أصبح جهاز التلفاز شيئا مهما بل ضرورياً في حياة الأسرة , ولم تقتصر على جهاز واحد بل ربَّما تمتلك جهازين أو أكثروذلك لتعدد الرغبات وأختلاف الأذواق بين أفرادها , وبنفس الوقت يعتبر حلقة الوصل بين الأسرة والعالم ومعرفة كل ما هو جديد ومتغير خلال لحظات بدون تعب أو جهد.
ولكن ينبغي علينا أنْ نتساءل هل هو جهاز مفيد او مضر على أطفالنا الذين مازالوا لايفرقون بين الجيد والرديء وخصوصا نحن في زمن كُثرت فيه القنوات الفضائية بدون رقيب همها المال والشهرة فقط لا يهمها العقل البشري وكما معروف أن الطفل يتأثر بسرعة ويكتسب عادات سيئة ويطبقها في حياته اليومية لأنَّ عقله قطعة بيضاء تستقبل كلَّ شيءٍ وخاصة الأشياء غير الجيدة كما قالوا : ( كلُّ ممنوع مرغوب ) وهنا يأتي دور الأسرة وخاصة الام لأنَّها قريبة من طفلها وتفهمه بسرعة فيجب أن لا تترك طفلها أمام التلفاز طوال اليوم يقلب القنوات مثل ما يريد ويسهر ساعات متأخرة من الليل بحجة أنَّه في عطلة هذا خطأ كبير ربَّما يشاهد برامج خاصة بالكبار ويتعلم منها القتل والسرقة والكذب والحقد وعلاقات غير مشروعة والكثير يتوهم من الأباء والأمهات أنَّ أطفالهم مازالوا صغارا لا يعرفون شيئا ويتركوهم أمام التلفاز وحدهم بدون رقابة وهذا أيضا من الاخطاء الكبيرة لأنَّ الطفل كلُّ شيء يعرف يسمع ويرى ولكن واجبنا أنْ نحده ونمنعه من هذه الأشياء ونقللها بقدر الامكان منها.
ناهيك عن أنَّ الطفل عند إنشغاله وجلوسه أمام التلفاز سيبتعد عن القراءة ومطالعة قصص الاطفال المفيدة والمليئة بالعادات الحسنة وايضا يولد عنده الخمول والكسل الى جانب التأثير على نظره مما يجعله ضعيف البصر لأنَّهم يجلسون أمام التلفاز بمسافة قليلة ويكون الطفل شبه معزول عن أفراد أسرته وعن أطفال بيئته وبالتالي.تكون علاقته معهم ضعيفة ولم يتعلم منهم الاشياء الجيدة من العادات والتقاليد الحميدة وبنفس الوقت لا نقول التلفاز مضر بل هو مفيد ولكن كيف نجعله مفيدا إذا عرفنا كيف نستخدمه وكيف نأخذ منه الشيء الحسن لأنَّ كلَّ شيء بأستطاعتنا أنْ نجعله مفيدا لأنَّنا نحن نتحكم به فيجب تحديد وقت للاطفال لمشاهدة التلفاز وأختيار برامج تتناسب مع أعمارهم مثل أفلام الأطفال التي فيها قصص وحكم معبرة ومعلومات بسيطة يستطيع الطفل حفظها وتبقى في ذاكرته والإستماع إلى شيء من آيات القرآن الكريم التي تعلمه كيفية النطق السليم باللغة العربية وتجعل له أذناً موسيقية في معرفة مخارج الحروف وبنفس الوقت يزداد ايمانا وحبا لكلام الله ومشاهدة التلفاز أيضا تعود إلى شخصية الطفل وأفكاره فقسم منهم يركز على الأشياء الجيدة ويتابعها بأستمرار ويسأل عنها ويحاول تقليدها ويتكلم عنها عكس بعض الآخرين من الأطفال يشاهدون أشياء غير نافعة في حياتهم ونطلب في بعض الأحيان من الطفل أنْ يروي لنا ما سمعه من التلفاز لكي تبقى المعلومة عالقة في ذهنه ونعوده على كيفية روي القصة أو الشعر لكي يكون لسانه سليما في اللفظ الى جانب أنَّه يكتسب الشجاعة الأدبية في الالقاء وأيضا يتطلب أن لا نجعل عند الطفل فراغا كبيرا مما يجعله يتردد على التلفاز بل يجب أشغاله ولو بأشياء بسيطة في حديقة المنزل وغيرها