التسمية :
"حصن السفح" تارة و"حصن الأكراد" تارةً أخرى ومرّةً "حصن
الفرسان" وأخيرًا "قلعة الحصن" : أسماء لقلعة لم تُبنَ دفعةً واحدةً ولم يكن لها طابع واحد و جرى توسيعها مرات عديدة .
الموقع :
تقع قلعة الحصن في ريف محافظة حمص الغربي على بعد حوالي 60 كم غرب مدينة حمص و ترتفع 750 م عن سطح البحر، وتتوسط المسافة بين حمص وطرابلس اللبنانية عند نهاية سلسلة جبال الساحل وتحديداً عند فتحة حمص طرابلس ما يكسبها موقعاً استراتيجياً يسمح لها التحكم بالطريق الرابط بين الساحل والداخل السوري.
مساحتها 3 هكتارات تقريبا و تمتدّ القلعة مع خندقها على مسافة 240 مترًا من الشمال الى الجنوب و170 مترًا من الشرق إلى الغرب .
و قلعة الحصن ماردٌ حجريٌّ جبار يعطيك انطباعاً بعظمة الأيادي التي بنت والعقول التي خططت وكل العناصر التي اجتمعت لتكون قلعة الحصن إحدى أهم القلاع في العالم من حيث المساحة والمحافظة على الشكل الأول. فلم تخن هذه القلعة بُناتها فهي تخلدهم وتخلد كل قطرة عرق ودم بذلت لأجلها، تستطيع أن تستوحي ذلك من حجارتها الكلسية وأسوارها المنيعة وأبراجها العالية المُطلة على جبال عكار ووادي النصارى وبرج صافيتا وأطراف حمص وبحيرة قطينة. إنها ببساطة قصة كتبها الرجال بعظمة بنيانهم.
تاريخ البناء :
تُعَدّ القلعة من أعظم قلاع العالم وأشهرها من حيث منشآتها الدّفاعية ومواد بنائها وهندستها الفريدة التى تحمل مزيجًا من حضارات الشرق والغرب، في تناسقٍ يُبرِز بوجهٍ خاصٍ كل المبادلات المهمّة في الأسلوب بين الفن في الغرب والمشرق العربي، وخاصة في الأزمنة المتأخرة من الحضارة السورية في العهد الروماني وأوائل العصور الوسطى.
تعتبر من أجمل قلاع العالم الأُثرية، وهي قلعة يعتقد بإقامتها فوق أطلال قلعة أقدم منها كان اسمها «شبتون» أقامها الفراعنةعندما هاجموا سورية بقيادة رعمسيس الثاني في القرن الخامس عشر قبل الميلاد.
العديد من المتابعين والمهتمين يطلقون على قلعة الحصن ألقابا وصفات كثيرة، مثل (المارد العجوز والحصن المهيب وسفينة الجبال الشاهقة) وغيرها العديد من الألقاب التي تستحقها، خاصة ونحن نلج أقسامها الداخلية بهيبتها ووقارها وعناصرها المعمارية الفريدة التي بنيت على الطراز القوطي للقرون الوسطى وتم عليها عبر تاريخها العديد من مراحل الإصلاح والترميم لتبقى شامخة وسط الجبال مشرفة، ومن بعيد بكل وقار على البحر الأبيض المتوسط، داخل القلعة وأنت تتجول في أقسامها لا بد أن تعيش تجربة فقدان الجاذبية التاريخية حيث ستنسى ولبعض الوقت أنك تعيش في بدايات القرن الواحد والعشرين حيث تأخذك أقسامها وأبراجها وقاعاتها مئات السنين إلى الوراء. تقدر مساحة القلعة بثلاثين ألف متر مربع وهي حصن داخله حصن بينهما خندق وحولها حصنها الخارجي مستقل مؤلف من طبقات عدة تحوي القاعات ومرابط الخيل والمستودعات وغرف الحرس وقد زود بثلاثة عشر برجا؛ منها الدائري والمربع والمستطيل، وأحيط بخندق دعم في الكثير من أقسامه الخارجية بالجدران المائلة وفيه عدة أبواب. الباب الرئيسي للقلعة يقع في الجهة الشرقية كان في الماضي يدخل إليه بواسطة جسر متحرك، تعلو الباب الرئيسي كتابات عربية بين نقش لأسدين تشير إلى تجديده من قبل السلطان الظاهر بيبرس. تسمع من القائمين على القلعة لمزيد من الشرح والإيضاح عن تاريخها حيث بنيت القلعة لأول مرة من قبل أمير حمص شبل الدولة نصر بن مرداس عام 1031م وأسكن فيها حامية كردية فأطلق عليها حصن الأكراد وبعدها بثمانين عاما احتلها الصليبيون ووسعوها وبنوا أبراجا جديدة فيها بسبب موقعها الهام على الطريق الذي يسميه الفرنجة طريق الحج إلى القدس، وبعد ذلك حاول صلاح الدين الأيوبي الدخول للقلعة وفتحها ولكنه لم يتمكن من ذلك لمناعة أسوارها الضخمة وأبراجها ووجود مؤونة تكفي لخمس سنوات. بعد ذلك تعرضت القلعة لعدة هزات أرضية مما استدعى إعادة تدعيم القلعة، حيث تم بناء السور الخارجي ودعمت الجدران ببناء طبقات جدارية جديدة بشكل مائل لحماية الجدران الداخلية والأبراج من الهزات الأرضية وخلال هذه الفترة تم بناء الأقسام الرئيسية في القلعة وذلك في عهد «فرسان المشفى» أو «فرسان مالطا» الذين تسلموا قيادة القلعة عام 1142م، ونسبت إليهم، حيث سميت «قلعة الفرسان»، وكان هناك نوعان من الفرسان هم «فرسان المشفى» أو ما كانوا يسمون «فرسان القديس يوحنا» وكانوا في القلعة و«فرسان المعبد» وكانوا في القدس. وقد تمكن الظاهر بيبرس وبعد نحو 80 سنة من محاولات صلاح الدين من دخول وافتتاح القلعة بعد حصارها لمدة شهر ونصف، فعمل على ترميمها وإصلاحها. والقلعة حاليا تضم العديد من المباني الجميلة المكتملة البناء بعد أن خضعت لأعمال ترميم واسعة من قبل الفرنسيين سنة 1934 وتم إخراج الناس الذين يسكنون داخلها حيث بنوا قرية بجانبها تأخذ الاسم نفسه.
* معلومات تهم السائح والزائرنقش على الحجر :
بقي أن نشير أنه مكتوبٌ باللاتينية على أحد جدران القلعة حكمةً تقول:
إذا مُنحت النعمة, ومُنِحت الحكمة وفوقها الجمال. لا تدع التعجرف يقترن بها لأنه يذهب بها جميعاًَ.
* يمكن للسائح والزائر لقلعة الحصن أن يزورها في أي وقت من العام وطيلة أيام الأسبوع حيث تفتح أبوابها يوميا أمام زوارها ولكن لساعات محددة وهي في فصل الصيف من الساعة التاسعة صباحا وحتى السادسة مساء وفي فصل الشتاء من التاسعة صباحا وحتى الرابعة بعد الظهر (التوقيت السوري يزيد ساعتين عن التوقيت العالمي غرينتش في الشتاء، من بداية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني وحتى أواخر مارس/ آذار، وثلاث ساعات في الصيف، من بداية أبريل/ نيسان وحتى أواخر أكتوبر/ تشرين الأول) كما على السائح أن يدفع رسم دخول وهو 150 ليرة سورية (نحو 3 دولارات أميركية) فيما هناك رسم مخفض جدا (عشر ليرات سورية فقط للطالب). والجميل في القلعة أن هناك استراحة (مطعم وكافتيريا) تقدم خدماتها للزوار توجد في برج بنت الملك، أحد أجمل أبراج القلعة؛ حيث يطل الجالس فيه بشكل بانورامي رائع على المناطق المحيطة بالقلعة.
كما يمكن للسائح أن يبرمج زيارته لها مع المهرجان السياحي المقام بجانبها الذي يأخذ اسم مهرجان القلعة والوادي ويقام خلال شهر يوليو (تموز) من صيف كل عام، ويتضمن حفلات فنية وكرنفالات وأنشطة سياحية متنوعة.
بجوار القلعة يوجد كثير من الفنادق والمطاعم السياحية الجيدة التي تقدم المنامة والوجبات الغربية والشرقية، وهي بنجوم متنوعة، ومنها فندق الوادي ـ أربع نجوم ـ وفندق فرنسيس (3 نجوم) وفنادق بيبرس والرابي والفرسان (نجمة واحدة) ومطعم بانوراما والرابية وغيرها.