من أهل الدار
Jeanne d'Arc
تاريخ التسجيل: January-2010
الجنس: أنثى
المشاركات: 16,465 المواضيع: 8,043
صوتيات:
10
سوالف عراقية:
0
كارلا بروني ساركوزي: تحكي قطعة المجوهرات دائما قصة شخصية وأنا أحب أن يكون للأشياء قصة
25, Aug, 2013
كارلا بروني ساركوزي سيدة أولى في بلاط «بولغاري»
للمرة الأولى تتحول فيها زوجة رئيس دولة لوجه يمثل ماركة عالمية
كارلا كما ظهرت في الحملة الإعلانية
توهج الألوان وصفاء الأحجار من السمات التي تلتصق بـ«بولغاري» منذ البداية
من أجمل الفعاليات التي شهدها أسبوع الموضة الباريسي الأخير، حفل دار «بولغاري» التي نفشت ريشها واستعرضت قوتها في قصر قديم تحول إلى غرفة تجارة في أفينيو فريدلاند. حفل سيبقى راسخا في الذاكرة لعدة أسباب؛ أهمها حضور كارلا بروني، سيدة قصر الإليزيه سابقا والمغنية الحالية، وتجولها بين الحضور في حدائق القصر بتايور أسود مفصل وقلادة وأقراط أذن تقدر بالملايين. كان من الطبيعي أن يشعر الحضور بإثارة خاصة وهم يسترقون النظر إليها على بعد خطوات، رغم أنه حضور تعود على لقاء النجوم والنجمات. لكنها نجحت في أن تسرق الأضواء، لأنها أول مرة تتحول فيها زوجة رئيس دولة لوجه يمثل ماركة عالمية. صحيح أنها كانت عارضة سوبر في الثمانينات والتسعينات، إلا أنها لم تعمل في هذا المجال منذ مدة، وباتت شبه معتزلة بعد زواجها بنيكولا ساركوزي، الذي لم يعد في الحكم الآن، مما يعطيها الحق في أن تمارس أي نشاط تريد من دون محاسبة أحد. فهيلاري كلينتون دخلت المجال السياسي بعد خروج زوجها من البيت الأبيض، ومن المتوقع أن تعود ميشال أوباما لممارسة المحاماة بعد انتهاء مدة زوجها، باراك أوباما في الحكم، علما بأن أن علاقة سيدات الإليزيه بالموضة ليست غريبة أو جديدة.
مدام برناديت شيراك، مثلا، وجه مألوف في عروض «شانيل»، وعضو في مجلس «إلفي إم آش» أيضا، كما أن فاليري تريرفيلر رفيقة درب الرئيس الحالي فرنسوا هولاند بدأت تظهر في مناسبات مماثلة، وإن بخجل، مما يجعل الفرق بينها وبين غريمتها، كارلا، كبيرا، خصوصا أن هناك إشاعات تفيد بأن السيد ساركوزي ينوي الترشح لمنصب رئيس الدولة مرة أخرى، وأن ظهور زوجته في المجلات البراقة في أجمل حلة وبأرقى المجوهرات لن يضر بحملته على الإطلاق، إن صح الخبر.ومما يؤكد أهمية ظهور كارلا كوجه ممثل لدار «بولغاري»، أن الخبر تداولته أول مرة وزيرات وليس خبراء موضة أو كتاب مدونات.
فقد تسرب عبر تغريدة أرسلتها إيزابيل بلقاني، مساعدة رئيس بلدية ضاحية (لوفالوا) القريبة من باريس، أعادت نشرها الوزيرة السابقة نادين مورانو. وهذا وحده يشير إلى أن كارلا ليست عارضة عادية، وأن عودتها إلى عالم الموضة والمجوهرات له خلفيات وأسباب كثيرة قد تتعدى الجانب المادي.
فحتى قبل أن تمثل مجموعة «ديفا» الفخمة من «بولغاري»، روجت في الخريف الماضي لمجموعة من الحلي تحمل اسم «بارو»، من توقيع المصمم والمهندس الفرنسي فيليب ستارك. مجموعة تختلف في الكثير من الجوانب عن مجموعة «بولغاري»، التي كما يدل اسمها «ديفا»، مستوحاة من شخصية معروفة تعيش الحياة المترفة وتشمل قلائد وأقراطا مرصعة بالماس والياقوت والزمرد، صممت لامرأة مرفهة وأنيقة، أيا كان أسلوبها وذوقها والمناسبات التي تظهر فيها. لكن القاسم المشترك بينها دائما هو أنها لافتة ودرامية، وإن بنمط هندسي مستوحى؛ إما من أيقونات هوليوود في العصر الذهبي، وعلى رأسهن إليزابيث تايلور، بماكياجها الدرامي في فيلم «كليوباترا»، وإما من أشكال مراوح يد تتفتح لتكشف كم هي سخية في استعمالها الأحجار الكريمة والألوان المتوهجة. فالمروحة كما اكتشف مصممو الدار، إكسسوار عرفته حضارات مختلفة، إذ استخدم في الصين ابتداء من القرن الثاني قبل الميلاد، كما استعمل في قصور مصر في الاحتفالات الفخمة، قبل أن يصبح من اللوازم اليومية لدى اليونانيين والرومان في القرن الخامس قبل الميلاد، وتنتشر في أوروبا كقطع فنية ابتداء القرن السادس عشر وصاعدا.
ما قام به مصممو الدار، أنهم لعبوا على الأحجام الممتلئة والفارغة، لتتحول المروحات الرقيقة إلى تكتلات أنيقة، بعضها مقلوب وبعضها الآخر معلق على شكل شلالات ملونة وصاخبة بالتناقضات، سواء فيما تعلق بالمواد أو الأحجار.
فاللؤلؤ والجمشت والزبرجد أو الترمالين الأحمر، مثلا، يمكن أن يتزاوجوا مع الماس بسهولة فائقة، فضلا عن سهولة استخدامها، وهو العنصر الذي تحرص عليه الدار دائما، وجاء واضحا في كل القطع الـ 200 التي سافرت بها الدار من «بورتوفينو» إلى باريس، وتشمل مجوهرات راقية وساعات وحقائب يد ونظارات.
سبب اختيار «بولغاري» كارلا بروني ساركوزي لتمثلها له عدة أسباب، حسبما تشرح الدار. فبالإضافة إلى جمالها وأناقتها، فهي أيضا تتقاسم معها جذورها الإيطالية وحبها للفن وتلك الرغبة الملحة في التطور والإبداع. أي إنهما يتقاسمان تلك القدرة على إعادة ترجمة أنفسهما وتنويع صورتهما بشكل دائم. فكما أسست الدار نفسها كرمز إيطالي بأسلوب مميز وجريء، كذلك أصبحت كارلا رمزا للأناقة والجاذبية في شتى مراحل حياتها.
وبينما بدأت أسطورة «بولغاري» عندما وصل الصائغ اليوناني سوتيريو بولغاري إلى روما في نهاية القرن التاسع عشر وورث مهاراته لأجيال كتبت بدورها فصولا جديدة بمزيج غير تقليدي لمواد مختلفة. ومع الوقت، تطورت من شركة عائلية صغيرة إلى مؤسسة عالمية تشمل اليوم الساعات، والعطور، والنظارات والإكسسوارات والفنادق. أعادت كارلا بروني ساركوزي، تجديد نفسها من خلال الموسيقى بعد أن كانت من بين العارضات السوبر في التسعينات. تعلمت عزف القيثارة وحدها، وهي اليوم مغنية باعت أكثر من مليوني نسخة من ألبومها الأول «Quelqu’un m’a Dit» في عام 2002، وفي أبريل (نيسان) 2013. أطلقت ألبومها الرابع بعنوان «Little French
Songs»، من دون أن ننسى أنها بعد زواجها في عام 2008 بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مارست دورا دبلوماسيا، كان جديدا عليها. فأضواء الموضة لا تشبه بأي شكل العلاقات الدولية المتشابكة، ومع ذلك تأقلمت مع دورها وأدته على أحسن وجه، من دون أن تتخلى عن شخصيتها وطموحاتها.
كارلا بروني ساركوزي: «تحكي قطعة المجوهرات دائما قصة شخصية وأنا أحب أن يكون للأشياء قصة»
أقراط أذن وكأنها عناقيد عنب
سوار باسم «ذكريات فارسية»
* ما علاقتك الشخصية مع المجوهرات؟
- بالنسبة لي، لا تشبه قطعة المجوهرات أي قطعة أخرى، فهي أكثر ألفة من أي شيء آخر. أليفة جسديا بالطبع، لأنها تزين الجسم وتستعمل مباشرة على البشرة، قريبا من نبضات القلب، مثل قطرة من العطر في تجويفة المعصم، خلف الأذن، أو عند قاعدة العنق. أليفة أيضا لكونها تتمتع بمعنى يتعداها، لأنها تنتمي إلى عالم المشاعر وتلمس الروح، فتعبر عن شغف، أو تشير إلى الحب، أو تحمل ذكرى، أو ترمز إلى معتقد، كما قد تختم ارتباطا، أو تمثل تكريما، أو تحمي من البلاء. ومن أبسط الخواتم إلى أكثر العقود تعقيدا، تحكي قطعة المجوهرات دائما قصة شخصية. هذه فكرة تروق لي، فأنا أحب أن يكون للأشياء قصة.
* ماذا تمثله «بولغاري» بالنسبة إليك؟
- هي رمز الشغف وذلك الابتهاج الروماني الحي والنابض، المفعم بالألوان. أذكر حجارة سوار من السبعينات كانت عمتي ترتديه عندما كنت طفلة. كنت أحب هذا السوار كثيرا، بفرحته ووهمه، وكنت أحلم باقتناء مثله يوما ما. قيل لي حينها إنه آت من إيطاليا إلى باريس، مثلي أنا، ولعل هذا هو أحد الأسباب الذي جعلتني أحبه أكثر. واكتشفت لاحقا أنه كان من تصميم «بولغاري».. هل هي الصدفة أم هذا السوار الذي جمعنا؟ لا أعرف.
* لـ«بولغاري» عدة وجوه، أيها يثير فضولك؟
- كما قلت، أنا أعشق الأشياء التي تحكي قصصا، وهناك قصص كثيرة تحكيها الدار منذ نشأتها. فمجرد اسمها يذكرنا فورا بمدينة روما، وعيشها الهنيء «لا دولتشي فيتا»، والعصر الذهبي لاستوديوهات شينشيتا. نحلم بقصة الحب الشهيرة والعاصفة التي ربطت بين ليز تايلور وريتشارد بورتون، نتخيل أنفسنا من أبطال فيسكونتي، نرى أنيتا إيكبرغ تركض عارية القدمين عبر الشوارع الضيقة هربا من المصورين الصحافيين، يخال إلينا أننا على التوالي مونيكا، سيلفانا، أو صوفيا، ونركض ضاحكين على سلالم ساحة بيازا دي سبانيا. هذه هي الوجوه التي تثير فضولي واهتمامي، إضافة إلى شغف صانع المجوهرات الذي ينقل فنه لتلميذه من جيل إلى آخر. تماما مثل سوتيريو بولغاري، اليوناني الذي وصل إلى روما في نهاية القرن التاسع عشر ونقل مهاراته إلى أبنائه، وهذا الجانب مهم جدا بالنسبة لي لأنني أعرف قيمته والمخاطر التي تهدده في حال لم توجد بيوت مسؤولة مثل «بولغاري» للحفاظ على الحرفية والجودة.
* ماذا تقصدين بهذه المسؤولية؟
- بصفتي عارضة، تسنى لي العمل مع أهم بيوت الأزياء والمجوهرات الراقية، مما جعلني أقدر الفنون الحرفية المختلفة وأكن تقديرا كبيرا للحرفيين وتلامذتهم وللأنامل الناعمة، أي الخياطات اللاتي من دونهن لا تكتمل القطعة. كل هؤلاء يساهمون في ابتكار قطع فريدة واستثنائية، ولسوء الحظ، إن بعض هذه الحرف يختفي بالتدريج، وبغياب الحرفيين تنتهي القصة ويتلاشى السحر.
لكن بفضل شركات كبيرة ومهمة، تتم المحافظة على هذه المهارات وإحياء تقاليدها. يكفي أن تنظر إلى رقة جوهرة من جواهر «بولغاري» لكي تدرك أن الحرف في هذه الحالة هي شكل فني بكل معنى الكلمة. فكلها غنية تعبق بالنقاء والرقة.
* ماذا كان شعورك عندما طلب منك أن تكوني الوجه الذي يمثلها؟
- شعرت بالفخر والسعادة، فأنا أشعر بأن هناك علاقة بيني وبين قصتهـــا الرومانسية وروحها الإيطالية المفعمة بالحياة والفرح.
* لا تقتصر مجموعة «ديفا» (Diva) على المجوهرات، بل تشمل أيضا حقائب يد، يمكن القول إنها لا تقل فخامة وأناقة بأشكالها المستديرة التي كانت رائجة في الخمسينات وتفاصيلها الفخمة. وتأتي هذه المجموعة بجلد التمساح وبدرجات لونية تشمل الأزرق الياقوتي والأخضر الزمردي والشاي الوردي والزهري التوتي والأخضر، بينما تلتف الأفعى حول الطرف الأعلى منها مجسدة جوهرة بحد ذاتها، بقفل يختفي تحت رأسها. بالإضافة إلى التقنية الدقيقة التي استعملت لصياغة هذا الرأس، باستعمال تقنية «القولبة بالشمع المتبدد»، وهي تقنية قديمة لا تزال الدار تستخدمها لابتكار المجوهرات الراقية، فإن عملية المعالجة بالعقيق التي يخضع لها جلد التمساح أيضا خاصة ودقيقة تجعل ملمسه ناعما وساطعا، تماما كالأحجار الكريمة. أما ما خفي فأجل، إذ تتميز البطانة بألوان فاتحة ومتباينة، في حين يتضمن جيب صغير مرآة مع مسكة من الجلد، وكأنها تذكر أنها موجهة لـ«ديفا» مشهورة لا تقبل بأوساط الحلول.