TODAY - 10 April, 2011
هجوم عراقي جديد ضد معسكر أشرف للمعارضة الايرانية
إتهام القوات الأميركية بالامتناع عن نقل 250 جريحا إلى المستشفيات
ايلاف
هاجمت قوات عراقية مجدداً معسكر أشرف التابع لمجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، فيما اعتبر سكان المعسكر أن القوات الأميركية تقف ساكنة إزاء نقل جرحى هجوم الجمعة الماضي، إضافة إلى وجود 250 جريحاً تمت اصابتهم بطلقات نارية أو دهسهم من قبل مدرعات الجيش العراقي دون فرصة علاج حتى الآن.
في وقت هاجمت قوات عراقية مجدداً اليوم الأحد معسكر اشرف التابع لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة بشمال بغداد فقد اتهم سكان المعسكر القوات الاميركية التي تراقب الاوضاع هناك بعدم القيام ولحد الآن بأي إجراء لنقل جرحى هجوم الجمعة الماضي الذي أدى الى مقتل واصابة 331 شخصا وحذروا من وجود 250 جريحا حالياً من دون فرصة للعلاج برغم مضي 60 ساعة على الهجوم مما يعرض العديد منهم الى الوفاة.
وابلغ الناطق بأسم المعسكر محمد أقبال "إيلاف" في اتصال هاتفي من داخل المعسكر (80 كم شمال شرق بغداد) والذي يضم 3400 عنصرا من اعضاء منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة بينهم الف من النساء والاطفال إن القوات الأميركية لم تقم لحد الآن بأي اجراء لنقل جرحى هجوم القوات العراقية الذي تعرض له سكان المعسكر الجمعة الماضي وأدى الى مقتل واصابة 331 شخصا . واشار الى ان القوات العراقية ومدير مستشفى "العراق الجديد" في معسكر أشرف "عمر خالد" يضعان عراقيل كثيرة أمام نقل الجرحى إلى خارج أشرف.
وأكد اقبال ان هناك الان 250 جريحا تمت اصابتهم بطلاقات نارية بالذخائر الحية أو دهسهم من قبل مدرعات الجيش العراقي ويجب ان ينقلوا إلى المسشفى فورا الا انه برغم مضي اكثر من 60 ساعة على الهجوم والدعوات المتعددة من قبل السكان من الاجهزة الدولية بنقل الجرحى لم تتخذ القوات الأميركية اي اجراء بخصوص معالجة الجرحى أو نقلهم إلى المستشفى.
واشار الى انه "لا يوجد في أشرف وخاصة بعد اكثر من عامين من الحصار الجائر اللا إنساني الاوليات البسيطة لمعالجة الجرحى أو اجراء العملية الجراحية عليهم". وحذر من انه في حال عدم نقل الجرحى بشكل فوري من قبل القوات الأميركية إلى المستشفى فأن عددا منهم سيلقى حتفه وإن الولايات المتحدة مسؤولة تجاه حياة هؤلاء.
القوات الاميركية: السلطات العراقية ترفض تقديمنا مساعدات طبية
لكن متحدثا عسكريا اميركيا اكد اليوم ان الحكومة العراقية ترفض طلبا اميركيا لتقديم مساعدات انسانية طبية للايرانيين المقيمين في معسكر اشرف. وقال الكولونيل باري جونسون "قدمنا طلبا لتقديم مساعدات انسانية طبية للمقيمين في معسكر اشرف اثر مواجهات الجمعة مع القوات العراقية. لكن الحكومة العراقية رفضت طلبنا".
وبينما اعربت واشنطن والامم المتحدة وبريطانيا وهيئات دولية عدة عن قلقها ازاء ما حدث في المعسكر داعية الحكومة العراقية الى "ضبط النفس" اشادت طهران بما قامت به هذه الحكومة. ودعت المقاومة الايرانية الحكومة والقوات الأميركيتين ومجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ قرارات عاجلة لدفع الحكومة العراقية إلى سحب قواتها من أشرف وذلك لمنع حدوث كارثة أخرى. واكد ان عددا كبيرا من الجرحى في حالة خطرة وإذا لم تبادر القوات الأميركية إلى معالجتهم فسيكونون عرضة للشهادة وستكون الولايات المتحده مسؤولة عن ذلك بسبب التزاماتها بحماية سكان أشرف.
هجوم جديد على اشرف
واضاف اقبال ان مجموعة من قوات مكافحة الشغب العراقية المؤتمرة بإمرة المالكي (رئيس الوزراء العراقي) قد هاجمت عدداً من سكان المعسكر في القسم الشمالي الغربي منه مستخدمة العصي والهراوات واطلقت الرصاص في الهواء مما أدى الى اصابة 13 شخصا بجروح بينهم عدد من النساء., واعتقلت خمسة اخرين.
واكد وفاة اثنين من سكان المعسكر في مستشفى مدينة بعقوبة القريبة وهما من بين عدد من الاشخاص الذين اختطفتهم القوات العراقية في هجومها يوم الجمعة وهما حسين أحمدي جيحون آبادي ومرتضى بهشتي .. وبذلك يرتفع عدد القتلى من ضحايا الهجوم الى 35 شخصا .
دعوة الامم المتحدة والادارة الاميركية لاجراءات عاجلة
ومن جهتها قالت مريم رجوي "رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية" أن أكثر من 300 من عناصر مجاهدي خلق في معسكر اشرف جرحوا وأن مالايقل عن 178 منهم كانوا هدفاً لاطلاق اعيرة نارية مباشرة. اضافة إلى ذلك فان 18 شخصاً من الجرحى ايضاً تم احتجازهم من قبل المهاجمين.
واضافت في بيان صحافي اليوم ان هذا يحدث في وقت تستمر فيه الحالة الخطرة للجرحى ولايزال عدد منهم في حالة اللاوعي او في حالة خطرة جداًتوفي الحقيقة فإن الحكومة العراقية قد طبّقت سياسة اجهاز الجرحى من خلال تضييق حلقة الحصار على أشرف.
وناشدت رجوي الامم المتحدة والقوات الاميركية القيام على وجه السرعة ودون فوات الاوان بمعالجة الجرحى الذين هم بحاجة ماسة الى العناية الطبية "وأن تزيلا العوائق التي وضعها المالكي لدخول أشرف ومشاهدة ما يجرى في الساحة من وقائع مؤلمة وان تنشرا تقريراً شاملاً ودقيقاً عن وقائع يوم الجمعة الدامية في أشرف لاطلاع الرأي العام".
وشدّدت على ضرورة قيام الولايات المتحدة والامم المتحدة بأجراءات فورية للافراج عن الجرحى الذين تم احتجازهم من قبل السلطات العراقية وطالبت مجلس الامن الدولي بأجراء تحقيق شامل حول "عملية ارتكاب المجزرة" من قبل القوات العراقية.
يذكر ان حوالي 2500 جندي عراقي مدججين بالسلاح ترافقهم 65 عجلة عسكرية قاموا بمهاجمة المعسكر الجمعة الماضي مما ادى الى مقتل واصابة 331 شخصا من سكانه .
وكانت قوات عراقية مؤلفة من عناصر في الجيش والشرطة قوامها نحو ألف عنصر قد اقتحمت معسكر أشرف بداية العام الماضي لكن عناصر مجاهدي خلق تصدوا لها مما أدى إلى اندلاع مواجهات أسفرت عن إصابة نحو 260 شخصاً من الجانبين فضلا عن اعتقال 50 عنصراً من عناصر المنظمة.
واثر ذلك استدعت المحكمة الوطنية الاسبانية في 25 من الشهر الماضي أربعة مسؤولين عراقيين بينهم أثنين من القادة العسكريين بتهمة ارتكاب جرائم ضد سكان معسكر أشرف وذلك للادلاء باقوالهم في نهاية ايار (مايو) المقبل.
وأصدرت محكمة التحقيق المركزية الرابعة الاسبانية قرارا استدعت فيه مسؤولين عراقيين اثنين وضابطين في الجيش العراقي يتهمة "أرتكاب جريمة ضد المجتمع الدولي". وقال المحامي الاسباني خوان غارسيه محامي سكان اشرف ان هؤلاء المسؤولين العراقيين الذين تم استدعائهم هم : علي الياسري رئيس لجنة اغلاق أشرف في رئاسة الوزراء العراقية وصادق محمد كاظم مدير اللجنة والمقدم نزار حازم والملازم حيدر عذاب ماشي لمهاجمتهم سكان معسكر اشرف بتهمة خرق اتفاق جنيف الرابعة من خلال ارتكابهم جريمة ضد المجتمع الدولي.
وقد سمح الرئيس السابق صدام حسين لمجاهدي خلق بالاقامة هناك لحملهم على مساندته في محاربة النظام الإيراني خلال الحرب بين العراق وإيران (1980-1988). لكن بعد سقوط الرئيس السابق في نيسان (أبريل) عام 2003 نزعت القوات الاميركية اسلحة هؤلاء المعارضين وسلمت السيطرة على المعسكر الى قوات الامن العراقية التي يقيم قادتها علاقات جيدة مع نظام طهران.
وقد طردت حركة مجاهدي خلق التي تأسست عام 1965 بهدف قلب نظام الشاه ثم النظام الاسلامي من إيران في الثمانينات وتعتبرهم الولايات المتحدة منظمة ارهابية لكن الاتحاد الاوروبي ازال عنهم هذه الصفة مطلع عام 2009.