كربلاء ــ علي لفتة
شددت المرجعية الدينية على ضرورة تقوية الجبهة الداخلية لمواجهة تدخلات بعض دول الجوار داعية الى اعتماد ثقافة الحوار بدلا من ثقافة التأزيم والتشنج.كما عدت زيادة رواتب الموظفين خطوة مهمة تحتاج الى اتباعها بخطوات جديدة لتحقيق مبدأ التوازن الاجتماعي، مطالبة في الوقت نفسه بإيجاد اسباب هجرة الكفاءات العراقية الى الخارج.وقال معتمد المرجعية في كربلاء امين عام العتبة الحسينية عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة امام الالاف من المصلين في الصحن الحسيني:
ان "اصدار قرار من مجلس الوزراء برفع رواتب الدرجات الدنيا والمتوسطة لموظفي الدولة هو خطوة صحيحة لكنه يحتاج الى خطوات اخرى للوصول الى تحقيق العدالة الاجتماعية والتوازن".وأشار الى ان "من هذه الخطوات هي الاسراع بإصدار القرارات المتعلقة بالرواتب الاخرى التي لم تصدر حتى الآن التعليمات لمعالجتها", مبينا انه "بدون اصدار هذه الاجراءات والخطوات فسيشعر الكثيرون بوجود غبن اجتماعي".
وأضاف الكربلائي
"كما يجب الغاء الامتيازات المالية لمسؤولي الدولة ورفع رواتب المتقاعدين لأنها متدنية في الوقت الحاضر, فضلا عن رفع التباين في المخصصات لأصحاب الشهادات والاختصاص لان هناك تباينا فاحشا في المخصصات الممنوحة من وزارة الى اخرى ومن مؤسسة الى اخرى بإزاء نفس العناوين الوظيفية والشهادة وهذا ما يشكل آثارا سلبية", موضحا ان من بين هذه الاثار انخفاض الاداء الوظيفي والشعور بالغبن الاجتماعي وعدم الاستقرار والبحث عن الهجرة الى وزارة اخرى بل الهجرة الى خارج العراق كله"
.وتحدث الكربلائي في خطبته عن التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي للبلاد, عادا اياه امرا سلبيا, داعيا الجهات المسؤولة الى التعامل مع هذا الملف من خلال اتخاذ قرارات لتأسيس تعامل صحيح في ملف العلاقات الدولية وتقوية الجبهة الداخلية للوصول الى موقف موحد وحل المشاكل الداخلية لتقوية العلاقات بين السلطة والمواطنين, والابتعاد عن سياسة التصعيد الاعلامي
الذي يؤدي الى مزيد من التأزيم. وألمح الكربلائي الى حاجة الاوساط السياسية في البلاد الى اشاعة ثقافة الحوار في حل المشاكل وان تكون المبدأ العام في الخروج من الازمات، بعيدا عن سياسات التأزيم والتشنج التي ادخلتنا في ازمة تلو الاخرى.وحذر الكربلائي ايضا من مؤشرات كشفتها منظمة اليونيسيف بشأن زيادة هجرة العقول والكفاءات العراقية الى الخارج، معتبرا ان هذا الامر خسارة كبيرة للعراق
.ونبه على ضرورة معالجة اسباب هذه الهجرة التي يتصدرها العامل الامني رغم انه ليس الوحيد، ملمحا الى وجود المحسوبية والواسطة في التعامل مع الكفاءات ما دعا البعض الى الهجرة.