحة منذ الخميس الماضي مع قيادات عسكرية وخبراء استراتيجيين في مراكز الدراسات لدراسة التحرك الأميركي تجاه سورية بعد الهجوم الكيماوي على الغوطة.

وقال خبراء عسكريون إن الولايات المتحدة حسمت أمرها باتجاه قيادة تدخل عسكري ضد نظام الأسد والمجموعات الأصولية المرتبطة بالقاعدة في آن واحد، لافتين إلى أنها نسقت مع شركائها الأوروبيين وخاصة لندن وباريس المتحمستين للتدخل ضد دمشق.

من جانبه، أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن بلاده لديها أدوات دفاع ستفاجئ بها الآخرين في حال تعرضها لهجوم غربي، وتحدى الذين يتهمون سورية باستخدام السلاح الكيمياوي في ريف دمشق أن يقدموا أدلتهم للرأي العام. وأضاف أن ‘أي عدوان على دمشق سيخدم إسرائيل وجبهة النصرة’