“سيف” عراقي أحرقه إخوته بتحريض من عمهم لمنعهم من التدخين
لم يكن يدور بخلد سيف أن يتسب حرصه على أشقاءه وزجره لهم عندما ضبطهم يدخنون السكائر والأركيلة، بدفعهم لمحاولة قتلة بتحريض من عمهم، ليكونوا كإخوة “يوسف” الذين ألقوا بشقيقهم بالجب ليتخلصوا منه.سيف (30 سنة)، كان عائداً إلى منزله في منطقة الحسينية، شمالي بغداد، مساءً بعد يوم عمل طويل سعياً وراء الرزق لإعالة زوجته ووالدته وأشقاءه الثلاثة، عندما تفاجأ بأخوته، أمير وأبو الحسن وكرار، وهم يدخنون السكائر والأركيلة، فلم يتمالك أعصابه، وانهال عليهم بالضرب والتوبيخ حرصاً منه على صحتهم، لصغر سنهم، مما أثار حفيظتهم وأشعل في نفوسهم الرغبة بالانتقام، فتوجهوا إلى عمهم المدعو صغير، الذي بدلاً من أن يهدأ من روعهم ويدلهم على خطأهم، عمد إلى تأجيج مشاعر الكراهية والحقد في نفوسهم تجاه شقيقهم الأكبر لغاية في نفس يعقوب.ولم يكتف العم “السيء” بذلك، بل أكمل دوره الشيطاني ودفعهم للانتقام من سيف، بإشعال النار في غرفته، وأعطاهم المال اللازم لشراء عبوتي بنزين تتكفلان بالموضوع، لـ”تبرد نيران قلوبهم”، بحسب “نصيحته”، وقد كان لهم ما أرادوا.وتقول زوجة سيف، منى عبد الصاحب، في حديث إلى (المدى برس)، إن “سيف كان نائماً بعد يوم شاق قضاه خارج المنزل بحثاً عن الرزق، عندما ذهبت إلى الحمام من دون أن أشعر بما يدبره أخوته”، وتضيف “عندما خرجت من الحمام تفاجأت بإخوته أمير وأبو الحسن وكرار، وهم يحملون عبوتين بلاستيكيتين يرشون منها البنزين في غرفتي”.وتتابع الزوجة المكلومة، “حاولت عبثاً منعهم فقام أمير بحبسي في الحمام وأضرم أبو الحسن النار في الغرفة”، وتستطرد لقد “التهمت النار الغرفة بما فيها زوجي سيف من دون أن تفلح محاولة إنقاذه أو إخماد النار التي أكلت كل شيء”.
وتواصل منى، التي بدت على يدها اليسرى آثار الحروق، أن “الأشقاء الثلاثة ولوا هاربين بعد فعلتهم النكراء”، وتلفت إلى أن “سيف تعرض لحروق بلغت شدتها 90 بالمئة جعلته ينتظر الموت، بحسب ما قال الأطباء”.ويرقد سيف حالياً في ردهة الحروق التابعة للجناح الخاص بمستشفى الكندي، في بغداد، إذ يؤكد الأطباء “خطورة حالته الصحية، ولا يستبعدون أن يفارق الحياة في أي لحظة”.وتؤكد زوجة سيف، أن “الشرطة تمكنت من تسجيل إفادة سيف التي اتهم فيها أشقاءه”، وتبين أن “الشرطة ألقت القبض على أبو الحسن، واعترف أن عمه صغير هو الذي حرضهم وأعطاهم المال لشراء البنزين”.من جانبه يقول أحد أقارب سيف، في حديث إلى (المدى برس)، إن “سيف عاطل عن العمل ويعمل من اجل اعالة إخوته وأمه”، ويوضح أنه “كان يمتلك حافلة نوع كيا تحمل لوحة فحص مؤقت- نجف، اضطر إلى بيعها بخسارة بعد القرار الأخير الذي يمنع المركبات التي تحمل لوحات فحص مؤقت لأي محافظة من دخول بغداد”.وكان مصدر في دائرة الإصلاح العراقية، قسم السجون، كشف في وقت سابق، عن تزايد في نسبة جنوح الأحداث الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة، مبيناً أن الجرائم المرتكبة تتمثل في أغلب الحالات، بالسرقة والقضايا المخلة بالآداب، وأن أغلب المتهمين المعتقلين بهذه التهم يعانون من سوء الوضع الاقتصادي والبطالة بالإضافة إلى حالات كثيرة أخرى كفقدان الأبوين والتفكك الأسري.