نائبة: الراتب ما يكفيني لنص الشهر !
لإغناء الموضوع في بروجكتر "المسلة" ندعوكم لمشاهدة الفيديو المرفق بعد قراءة بروجكتر
بغداد/ المسلة: أثار حديث النائبة كريمة الجواري لوسائل الإعلام عن "عدم كفاية راتب النائب"، وتداولته الاوساط الرقمية ووسائل الميديا، على شكل مقطع فيديو، أثار سخرية وتهكم العراقيين الناشطين رقمياً، مثلما أثار جدلاً في أوساط الشارع العراقي. فيما اشار الكاتب والناشط الرقمي علي البكاء اثناء تعليقه على الموضوع عبر صفحته الافتراضية "فيسبوك" ان "النائبة الجواري شاركت في المؤتمر الذي عقد في اسطنبول عن العراق ، وحضره مطلوبون للقضاء العراقي منهم طارق الهاشمي ، ومحمد الدايني ، وعبد الناصر الجنابي وكان برفقتها النائب لقاء وردي ". وتسببت رواتب أعضاء مجلس النواب العراقي العالية ، ردود فعل واسعة بشأن الضوابط المالية التي يتقاضى بموجبها المسؤولون . وكانت النائبة قد طلبت اثناء الحوار من الجمهور ان "يصدّق" إن راتب البرلماني العراقي ليس 32 مليون دينار كما يشاع، بل 12 مليون تخصم منه الضرائب والاشتراكات، ليبقى منه نحو عشرة ملايين وهي لا تكفي،بحسب الجواري، حتى لغاية منتصف الشهر. وطيلة السنوات المنصرمة والى الان تتجدّد دعوات، تطوّرت الى "حملات" جماهيرية تطالب بخفض امتيازات النواب المادية وإلغاء رواتب المتقاعدين منهم. وأدت الرواتب العالية للنوّاب، إضافة الى رواتب المتقاعدين منهم، الى انقسام اعضاء مجلس النواب الى قسمين، منهم من يسارع بتقديم المقترحات الضامِنة لعملهم بعد إنتهاء دورتهم البرلمانية، ومنهم من يؤيد المقترح ويتبرع برواتبه التقاعدية للطبقات الفقيرة والمحرومة. ولعلّ كلام الجواري عن عدم "كفاية الراتب" دفع الناشطة الرقمية ثامرة الطائي لان تتبنى دعوة جمع تبرعات للنواب"، مؤكدة "خدمتُ الدولة 35 سنة وراتبي 600 دينار فقط". وعلى نفس المنوال، تدعو كلاً من إيناس صالح و"الأم الجشعمية" الى تغيير هدف التظاهرة المزمع تنظيمها من الغاء الرواتب التقاعدية للنواب، الى زيادة رواتب البرلمانيين بسبب الضائقة المالية التي يمرون بها. كذلك انتقد مصطفى الحسيني حديث النائبة معتبرا إن الأمر كله عملية "نشل" في وضح النهار. وتشكّل الرواتب والمنافع الاجتماعية للنواب في العراق، النسبة الأعلى مقارنة مع البرلمانيين في دول العالم الأخرى، حيث يحظى النائب في العراق براتب ومخصصات تصل الى آلاف الدولارات فضلا عن المنح والايفادات والمكافآت. و يبلغ راتب عضو مجلس النواب ، في اليوم نحو 1076 دولارا وفي الساعة الواحدة 41 دولارا وقليلا من السنتات. ويعتب ميثم الساعدي على نواب لا يرقى كلامهم الى الحقيقة التي يعيشها الناس يوميا، مؤكدا انه "ليس من المنطق ان تتحدث نائبة عن عدم كفاية الراتب الضخم حتى ولو صرفت قسما كبيرا منه على عمليات التجميل وشد الجسم والوجه". من جهته، يدعو الصحافي علي الجبوري بهذ المناسبة، الى "تعزيز الحملة الوطنية لإلغاء تقاعد البرلمان" ،موجها النداء "لن نعيد انتخابكم الا إذا ألغيتم قانون تقاعدكم،هذه رسالتنا للنواب وأعضاء المجالس المحلية". ويقارن نور الشمري بين راتبه التقاعدي البالغ 500 الف دينار بعد خدمة 45 سنة، وبين راتب النائب وتقاعده في الوقت الحاضر ، متسائلا عن "سر الصمت على غياب العدالة". الى ذلك يعتبر علي الجبوري ان "الجميع متواطئ في نهب ثروات العراق بسبب الصمت المطبق الذي نبديه أمام الظواهر الفاسدة". ويحصل النواب في البرلمان على مبلغ 90 مليون دينار كسلفة حيث يسعون الى جعلها منحة غير قابلة للاسترداد. ويقارن محللون في الشأن المصرفي والمالي رواتب النواب العراقيين بنظرائهم الأمريكيين، بعد الكشف عن مستوى رواتبهم مؤخرا، فان النائب منهم يتقاضى اقل من 165 الف دولار سنويا، اي ما يعادل 190 مليون دينار، في حين يتقاضى البرلماني البريطاني في مجلس العموم 170 الف دولار بما يعادل 200 مليون دينار عراقي، الا ان عضو مجلس النواب العراقي يخصص له راتب بـ384 مليون دينار في نفس العام. وتصنف رواتب البرلماني العراقي ضمن الرواتب الاعلى في العالم للنواب في وقت تتزايد فيه التحذيرات من غضب شعبي وحالة ارباك قد تتعرض لها ميزانية الدولة العراقية خلال السنين المقبلة خصوصا مع زيادة عديد البرلمانيين في البلاد