موظف ينفق أول راتب له على وجبة غداء لـ50 طفلاً يتيماً ومتسولاً
السومرية نيوز
اختلط الشعور بالجوع بابتسامات علت وجوه أطفال يتقدمهم شاب من مدينة الفلوجة، باتجاه أحد المطاعم في المدينة، حيث قام بصرف راتبه الحكومي الأول بالكامل من أجل أن يطعمهم وجبة غداء فاخرة.
50 يتيماً ومتسولاً قام "علي"، وهو الاسم الذي طلب أن يدعى به من أجل عدم معرفة هويته حفاظاً على عفوية تصرفه، بجمعهم من بعض المنازل وتقاطعات الطرق ليسد رمق جوعهم بلقمة حلال شهية، فهو الذي ذاق طعم الجوع نفسه، أقسم أن يصرف أول راتب حكومي له على الأطفال الجياع والأيتام، مبادرة عدها البعض من أهالي المدينة "وصمة عار" بوجه الحكومة والبرلمانيين والأثرياء.
ويقول الشاب علي (28 عاماً)، في حديثه لـ"السومرية نيوز" إنه "بعد طول عناء وانتظار، حصلت أخيرا على تعيين في إحدى الدوائر الحكومية، وبسبب شعوري بالعوز تارة وبالجوع تارة أخرى، قررت أن لا يدخل أول راتب في جيبي بل أطعم به الجياع والأطفال الأيتام في المدينة الذين أعرفهم بشكل شخصي".
ويضيف أن هذه المبادرة تجعله يشعر بـ"فرح غامر وكأنه يوم زفافي الذي ما زلت بانتظاره".
وبالرغم من أن راتب علي الأول هو 550 ألف دينار، إلا أن قيمة وجبة الغداء الجماعي بلغت نحو 750 ألف دينار، الأمر الذي دفع صاحب المطعم إلى مساعدته والاكتفاء بمبلغ الراتب فقط، بعد أن عرف القصة.
وما إن شاهد الأطفال أسياخ الكباب حتى علت أصواتهم بالصلاة على محمد وآل محمد، ووجد باقي الزبائن في المطعم ذلك فرصة لاستخراج أجهزتهم النقالة والتقاط الصور، الأمر الذي أثار امتعاض صاحب المطعم والشاب علي، فيما لم يبالي الأطفال وانشغلوا بأكل وجبة قد لا يحصلون عليها مرة أخرى.
وعن ذلك يقول المواطن أبو أحمد (46 عاماً)، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "على الحكومة أن تلتفت لهذه الشريحة فهم يموتون جوعاً بلا مفخخات أو عبوات، وعلى البرلمانيين أن يتقوا الله ويتخلوا عن رواتبهم الخيالية التي تكفي لإشباع المئات من المواطنين يوميا بنفس تلك الوجبة التي قدمها هذا الموظف البسيط".
فيما يصف مواطن آخر، يدعى هيثم إبراهيم في حديث لـ"السومرية نيوز"، الجوع والفقر الذي يصيب المدن العراقية بأنه "مخيف جداً"، متابعاً "لم يختلف شيء عن السابق قبل الاحتلال فكان هناك طبقات فقيرة وأخرى غنية جدا وهي معروفة للجميع واليوم لم تتغير المعادلة سوى الشخوص التي فيها".
ويضيف إبراهيم أن "أغلب العراقيون يتحلون بنفس كريمة وطاهرة، والأحداث التي مرت علينا لو جرت في أي دولة أخرى لأكل أحدهم الآخر".
وخلال انشغال الأطفال بتناول وجبتهم علا بكاء أحدهم من وسط المطعم ليصرخ "خلص أكلي بسرعة"، فراح الجميع يضحك ويبتسم، ووسط حيرة علي الذي لم يبقى لديه شيء من المال ليسكته، أمر صاحب المطعم بطبق إضافي للطفل، فانطلقت ابتسامته مرة أخرى، وعادت فرحة علي الذي صرف راتبه كله ليربح ابتسامة طفل يتيم أو جائع.