تعد المراهقة مرحلة حيوية فى نمو الفتاة، إذ تتحدد وتتشكل فيها صحتها النفسية والمستقبلية، وتكوينها الثقافى والاجتماعى، وتنضج من الناحية الجسمية والفسيولوجية، وتبدأ فى تطورها النفسى والاجتماعى، وليست مرحلة المراهقة حالة من المشاكل والمتاعب والمعاناة، بل هى مرحلة نمو ونضج وتطور من مراحل النمو المهمة التى لابد أن تمر بها كل فتاة.
يقول الدكتور جمال شفيق أحمد ـ أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، تتعرض الفتيات المراهقات فى هذه المرحلة العمرية التى تتكون فيه كأنثى ناضجة إلى مؤثرات كثيرة، من أهمها الآباء والأمهات والمعلمون والمعلمات أو الصديقات والأطباء والطبيبات والممرضات، وسائر من يقدم لهن الرعاية الصحية والاجتماعية، وكذلك وسائل الإعلام المختلفة.
ويشير دكتور جمال إلى أن معظم المراهقات قد يتبعن أساليب حياتية يؤثر فى مستقبل صحتهن الجسمية والنفسية، مثل أسلوب الحياة القائم على الاستهلاك المفرط أو الغذاء غير المتوازن، وقلة النشاط البدنى، مما يسببه من السمنة المفرطة، أو الرجيم القاسى، وذلك لغرض المحافظة على الرشاقة، وهذه الإجراءات قد تؤدى إلى الاضطرابات القلبية والوعائية، وفى الجانب الآخر السمنة وأمراض السكرى والقلق والتوتر والاكتئاب لدى المراهقات.
أكد أن الصحة النفسية والجسمية هما الأساس الذى تبنى عليه شخصية المراهقة، وكذلك العناية بالأسنان وممارسة الرياضة البدنية، ولذلك فإنه يجب على المراهقة تنظيم ساعات النوم، وخاصة النوم المبكر، والاستيقاظ المبكر، وكذلك الاهتمام بالصحة الشخصية.
ويوضح د. شفيق أن الصحة النفسية للمراهقات مهمة جداً، إذ أنها تؤثر إلى حد كبير فى أنماط سلوكهن عند البلوغ، أما المشاكل النفسية الشائعة بين المراهقات فهى اضطراب الشخصية ونقص الانتباه واضطراب السلوك وتقلب المزاج والقلق والاكتئاب وتوهم المرض واضطراب النوم، وكذلك فقد الشهية وانفصام الشخصية والأفكار الانتحارية.