لندن[1] (وقيل كذلك لُوندَرَس[2] ولندرة ولندرا) هي عاصمة المملكة المتحدة وأكبر مدنها. تقع على نهر التيمز في جنوب بريطانيا. يعيش في المدينة حوالي 7.5 مليون نسمة، منهم حوالي 2.7 في أحياء لندن الداخلية. يبلغ عدد سكانها مع ضواحيها 12,599,561 نسمة (إحصائيات 2005)، لتكون بذلك أكبر مدن الاتحاد الاوربي (أوروبابدون روسيا وتركيا) وأحد أهم مراكزها السياسية والاقتصادية والثقافية. شكل التقسيم الإداري الحالي للندن في 1 أبريل 1965 مع تأسيس لندن الكبرى. يوجد في المدينة عدد كبير من الجامعات والمعاهد والمتاحف والمسارح. كما تتخذ كثير من المنظمات الدولية والشركات العالمية من المدينة مقرا لها.
التاريخ
نشئت لندن في عام 43م، عندما أخذت جيوش الإمبراطورية الرومانية في غزو بريطانيا، وبـنى الرومان ميناء على التايـمز، بالقرب مـن جـسـر لنــدن الحـالي، وربما اختاروا هذا الموقع؛ لأن ضفاف النهر ـ شرق هذه المنـطقة ـ كانت تمتلئ بالمستـنقعات، مما جـعل الاستقرار بها مستحيلاً. وأطلق الرومـان على هذا الميناء اسم لندينيوم، واسم لندن يأتي من هذه الكلمة. وفي بداية القرن الثالث الميلادي قام الرومان ببناء جدار حول لندن، وربما كان ذلك لحمايتها من المغيرين، وكان هذا السور والأسوار التي حلت محله بمثابة حدود لندن لمئات من السنين. وفي عام 410م هاجمت قبائل البرابرة روما، واستدعيت القوات الرومانية الموجودة في بريطانيا للعودة إلى الوطن، ولصد الغزاة، وسجل هذا العام نهاية السيطرة الرومانية على بريطانيا، ولم يتبق من لندن الرومانية إلا القليل باستثناء بعض أجزاء السور القديم التي مازالت موجودة، وبقايا بعض المباني.
لحرب والطاعون والحريق
أصابت الكوارث لندن في منتصف القرن السابع عشر، وكان من نتيجة الصراع حول السلطة بين الملك تشارلز الأول والمجلس النيابي أن قامت حرب أهلية في عام 1642م، وانحازت لندن إلى فريق المجلس النيابي تحت قيادة أوليفركرومول، حيث تدهورت الحالة الاقتصادية في هذه الفترة. أصاب الطاعون الكبير لندن في عام 1665م، وهو وباء الطاعون الدملي الفتاك، وقبل انتهاء هذا الوباء في عام 1666م كان قد قضى على نحو 100,000 نسمة. وفي الثاني من سبتمبر عام 1666م اندلع الحريق الكبير في محل خباز بشارع بودنج في المدينة. ولم يتم التحكم في النيران إلا بعد مرور خمسة أيام، وكان من نتيجته أن تحولت معظم أجزاء المدينة المبنية من الخشب إلى رماد، وكان من خسائر هذا الحريق كاتدرائية سان بول ونحو 13,000منزل، ولكن لم تحدث إلا خسائر محدودة في الأرواح.
عادة بناء المدينة
أعاد أهل لندن بناءها، مستخدمين الطوب، والحجر بدلاً من الخشب. ولقد قام المعماري الشهير كريستوفر رن بإعادة بناء الكثير من المنشآت التي دمرها الحريق، بما فيها كاتدرائية القديس بول، ولكن قلة من السكان هم الذين عادوا إلى المدينة. وسرعان ما عوضت الأعمال في لندن الخسارة التي لحقت بها من جراء الحريق. وافتتحت بورصة ملكية جديدة في عام 1675م تقريبًا، ولكن أماكن التفاوض بشأن المعاملات التجارية تركزت في المقاهي العديدة التي انتشرت في داخل المدينة، أو بالقرب منها، وبدأت شركة لويدز للتأمين أعمالها في مقهى إدوارد لويد في الثمانينيات من القرن السابع عشر، كما بدأت بورصة لندن للأوراق المالية في أوائل القرن الثامن عشر بمقهى يدعى مقهى جوناثان.