TODAY - 09 April, 2011
بعد ثماني سنوات على التغيير في بلاد الرافدين
ماذا كسب العراقيون .. وماذا خسروا من العهد الجديد؟
يعتقد الكثير من العراقيين ان ما تحقق لهم بعد سقوط النظام السابق أفضل مما كان عليه الحال قبل ذلك على الرغم من الظروف الصعبة التي عاشوها خلال السنوات الثماني من إرهاب ونقص في الخدمات وعدم تحقيق الطموحات التي كانت تراود المواطن العراقيّ.
بغداد_ ايلاف
قال مواطنون التقتهم (إيلاف) بمناسبة ذكرى التغيير الذي كان في التاسع من نيسان / ابريل عام 2003 : ان الحرية هي اكثر المكاسب التي حصلوا عليها بعد سقوط النظام السابق وذهب الخوف الذي كان يعشّش في نفوسهم ليل نهار، وان الخسائر مهما كانت فهي ضريبة الحرية والانعتاق من عبودية الدكتاتورية.
فيما أشار البعض إلى أن المؤلم في الذكرى ما حصل لبغداد من تدمير على يد القوات الاميركية وتمنوا لو ان التغيير كان عراقيا صرفا وان كانت لديهم شكوك في هذا لقسوة النظام، وتفاءل اغلب المواطنين بأن السنوات اللاحقة ستشهد تطورات في جميع المجالات.
وقال اسعد الهلالي:"أنا متفائل جدا لأنني لا اعتقد ان هناك خسارة كبيرة للمدة السابقة لاننا كنا في نفق مظلم وأمامنا جدار مغلق، الان لنقل تحقق الحد الأدنى، أزيل هذا الجدار وربما هناك الكثير من المثالب والسلبيات لكن ثمة ضوء في عمق النفق، وإزاحة الجدار أعطتنا فرصة لنرى الضوء الذي في العمق وبالتالي نستطيع ان نتجه الى هذا الضوء، ربما نحتاج إلى فترة من الزمن قد توصلنا بالنتيجة اليه، لكننا في الفترة الماضية أدركنا ان اي زمن كان كافيا او كفيلا برؤية اي بصيص من الضوء للحرية والديمقراطية".
وأضاف: "في الدرجة الأساس ما ربحناه هو هامش الحرية، ربما يعد محدودا حالياـ ولكن الأمل والتفاؤل في المستقبل، وما خسرناه هو الأمان، وهذا نسبي ، اليوم افضل من البارحة ، وغدا سيكون افضل من اليوم".
وقالت أطياف ابراهيم:"كمواطنة عراقية أنا انظر الى الواقع العراقي على ان هناك تغيرات حاصلة وهذه التغيرات بعضها سلبي والآخر ايجابي، لكن إذا نظرنا اليها كعموم نجد انها ايجابية اكثر منها سلبية على الرغم من الخطوات غير الصالحة والمهمة للمواطن العراقي خاصة انه ما زال يبحث عن نفسه وعن الخطوات التي لم تلبها الحكومة العراقية بعد ، وهي حاجات رئيسة، ولكن كمواطنين نطمح ان يتم تحقيق الطموحات مع وجود حكومة قادرة على التغيير وحكومة قادرة على ان تعطي للمواطن كل شيء".
وأضافت: ما تحقق للعراقيين بعد عام 2003 اشياء كثيرة وانا انظر اليها وأجدها في جامعاتنا العراقية والاوساط الثقافية وفي الاعلام والشارع العراقي ، اصبح هناك نوع من الحرية التي لم نألفها من قبل والتي هي بسبب عدم فهم المواطن لمعنى الحرية العامة والحرية الشخصية لذلك نجده احيانا يتمادى، والسبب ان المواطن لسنوات طويلة لم يكن يعرف ما تعني الحرية، واعتقد ان بعض هذه الحرية يقود الى الافضل وليس الى الاسوأ، اذ ان المواطن سيفهمها على حقيقتها ويعمل بها بالشكل الصحيح.
وقالت هند سليم : اجمل ما كسبناه هو ان الخوف الذي كان يعشش في نفوسنا في الليل والنهار من ازلام النظام والحروب ذهب الى غير رجعة ، والحمد لله اننا تنفسنا اخيرا بعد ان كنا لا نعتقد ذلك ، وذهب الطاغية الى مصيره، واعتقد لو ان الارهاب الذي جاءنا من خارج الحدود ومن الخونة داخل العراق لكان العراق اليوم من اعظم دول العالم ، ولكن ان شاء الله سيتعافى العراق بعد ان انكسرت شوكة الارهاب وستنكسر وتذهب كل السلبيات التي رافقت العملية السياسية خلال هذه السنوات .
أما نايف ثامر فقال : خلال هذه السنوات الماضية كسبنا شيئا وخسرنا اشياء كثيرة ، خسرنا الأمان، وكسبنا تحسن الوضع المعيش ، كسبنا الحرية ، وصار الانسان يستطيع ان يعبر عن ارائه وافكاره بحرية تامة دون ان يخشى من زيد او عمر ، كسبنا الخلاص من كثرة الحروب التي كان يفتعلها النظام ويزج بالطاقات الشبابية في ساحات الحروب والموت.
وأضاف : ومع كل ما نشعر به من ألم احيانا على الخسارات الا ان لدي ثقة مطلقة ان المستقبل سيكون افضل ان شاء الله بفعل الحرية ووجود طاقات شابة وبفعل تأثير المحيط بالبلد من حركات شبابية اخذت زمام الامور واثرت في شعوبها وشعوب المنطقة.
وقال نوار اسماعيل : يؤلمني ان ارى بغداد بهذا الدمار ، ولكنه دمار الذين لا يحبون العراق من قوات محتلة وارهاب اعمى ودول تعادي التغيير ، ما زلت اذكر تلك الايام التي سقط فيها الصنم الذي ولى الى غير رجعة هو واعوانه، وربحنا الحرية فلم نكن من قبل نستطيع ان نتحدث ضد مدير بلدية او رفيق حزبي اما الان فنحن نتهم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ونصرخ ونحتج ولا احد يخيفنا، صحيح ان السنوات الماضية ليست جيدة بسبب الفساد والمحسوبية والمحاصصة الا اننا نأمل ان يكون المقبل خيرا.
فيما تحدث طارق السلطاني قائلا : يمكن القول ان التغيير الذي حدث كان جيدا للعراق ومهما خاصة انه منح العراق الكثير من الاشياء واولها الحرية التي كان العراق لايعرفها في شتى المجالات ، حرية التعبير وحرية التجارة التي كانت مقيدة في السنوات الاخيرة بسبب الحصار الاقتصادي والحروب ، وهذه لها تأثيرها على المجتمع العراقي من ناحية توفير السلع الغذائية والمركبات والاليات والاجهزة الكهربائية ، ولكن نحن نحتاج الى نهضة صناعية في البلد كي نقضي على البطالة حيث هناك اعداد هائلة من الخريجين بلا عمل ولا وظائف والذين يمكن الاستفادة من شهاداتهم سواء من الاناث او الذكور ، في بغداد والمحافظات.
واضاف : هذه السنوات انفقت فيها الحكومة اموالا طائلة اغلبها بلا فائدة ومنها للحمايات الخاصة بالوزراء والنواب والمدراء العامين ووكلاء الوزارات.
وقال جاسم محمد فلحي : مرت السنوات الثماني الماضية بتوالد الكثير من الاحزاب والتيارات على اختلاف مرجعياتها السياسية والدينية والتي راحت تتنافس في ما بينها ولكنها للاسف نست ان تنتبه الى ما يحتاجه المواطن العراقي من تقديم الخدمات واعادة تنظيم البلد ، وانشغل السياسيون بتوزيع المناصب والتسميات الاخرى وكلها اثرت في تقدم البلد وجعلته يراوح في مكانه ان لم نقل يرجع الى الوراء، ولكن هذا كله اعده طبيعيا في بلد خرج من نظام دكتاتوري.
واضاف : اهم ما تحقق للعراقيين هي الحرية ، واصبح هناك مجال واسع للتعبير عن الرأي وقول ما يمكن قوله والاحتجاج والتظاهر، كما اصبح هناك مجال واسع للحركة والسفر ولكن للاسف لا يوجد هناك تنظيم للكثير من الاشياء ولا صيغة محددة، واعتقد ان السبب يكمن في عدم وجود مركزية، ففقدان المركزية يؤثر كثيرا، ولا نغفل الارهاب الذي لعب دورا اساسيا في تخلف البلد وتخلف التنمية والاقتصاد واستقرار المواطن وايقاف المشاريع ، ولكن نأمل ان يزداد التحسن وان تنتبه الحكومة اكثر وتكون هناك مركزية اكثر والتزام ، لا ان يأتي كل من يعجبه ان يصرح ضد اخرين وهم ضمن الحكومة او العملية السياسية.
وقال فائق التميمي: "ما خسرناه كثير، اولا الاحتلال كان له تأثير قوي على العراق حيث خسرنا عددا كبيرا من الشهداء ، اضافة الى ان الحرب الطائفية والتهجير واهانة الفرد العراقي من قبل قوات الاحتلال ، اما المكاسب خاصة بعد الحرب الطائفية وجدنا اللحمة العراقية وتجدد وعي الشعب ، كما ان ما كسبناه بعد التاسع من نيسان 2003 بشكل كبير هي الحرية والديمقراطية ، كما كسبنا ان المواطن العراقي بدأ يفهم معنى الحرية ومعنى حقوقه وواجباته ايضا ، ولاحظنا كيف اصبح المواطن العراقي يتظاهر طلبا لحقوقه وهذه لم تكن موجودة في السابق.
واضاف : الديمقراطية جديدة علينا والنظام الديمقراطي جديد ، ولكن في المستقبل من المؤكد ان المواطن سوف يفهم الديمقراطية بشكل صحيح ويعي حقوقه وواجباته ، وان شاء الله يكون المستقبل افضل.
ومن جانبه قال الكاتب السياسي سامي كاظم فرج: "الذي كسبناه أننا فزنا بنظام ديمقراطي وحققنا ذلك من سقوط النظام الدكتاتوري وكسبنا الحرية، أما الذي خسرناه فلا اعتقد أننا خسرنا شيئا، لان البعض من اصحاب النظرة السوداوية او الظلامية يعتقد ان هذه التناقضات بين الحركات السياسية وبين التيارات الموجودة على الساحة العراقية، وهي حالة اعتبرها صحية، لان هناك اكثر من رأي وهذا من الطبيعي أن يحدث، البعض من أصحاب النظرة السوداوية يعتبرها فوضى وربما هذه الحالة تدفعه الى الحنين للنظام السابق على اعتبار هناك استقرار ونظام، في الحقيقة كان النظام يكمم افواه الناس ولا توجد غير سلطة حزب واحد وعصابة تسيطر على مقدرات الحياة في العراق.