ما الآثار الطويلة الأمد للمواد الكيميائية، وخصوصاً الرصاص، على صحة الأطفال؟
يمكن أن يؤدي التعرض على نحو مستمر وبمستويات منخفضة لشتى المواد الكيميائية إلى عدد من النتائج الضارة.
وفي حالة التعرض للرصاص، حتى إذا كان التعرض بمستويات منخفضة نسبياً، يمكن أن يتسبب التعرض المستمر في آثار وخيمة، مثل فقر الدم والتوعك وتلف الجهاز العصبي. ويكون الأطفال بصفة خاصة أسرع تأثراً بالآثار السامة للأعصاب والمترتبة على الرصاص.
ويمكن أن تقلل مستويات التعرض المنخفضة من معدل ذكائهم وأن تتسبب في حالات عجز عن التعلم وفي سوء الأداء الدراسي وعنف السلوك، وهي كلها آثار يمكن أن تسهم في تقليل دخلهم مدى الحياة.
وفي بعض المناطق النامية من العالم ما زال ما يربو على ثلث جميع الأطفال يتضرر من مستويات الرصاص العالية.
وفي بعض الأحيان قد تكون حالات التسمم الحاد لا تزال تظهر على الأطفال الذين يتعرضون على نحو مستمر للرصاص وتبلغ نسب الرصاص في دمهم حداً تتعارض عنده مع الوظائف الطبيعية. ويعاني أولئك الأطفال من حالات شديدة من آلام الرأس والغثيان والقيء وآلام البطن والنٌوام وحتى الغيبوبة.
وفي الحالات الوخيمة يمكن أن تحدث الإصابة بالتهاب دماغي يهدد الحياة ويؤدي إلى الوفاة أو إلى عقابيل عصبية لا تُرد.
ومع ذلك فإن الأمر الأشيع هو التعرض للرصاص بمستويات منخفضة قد تتسبب في علامات وأعراض غير محددة تظل دون تشخيص.
وفي البلدان الصناعية يزيد خطر التعرض للرصاص بين الأطفال الذين يعيشون في مناطق حضرية فقيرة (حيث مازال الطلاء المحتوي على الرصاص موجوداً) أو الذين ينتمون إلى أقليات عرقية تستعمل مستحضرات التجميل التقليدية أو الأدوية التقليدية (الشعبية) الملوثة بالرصاص.
وتتفاوت مصادر التعرض للرصاص حسب السياق المحلي، وتشمل البنزين المحتوي على الرصاص (والذي ما زال يستعمل في كثير من البلدان) أو الطلاء، أو الخزف المزجج، أو الانبعاثات الصادرة من المصاهر، أو التربة الملوثة، أو صناعات إعادة تدوير البطاريات، أو استعمال المواسير المصنوعة من الرصاص، أو سبائك اللحام المحتوية على الرصاص والتي تستعمل لتوصيل إمدادات المياه.
ويمكن أن يوجد الرصاص أيضا كملوث في الأغذية أو كمكون من مكونات الأدوية التقليدية (الشعبية).