الملاريا ( البرداء )
MALARIA





1 – التعريف : الأمراض الأربعة التي تشكل الملاريا الآدمية قد تكون متشابهة في أعراضها بحيث من الصعب التمييز بينها ألا بالدراسات المختبرية .

وأخطر هذه الأنواع – ملاريا الغب الخبيثة أو فالسباروم – ( falciparum, malignant tertian ) قد تظهر بصورة إكلينيكية مختلفة جداً تتكون من حمي ( ليست لها خاصية التواتر التقليدي ) وقشعريرة ، وعرق ، وصداع ، ويرقان ، وخلل في التجلط ، وصدمة ، وهبوط كلوي ، والتهاب مخي حاد ، وسبات ويجب اعتبارها سبباً محتملاً للسبات ولأعراض عصبية أخري ، مثل الارتباك والهذيان ، لدي أي شخص عائد حديثا من منطقة استوائية .

والعلاج الفوري ضروري حتى في أشكال المرض التي تبدو خفيفة ، حيث أنه قد تظهر فجأة مضاعفات ثابتة . ومعدل الهلاك بين الأطفال الذين لم يعالجوا والبالغين بدون مناعة يتعدي 10% .





وأما أنواع الملاريا الآدمية الأخرى ، وهي ملاريا الغب الحميدة أو فيفاكس ( Vivax or benign tertian ) وملاريا الربع ( Quartan ) والبيضوية ( Ovale ) فلا تنطوي بوجه عام علي تهديد للحياة الا لدي الصغار جداً أو لدي المرضي بأمراض متزامنة . وقد تبدأ هذه الأنواع بتوعك مبهم تتبعه قشعريرة ارتعاشية وارتفاع سريع في درجة الحرارة ، يصحبها عادة صداع وغثيان وأخيراً عرق غزير . وبعد فترة خالية من الحمي تتكرر دورة القشعريرة والحمي والعرق أما يومياً أو كل ثاني أو ثالث يوم – وتختلف مدة الإصابة الأولية التي لم تعالج من أسبوع وأحد إلي شهر أو أكثر . والنكسات شائعة وقد تحدث علي فترات غير منتظمة لمدة سنين عديدة .


وقد يظهر الأفراد الذين كانوا يتناولون العقاقير الواقية اختلافاً كبيراً في فترة الحضانة ، كما يظهرون صورة إكلينيكية غير مثيالية .


ويجب التأكد دائماً من التشخيص بإظهار طفيليات الملاريا في أفلام الدم بالفحص المجهري . وقد يكون الفحص المتكرر لازما ، كما أن طريقة الفلم السميك هي أكثر الطرق احتمالاً لإظهار الطفيلي . وغالباً لا تشاهد الطفيليات في أفلام المرضي تحت العلاج حديثاً أو بصورة ناشطة . والأجسام المضادة التي تشاهد بواسطة اختبار الأجسام المضادة المفلورة أو أي اختبار آخر ، تظهر بعد الأسبوع الأول من العدوى وتستمر سنين عديدة .






2 – الحدوث : الملاريا الوبائية لا تحدث الآن في كثير من دول المنطقة المعتدلة، ولكنها سبب هام لاعتلال الصحة في أجزاء كثيرة من المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية .

وبعض الدول الاستوائية ذات التاريخ الطويل بفرط التوطن بالملاريا قد خفضت معدل الحدوث كثيراً باستخدام إجراءات المكافحة الحديثة . وفي الدول الاستوائية الأخرى التي توقفت فيها برامج مكافحة الملاريا ارتفعت معدلات الملاريا الي المستويات الوبائية وسلالات بلازموديوم فالسيبارم ( plasmodium falciparum ) المقاومة للعلاج بمركبات الأمينوكينولين الرباعي (4-aminoquinolines ) ( وعقاقير تركيبية أخري كثيرة ).








3 – مسببات العدوى : بلازموديوم فيفاكس ( Plasmodium vivax ) يسبب ملاريا الغب الحميدة ، وبلازموديوم ملاريا ( P. malariae ) يسبب ملاريا الربع ، وبلاموديوم فالسبارم (P. falciparum ) يسبب ملاريا الغب الخبيثة ، وبلازموديم أوفالي ( P. ovale ) يسبب الملاريا البيضوية الأقل شيوعاً التي توجد في غرب أفريقيا. والعدوي الخليطة تحدث أحياناً في المناطق التي تتوطنها الملايا .





4 – المستودع : الإنسان هو المستودع الوحيد الهام للملاريا الآدمية .



5 – طريقة نقل العدوي : تنتقل بوساطة أنثي بعوضة الأنوفيل المعدية . وتتغذى أنواع معينة من الأنوفيل ( Anopheles ) علي دم آدمي يحتوي علي بلازموديوم في طور الخلية المشيجية ( gametocyte ) .

وتتحد الخلايا المشيجية للذكر والأنثي في المعدة وتتكون الحبيبات البذرية ( Sporozoites ) في مدة تتراوح بين 8 و 35 يوما تبعا لنوع الطفيلي ودرجة الحرارة التي يتعرض لها الناقل . وتتركز الحبيبات البذرية في الغدة اللعابية وتحقن في الإنسان عندما تتناول الحشرة بعد ذلك وجبات الدم . وفي المضيف ذي القابلية للعدوي تظهر الخلايا المشيجية في الدم عادة خلال 3 – 14 يوماً بعد بدء الأعراض تبعا لنوع الطفيلي .

وقد تنتقل الملاريا أيضاً بالحقن أو بنقل دم من شخص مصاب أو باستعمال حقن ملوثة كما هي الحال مع معتادي العقاقير . وقد يحدث انتقال وراثي .




6 – فترة الحضانة : في المتوسط 12 يوماً للبلازموديوم فالسيبارم ، 14 يوماً للبلازموديوم أوفالي ، 30 يوماً للبلازموديوم ملاريا . ومع بعض سلالات بلازموديوم فيفاكس قد تكون فترة الحضانة ممتدة من 8 – 10 شهور . وفي العدوى عن طريق نقل الدم تكون فترة الحضانة عادة قصيرة ، ولكنها تختلف تبعاً بعدد الطفيليات في الدم المنقول .




7 – القابلية للعدوي والمقاومة : القابلية عامة ، ولكن درجته تنخفض أحياناً بفعل العدوى السابقة . كما أن القدرة علي احتمال العدوى توجد لدي البالغين في المجتمعات حيث يكون المرض شديد التوطن وحيث يكون التعرض للأنوفيل المعدي مستمراً علي مدي سنوات كثيرة ، وبعض المجموعات العرقية الأفريقية لديها مقاومة جزئية للعدوي ببلازموديوم فيفاكس .




8 – العلاج النوعي لكل أنواع الملاريا لدي البالغين :

أ ) للحلات الحادة التي تصيب الأشخاص الذين ليس لديهم مناعة ، فيما عدا حالات العدوي ببلازموديوم فالسيبارم ، يستعمل كلوروكوين قاعدي بالفم يوميا علي مدي 3 – 5 أيام في جرعات تبدأ بـ 600 ملليجرام ثم 300 ملليجرام بعد ست ساعات ثم 300 ملليجرام في كل من اليومين إلي الأيام الخمسة التالية ( مجموعة الجرعة 1500 – 2400 ملليجرام ) أو أمودياكين قاعدي بالفم علي مدي ثلاثة أيام يجرعات تبدأ بـ 600 ملليجرام ثم 400 ملليجرام في كل من اليومين التاليين 1400 ملليجرام ) ، أو كبريتات أو ديهيدرو كلوريد الكينين 650 ملليجراما كل 8 ساعات لمدة ثلاثة أيام ثم كل 12 ساعة لمدة الأيام السبعة التالية أي بمجموع 15000 ملليجرام بالفم في فترة 10 أيام .


ب ) للحالات الحادة أو للعلاج الطارئ لحلات العدوى الشديدة أو للأشخاص الذين لا يستطيعون الاحتفاظ بالأدوية المعطاة عن طريق الفم يعطي هيدروكلوريد الكلوروكوين * ( 300 ملليجرام قاعدي في العضل ويكرر عند الحاجة بعد ست ساعات بحد أقصي 900 ملليجرام قاعدي كل 24 ساعة ، أو ديهيدروكلوريد الكينين * 650 ملليجراما ( 10قمحات ) مخففة في لتر محلول ملح طبيعي أو محلول جلوكوز أو بلازما تعطي في الوريد ببطء وتكرر عند الحاجة بعد ست ساعات ولكن لا تتعدي ثلاث حقن في 24 ساعة .

زمن النادر أن تدعو الحاجة إلي إعطاء الكلوروكين في الوريد حيث أن الحقن في العضل يحدث نتيجة سريعة . وعند وجود دليل علي هبوط كلوي يجب تخفيض جرعات الكينين . ويجب إيقاف كل العقاقير التي تعطي بالحقن حالما يتسنى البدء في إعطائها بالفم .