مخاوف من ضربة كيمياوية في العراق بتوقيع القاعدة مع أن الاتهامات ما زالت متبادلة بين النظام السوري ومعارضته بشأن استعمال سلاح كيمياوي في العاصمة السورية دمشق، إلا أن استحواذ “جبهة النصرة” المتعاونة مع تنظيم القاعدة على ترسانة أسلحة تابعة للنظام السوري تضم أسلحة كيمياوية يرفع سقف الخوف إلى أقصاه، بحسب ما يؤكد عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي حاكم الزاملي.وينذر هذا بإمكانية أن تزود “جبهة النصرة” السورية تنظيم القاعدة في العراق بجزء من الأسلحة الكيمياوية التي استحوذت عليها في سوريا، وهو ما يولد مخاوف من استخدامها لضرب مناطق في العاصمة بغداد أو محافظات أخرى.وتقنياً، يحتاج تنظيم القاعدة إلى طائرات أو قنابل خاصة للتنفيذ ضربة كيمياوية، وهو لا يمتلك هذه الإمكانيات في الوقت الراهن، لكنه قد يتمكن من امتلاكها اذا ما تلقى مساعدة من دولة إقليمية.وتعول وزارة الداخلية العراقية على جهود أجهزتها الاستخبارية في منع تنفيذ هجوم من هذا النوع، وتستبعد قدرة تنظيم القاعدة على تناقل أسلحة كيمياوية داخل العراق.ويؤكد خبير إستراتيجي أن قدرة تنظيم القاعدة في العراق على الضرب بالكيمياوي ممكنة، لاسيما وأن الشخص المسؤول عن شعبة السلاح الكيمياوي في “دولة العراق والشام الإسلامية” عراقي الجنسية.ويقول النائب حاكم الزاملي لـ”السومرية نيوز”، إن “القاعدة لا تستطيع في المرحلة الحالية أن تشن هجوماً بالأسلحة الكيمياوية، لأن استعمال هذا السلاح يتم أما عن طريق القصف بالطائرات أو القصف بقنابل خاصة، وهي لا تمتلك هذه المعدات حالياً، ولكن ما يُخشى منه أن تقوم دولة إقليمية بتزويدها بطائرات أو قنابل تستعمل لهذا الغرض”.ويضيف الزاملي “لدينا معلومات تفيد بأن بعض الأسلحة الكيمياوية التابعة للنظام السوري وقعت بيد جبهة النصرة التي ترتبط وتنسق مع دولة العراق الإسلامية التابعة لتنظيم القاعدة”.لكن الزاملي يقلل من إمكانية تسريب بعض تلك الأسلحة إلى العمق العراقي، على اعتبار أن القوات الأمنية العراقية هي التي تمسك بالأرض، إلا أنه يبدي خشيته من أن يؤدي استمرار الخروق الأمنية والهجمات المسلحة إلى إمساك تنظيم القاعدة بأراض عراقية، ما يوفر للقاعدة مساحة أوسع للتحرك، وبالتالي ارتفاع سقف التهديدات.ويلفت الزاملي إلى أن التنظيمات المسلحة في العراق وسوريا بإمكانها تناقل الأسلحة والمعدات عبر الصحراء الواسعة الممتدة بين الدولتين، وغير الممسوكة من قبل القطعات العسكرية العراقية، وبالتالي فإن تنظيم القاعدة في العراق قادر على تنفيذ هجمات متفرقة انطلاقاً من بعض المواقع في تلك الصحراء، لكنها لن تكون مؤثرة.ويؤكد الزاملي أن الهجمات التي تستهدف المدن العراقية ليست جميعها من صنع القاعدة، فهناك وكالات استخبارية إقليمية تعمل في العراق، وهي من تنفذ الكثير من تلك الهجمات بغية زعزعة استقرار البلاد خدمة لمصالح دول إقليمية، فيما يشير إلى أن أغلب معسكرات تنظيم القاعدة تقع في الصحراء، ويواجه التنظيم صعوبة في اختراق المدن.وعن إمكانية أن يشن التنظيم هجمة كيمياوية من المناطق الصحراوية، يوضح الزاملي أن “تلك المناطق ما زالت تحتوي على شقق طائرات (مطارات صغيرة)، وهي باقية منذ زمن النظام السابق وصالحة للاستعمال، ونحن لدينا معلومات تفيد بأن هناك أصوات طائرات تأتي من بعض دول الجوار، وهي طائرات ثابتة ومتحركة، وما دامت هناك طائرات تحوم في الأجواء العراقية، فمن الممكن أن تهبط في تلك الشقق الواقعة في مناطق صحراوية مثل نقرة السلمان وH3، وهي شقق غير مدمرة والجيش الأميركي كان يستعملها”.ويوصي الزاملي بإشغال تلك الشقق من قبل قطعات عسكرية عراقية أو تدميرها، وإلا سيتم استعمالها كمهابط للطائرات التي قد تهدد سلامة العراقيين.ويشدد أيضاً على ضرورة تعزيز الجهد الاستخباري ومسك الحدود بشكل محكم، “لأننا نشعر أنها مفتوحة ومشرعة” كما يقول، كما يوصي بتوفير الجهد الجوي المفقود في الأشرطة الحدودية، إذ أن قوات حرس الحدود تبرر عدم تصديها للطائرات التي تخترق الأجواء العراقية بانعدام وجود جهد جوي، حسبما يؤكد الزاملي.من جهته، يقول المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن لـ”السومرية نيوز”، إن “التنظيمات الإرهابية تعتبر كل مكان في العراق هدف، وإذا كانت لديها القدرة على ضرب العراق بالأسلحة الكيمياوية فهي لن تتردد في ذلك، لكن تحرك الجهد الاستخباراتي بمساندة القوات الأمنية سيمنع وقوع هكذا هجوم”.ويستبعد معن أن يكون تنظيم القاعدة قادر على تنفيذ هجوم على هذا المستوى، ويؤكد أن “هناك عمليات استباقية تنفذها الأجهزة الاستخبارية، وهناك متابعة دقيقة لدخول المواد وخروجها، فضلاً عن متابعة الأماكن التي من الممكن تواجد هكذا أسلحة فيها، وكل ذلك جعل المواد المتفجرة التقليدية كالـTNT والـC4 شحيحة بالنسبة لهم، فكيف بالأسلحة الكيمياوية”.ويقول “بدأ الخناق يضيق بشكل كبير جداً على الجماعات المسلحة في العراق”.ولا يستبعد الخبير الإستراتيجي أحمد الشريفي امتلاك تنظيم القاعدة أسلحة كيمياوية.ويقول الشريفي لـ”السومرية نيوز”، إن “الأنباء تفيد بأن الشخص المسؤول عن شعبة السلاح الكيمياوي في دولة العراق والشام الإسلامية عراقي الجنسية”.ويوضح أن “هناك ضباطاً في الجيش العراقي السابق متخصصون بالأسلحة الكيمياوية، وقد التحقوا الآن بالتنظيمات المسلحة، وذلك قد يساعد في تنفيذ هجمات بأسلحة كيمياوية”.ويدعو من أجل تفادي وقوع هكذا هجمات إلى “الاعتماد على العناصر المتخصصة في الشؤون التقنية العسكرية بدلاً من الاعتماد بشكل مستمر على الكثرة العددية للعناصر الأمنية والانتشار الواسعة في الخطط المتبعة لضبط الأمن”.