العنوان(الثورة)
الموقع: احد الاسواق العراقية المزدحمة
رجلٌ يبع الخضار واخرٌ يشتري منه
امرأة تبيع الخبز,,, وجموعٌ تصطف لشرائه
وشيخٌ كبير جالس يبيع الحلوى ,,اشترت منه ارملة لابنها الوحيد
وعبوةٌ مزروعة تحت الارض .. لا احدَ يشتري منها .. لكنها تنتظرُ احداً على موعد
وعزرائيل في طريقه الى الارض (حسب الموعد)
أمسكت الارملة طفلها من يده وكانت في يده الاخرى الحلوى التي اشترتها له
وقالت له هيا بنا يا بني لقد حان وقت الرحيل الى المنزل ؟؟
فأبتسم الطفل ..
وقال
لا اريد الرحيل الان !!!
لكنهما
لم يدركا ايُ المنازل كان بانتظارهما؟؟
.........
وصل عزرائيل حسب الموعد
وانفجرت العبوة !!
تحت اقدام الارملة
والابن ماسكنٌ بيد امه
وبعد لحظات
حلقت الثياب في السماء كأنها طيورٌ ملتهبة
وصراخٌ يملئ الدنيا حزناً
وعزرائيل يجمع الارواح المتطايرة
......
مات قرابة 40 شخص من بينهم اطفالٌ وشباب وشيوخ ونساء؟؟
الحزنُ يبرقع وجوه اهالي المدينة
وهي تشيع جثث الشهداء
وبعض الاشخاص فرحة لاستلامهم ملايين الدولارات
وجامع الارواح راحل لينتظر موعده الجديد
....
دُفنَ الشهداء
وحل الغروب
واشعلَ اهالي المدينة الشموع
لتضيء المقبرة
والامهات يشاهدن قبور ذريتهن
ويكاد صراخهن ان يفطر جدران القبور
ويطفئُ نواحهن الشموع
وفجأة
انفجر احد القبور
ليخرج منه ذلك الطفل اليتيم الذي كان ماسكاً بيد امه (الكف) فقط
وفي يده الاخرى كان يمسك
بسلاحه (الحلوى) التي كانت سبب مقتله ؟؟؟؟
ومن ثم ردد هذه الكلمات بصوتٍ عال
ليفزع (الاحياء) الذين كانوا يشاهدون هذا المنظر ؟
هبوا ضحايا الانفجارِ
هبوا من تحت القبور
هؤلاء الاحياء قد ماتوا
بأوهامٍ تخدر العقول
وحكامنا الطغاة بأنتظارِ
اناسٌ تزلزل العروش
فيقوا ايها الاموات هيا
هيا لنحيي البشر
......
فصفق له الناس وذهبوا
ورجع الطفل الى سباته بعد خيبة الامل
لكنه سيرجع في احد الايام
وعندها
سيكون حساب المقصر عسير
(( منقول ))