TODAY - 09 April, 2011
رفض المبادرة واستدعى سفيره بالدوحة
هل "استفزت" قطر الرئيس اليمني بورقة التنحي؟


ايلاف
إستدعت صنعاء اليوم سفيرها لدى الدوحة، بعد إعلان مهندس قطر خارجيا ورئيس وزرائها أن المبادرة الخليجية تحمل ورقة لتنحي صالح، إلى ذلك رأى محلل سياسي سعودي في حديث مع "إيلاف" أن دول الخليج هي فقط من تملك مفتاح حل الأزمة اليمنية.
أسقطت دولة قطر الأربعاء الماضي بلسان رئيس وزرائها ووزير خارجيته االشيخ حمد بن جاسم آل ثاني المبادرة الخليجية، التي سبق وأعلن الرئيس اليمني عليعبدالله صالح قبوله بها مع دعوته كافة أطراف المعارضة للاجتماع بالرياض، للحوار فيظل مبادرة دول التعاون.
فلم يمض سوى يومين على قبول الرئيس صالح لمبادرة التعاون واستعداده للمغادرة صوب العاصمة السعودية الرياض للحوار معمعارضيه، بعد إعلان المجلس الوزاري "الطارئ" أن دول مجلس التعاون الست اتفاقها على إجراء اتصالات معالحكومة والمعارضة اليمنية من خلال أفكار لتجاوز الوضع الراهن".
ومع ترحيب الحكومة اليمنية بدعوة مجلس التعاون الخليجي، واستعدادها لمناقشةأي أفكار يطرحها الخليجيون لحل الأزمة؛ إلا أن قشة الكلام قصمت بالوضع الدبلوماسيبين صنعاء والدوحة بعد إعلان مهندس العلاقات الخارجية الشيخ حمد بن جاسم أن من ضمنبنود المبادرة "تنحي الرئيس صالح".



ورغم أن البند الضائع الذي أعلنه الشيخ حمد وتسبب في توتر دبلوماسي بين البلدين، ساهم في استدعاء سريع من الحكومة اليمنيةاليوم السبت لسفيرها لدى الدوحة "للتشاور"، إلا أنه ظل محيرا في احتواء نسقالمبادرة الخليجية برمتها على بند أسقطه الشيخ حمد بن جاسم بسبق جعله محط الأضواءالإعلامية.
فهل رفْضُ علي عبدالله صالح المبادرةالخليجية/القطرية "حكمة يمانية"؟
الكاتب والمحلل السياسي يوسف الكويليت قال لـ"إيلاف" تعليقا على تصريح رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثانيالذي قال فيه بـ"تنحي صالح"، قال معلقا أن القناعات القطرية ليست معلومة،مضيفا أن التصريح القطري استفز الرئيس اليمني مما جعله يقبل المبادرة الخليجية دونالقطرية.
وفي سؤال لـ"إيلاف" عن إن كانت هناك مبادرة قطرية شذت عن مبادرة دول التعاون الخليجي، أوضح الكويليت أن هناك "احتمالية"في ذلك؛ وربما أن المبادرة الخليجية كذلك حملت احتمالا آخر في تضمينها شرطا لتنحيصالح عن الرئاسة وتسليمها لنائبه.
وأضاف يوسف الكويليت أن الساحة اليمنية تختلف عن الساحات العربية الأخرى؛ كونها تمتلك معادلة في قوى الشارع مابين مؤيديالرئيس صالح ومعارضيه. مؤكدا أن كلا منهما يستطيع تسيير الشارع اليمني وفق منهجيته.
ورأى الكويليت أن حل أزمة اليمن السياسيةليست بيد أوربية أو غيرها، وأن الحل مناط بشكل أساس في دول الخليج، معللا ذلك أنهالا تملك أطماعا في اليمن، إضافة إلى أن تدخلها يتم عادة دون مصلحة خاصة؛ وإنماتسعى لمصلحة اليمن كافة، مضيفا أن حلولها تدوم إلى أقرب الحلول.



وعن الموقف الأميركي من مبادرة دول الخليج تجاه اليمن قال الكويليت أن الولايات المتحدة "محتارة في موقفها"؛ كونهاتؤيد بقاء الرئيس صالح في ظل وجود تنظيم القاعدة، والتنظيم الحوثي اللذين تخشاهماواشنطن. وأضاف أن الموقف الأميركي المتردد، عدل مساره نحو الشارع والشعب كجزء منذلك الاستثمار.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرن آشتونعن رغبتها في الانتقال العاجل في الرئاسة اليمنية، ورغبتها في "الانتقال السياسيالمنظم" الذي يتيح فرصة أكبر وأقوى من الإصلاح باليمن، وفي تعليقه على الموقفالأوربي والأميركي الذي اتجه لتأييد الشارع على حساب الحكومة قال نائب رئيس تحريرالرياض الكويليت أن هاتين الرؤيتين (الأميركية والأوربية) تريدان تطبيق أنظمتهاالديموقراطية الحديثة، في بيئة تحوي العديد من العوائق في عالم عربي على حد وصفه.
ورحب الرئيس اليمني علي صالح اليوم الجمعة بجهود الوساطة الخليجية باستثناء قطر، وقال خطيبا أمام أنصاره في ميدان "السبعين" أمس الجمعة بالعاصمةاليمنية بأنه يستمد قوته وثقته من هذه الملايين المحتشدة أمامه، مضيفا صالح أن هذهالثقة "لا نستمدها من قطر وقناة الجزيرة".
واعتبر صالح أن تصريح الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني وإعلانه ضرورة تنحيه عنالحكم، اعتبر أن ذلك هو تدخل سافر في شئون اليمن الداخلية.
ويواجه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح منذ نهاية كانون الثاني/ينايرالماضي، حركة احتجاج شعبية كبرى، تطالب بتنحيه اشتدت بعد مقتل أكثر من ستين متظاهرفي الثامن عشر من آذار/مارس برصاص نسبته المعارضة إلى جيش الرئيس صالح