TODAY - 11 April, 2011
رئيس جماعة علماء العراق بالجنوب: مشكلتنا طائفيّة وليست سياسيّة
الشيخ خالد الملا رئيس جماعة علماء العراق في الجنوب ان المشكلة الحقيقية في العراق طائفية وليست سياسية مشيرا الى ان الواقع العراقي مؤلم ، مستشهدا بعدد التلاميذ المتسربين من المدارس .
ايلاف
رفض الشيخ خالد الملا رئيس جماعة علماء العراق في الجنوب في حديث مع "إيلاف" الاصوات الداعية الى تأجيل انعقاد القمة العربية في بغداد وقال ان ذلك مؤامرة ضد العراق لكي لا يأخذ دوره العربي واعرب عن استغرابه من الدعوات التي ظهرت مؤخرا لمحاكمة المسؤولين عن احداث الفلوجة علم 2004 مؤكدا ان الغرض منها سياسي ليس الا .. وفيما يلي ماجاء في الحديث :
* هناك من يتحدث عن عدم انسحاب الاميركان من العراق او تأجيله الى ما بعد نهاية العام الحالي كما هو متفق عليه ، ما رأيك ؟ - هذا ترهل في هذه المعاهدات والاتفاقيات وهذا يدل على اطماع اخرى يسعى اليها المحتل ولكن اتصور ان الشعب العراقي بات عالما وفاهما لكل مخططات العدو ، المحتل ما زال في ارض .. هذا يعني .. ما تزال المشاكل بين العراقيين وسوف تبقى هذه الاخفاقات عند هذه الحكومة او تلك ، حلنا ان يخرج المحتل ولا نسمح لبقائه خلافا للاتفاقية التي وقعت قبل سنة من اعضاء مجلس النواب .
* كيف يمكن العمل على اخراج الاميركان؟
- من واجب المثقف العراقي ان يساهم في اخراج المحتل كما تساهم الطلقة والمجاهد في ساحة المعركة في اخراجه ، ايضا من واجب المثقف العراقي عن طريق مسرحيته او قصيدته او مقالته وحتى الخطيب في جمعته ، يستطيع العراقيون بجهود الجميع ان يصنعوا ثقافة جديدة سيما ثقافة الوحدة الوطنية التي من خلالها ننتج وحدة اسلامية ، اذا استطعنا ان نفلح بالوحدة الوطنية والاسلامية فسوف لن يكون هناك مكان للمحتل ولا لغيره .
* كيف ترى الواقع العراقي بصراحة ؟
- الواقع العراقي واقع مؤلم .. ، مؤلم بكل ما تتصور ، بالامس القريب ، وانت تسالني عن الواقع العراقي، بالامس .. وليس قبل الامس سمعت وقرأت في احدى القنوات الفضائية ان اكثر من 2500 طالب تسربوا من الدراسة في كربلاء ، هذه حقيقة اخفاقة ، كنت اتصور ان وزارة التربية اليوم تصبغ حائطها بجدار اسود تعلن الحزن والكآبة على مثل هذه النسب ، هذا في كربلاء ، كم هم في البصرة وكم هم في بغداد وكم هم في ذي قار وهكذا ، اذن التحديات التي تواجه المجتمع العراقي تحديات كبيرة من مجتمع عرفه التاريخ انه علم الانسانية الكتابة بالقلم الى مجتمع ذات اغلبية امية ، اليوم نسمع ارقاما بالملايين هم اميون ، فهذا حقية شيء مؤلم .
*من يتحمل هذه المسؤولية برأيك ؟
- ان المسؤولية تضامنية بين المواطن والحكومة ، لكن العبء الاكبر يلقى على الحكومة لكن الحكومة اليوم اقولها لك عاجزة عن ان تقف وتتصدى لمثل هذه المشاريع لاننا لازلنا في داخل الحكومة، الى هذه اللحظة ، لازلنا نتخاصم ولا زلنا نتفاهم ولا زلنا نرضي هذه الكتلة او تلك الكتلة على تعيين وزير دفاع او وزير داخلية ، الحكومة اليوم ليست بصدد ان تهنض الاعباء الكبيرة ، واتمنى ان اكون مخطئا في كلامي، ولكن مع هذا نقول : انه واجب الحكومة وعلى الحكومة ان تعي ، لكن مشكلتنا وحلها حل تضامني بين المواطن وبين الحكومة .
* هل تعتقد فعلا ان البرلمان يؤدي دوره ؟
. البرلمان يؤدي دورا بمقدار معين لكننا نطمح ان يؤدي دورا اكبر مما نتمناه-
* ما رأيك بالتصريحات التي اطلقها البعض من ان العراق ليس بامكانه قيادة العمل العربي وطلب تأجيل عقد القمة العربية في بغداد ؟
- هذا اضعاف للدور العراقي ، وهذه مؤامرة اسجلها من خلالكم ضد الدور التاريخي والريادي للعراق كوطن عربي واسلامي ومهم في المنطقة ، هنالك مؤامرة للاسف ويزعمها بعض الزعماء او بعض الحكومات العربية لكي تفشل القمة العربية التي ستعقد في بغداد لان الاوان آن ان تخرج الصرخة من بغداد لكي تناشد العرب بأن يلتفتوا للعراق وان يلتفتوا الى شعوبهم وان يعبر العراقي عن مأساته خلال ثمان سنوات ومن هو الذي تسبب في قتل ابنائه ، هنالك مخططات خارجية ومنها عربية لافشال القمة وعلى الحكومة العراقية ان تتيقظ لمثل هذه المؤامرات ومثل هذه التحديات ولابد للقمة ان تعقد في بغداد ، واليوم اسمي بغداد .. بغداد العراقيين جميعا.
* ما رأيك بدعوات اعتبار ما حدث في الفلوجة عام 2004 ابادة جماعية ومحاسبة المتسببين بها ؟
- للاسف الشديد بين الحين والاخر تحاول بعض الجهات لاثارة هذه القضية او تلك القضية ، وانا لا اشكك بالنوايا، لدوافع سياسية بحتة لا علاقة للمواطن بتا ، والا لماذا في هذا الوقت بالذات يطالبون تارة بـ (الزرقة) وتارة بالفلوجة وتارة اخرى في مدن اخرى من العراقي ، الدم العراقي دم مقدس ويجب علينا جميعا ان ندافع عنه ولكنني احسب ان هذه الفعاليات السياسية دوافعها سياسية بحتة ولا علاقة للمواطن العراقي بها ، لاننا تارة نسمع ان هذا قائد الكتلة الفلانية هو من انبل وارقى الوطنيين وفي ظرف اخر ندعو الى محاكمته ، هذه اشكالية حتى على المثقف العراقي ، وهذه اشكالية حتى على المسؤول الحكومي ، فعلينا ان ننتبه لمثل هذه المخططات التي تستهدف الاخرين ، نحن مع محاكمة أي انسان تسبب بقتل العراقيين سواء كان من الحكومة او غيرها ونحن ندعو لذلك ، ولكن هذه الدعوات يجب ان لا تكون مبطنة بدوافع سياسية مصلحية وقتية ، اما الدعوة الى محاكمة المتهمين بقتل العراقيين فهذه دعوة يجب ان تنفذ ويجب ان تفعل في الساحة العراقية .
* اريدك ان تجيبني بصراحة .. هل المشاكل التي تحدث في العراق بين السياسيين طائفية ام سياسية ؟
- والل انت تحرجني بهذا السؤال !!، ولكن سأجيبك بصراحة ، مشكلتنا في العراق مشكلة طائفية ، يعني .. يحاول السياسيون ان يبرزوا الحالة الطائفية وخاصة في الاروقة المغلقة من اعين الاعلام واعين الصحافة واعين الكاميرات ، لايزال الخطاب الطائفي هو المتداول بين بعض الكتل السياسية او بعض السياسيين وهذا هو سبب رئيسي في تعطيل عجلة الحكومة كما نراها اليوم ، الحكومة تريد ان تنهض بالعمل ولكن ثمة مهبطات من هنا وهناك والدوافع ظاهرها سياسي ولكن في باطنها دوافع طائفية ، اليوم بدلنا كلمة محاصصة بكلمة الشراكة الوطنية ومثل هذه الحكومات لن تفلح ابدا ما زلنا نتحاصص طائفيا بيننا