التهاب الكبدي الوبائي «A» مرض فيروسي يسبب التهاباً كبدياً خفيفاً، حيث ينتقل الفيروس المسبب له من شخص إلى آخر عند ابتلاع ما تبقى من الشخص المصاب من ماء أو طعام ملوث.
ويعتبر التهاب الكبد الوبائي «A» الأكثر شيوعاً ولكنه الأقل حدة من بين سبعة أنواع أخرى من التهابات الكبد الفيروسية التي تسببها أنواع مختلفة من الفيروسات ويحمل كل نوع منها اسماً مربوطاً بحرف هجائي مختلف.
و يسبب التهاب الكبد «A» في العادة عند الكبار زكاماً خفيفاً لمدة قصيرة، إضافة إلى الأرق والارتفاع في درجة الحرارة والتقيؤ والقشعريرة والصداع.
ومن أعراضه أيضاً في بعض الأحيان اليرقان «اصفرار الجلد» والشعور ببعض الآلام في البطن و يكون البول داكن اللون.
أما الأطفال فلا تظهر عليهم الأعراض في العادة، لكنهم يبدون في حالة إعياء بشكل خطير، حيث يستمر المرض ما بين ثلاثة إلى أربعة أسابيع ويتركز علاج الكبار والصغار على منح الجسم راحة كافية وتناول السوائل بكثافة.
إن التهاب الكبد الوبائي «A» ليس مزمناً ومن النادر أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على الكبد.
مرض معد
وهذا المرض معد جداً، لكنه لا ينتقل على أية حال بواسطة العطس، بل في حال تناول ماء أو طعام ملوث ببقايا شخص مصاب، فعلى سبيل المثال لو استخدم الماء الملوث في ري نبات الفراولة مثلاً فإن الذين يأكلون تلك الفاكهة سيكونون عرضة للإصابة بالفيروس.
ولو أن عاملاً كان مصاباً بالفيروس وغسل الفاكهة قبل أن يغسل يديه جيداً، فإن احتمال انتقال الفيروس لتلك الفاكهة أمر وارد. لهذا فإن النظافة الجسمانية وخصوصاً نظافة اليدين، وكذلك إجراءات معالجة الأطعمة ونظافتها، عوامل هامة للوقاية من احتمالات الإصابة.
ما الذي يجب على السلطات المختصة أن تفعله للحيلولة دون تعرض المواطنين لفيروسات التهاب الكبد الوبائي؟
بالنسبة للسُلطات المختصة فإنه من المهم وضع ضوابط صارمة لضمان سلامة وخلو وجبات الغذاء من أي ميكروبات محتملة. ولكن وفي حالات نادرة عندما يتفشى وباء التهاب الكبد «A» فإن هذه السلطات غالباً ما تقوم بتقصي السبب ومن ثم الاتصال فوراً بالجهات التي وصلت إليها الأطعمة الملوثة لمنع تقديمها، ثم بعد ذلك الاتصال بالمعنيين لإبلاغهم بذلك، إن حالات التفشي التي تقع من حين إلى آخر أمر اعتيادي، وغالباً ما تكون محدودة الانتشار ولا تشكل خطراً شاملاً على الصحة العامة.
لقاح «غاما غلوبلين»
يمكن إعطاء المصاب اللقاح أو التطعيم (غاما غلوبين) لبضعة أيام أو أسابيع حتى يبدأ بإنتاج المضادات الحيوية التي تعمل على استئصال الفيروس الذي أصاب الفرد عن طريق أكل الطعام الملوث. وتصل فترة الحضانة لفيروس التهاب الكبد مدة تتراوح بين 25 إلى 30 يوماً ،
وأحياناً أقل من ذلك.
لذا وجب أن تعطى الحقنة خلال الأسبوعين الأولين بعد التعرض للفيروس، وقبل أن يتكاثر داخل الجسم ويتضاعف فيسبب الإصابة بالمرض. وعادة تعطى التحصينات للأشخاص الذين يزورون البلاد التي يستوطن فيها وباء التهاب الكبد. كما أن الأطفال في بعض الدول المتقدمة يعطون اللقاحات بشكل روتيني للتحصين ضد التهاب الكبد الوبائي «A».
ولا يشترط أن يتحفظ الناس بشكل عام عند تناول بعض المأكولات، وبالنسبة للأطعمة المعالجة التي تقدم بالمدارس الحكومية للأطفال يستطيع الآباء الاعتماد على الإرشادات والتعليمات الحكومية الصارمة الخاصة بعملية تحضير الطعام.
أما في البيوت فيتوجب على الآباء دائماً غسل الفواكه والخضراوات كافة قبل أكلها. والطعام المطبوخ جيداً يقلل من احتمالات الإصابة بفيروس التهاب الكبد. كما أن الأصداف والقواقع البحرية والخضراوات غير المطبوخة تشكل ملاذاً آمناً للفيروس الذي لا يموت حتى عند تجميد الطعام