لمدى برس/ بغداد اتهمت مديرية الاستخبارات العسكرية في وزارة الدفاع العراقية، اليوم الخميس، جماعة الإخوان المسلمين في مصر، بـ"التورط" بأعمال العنف التي تحدث في البلاد، واكدت ذلك بالكشف عن رسالة "استغاثة" بعثها "أمير" تنظيم القاعد في مصر، إلى نظيره "أمير تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام"، يطالب فيها بضرورة "نصرة" التنظيم في حربه مع القوات الأمنية والعلمانيين والأقباط (المسيحيين).
وقال مدير العلاقات والإعلام في مديرية الاستخبارات العسكرية، العقيد صادق الجبوري، في حديث إلى (المدى برس) إن "المديرية ضبطت رسالة موجهة من أمير تنظيم القاعدة في مصر، العاصي بن أبي بكر، إلى أمير تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، أبو بكر البغدادي، يناشده فيها المساعدة على مواجهة القوات الأمنية المصرية، وفي حربهم مع الأقباط".
واضاف الجبوري أن ذلك "يشكل دليلاً جديداً يوضح صورة المخطط الكبير الذي تتبناه تنظيمات القاعدة الإرهابية في العراق، خاصة بعد أن كشفت هذه الرسالة عن تورط جماعة الإخوان المسلمين في مصر وارتباطهم الضليع بالقاعدة، وولاءهم لأمير التنظيم في العراق"، بحسب رأيه.
وتابع مدير العلاقات والإعلام في مديرية الاستخبارات العسكرية، أن ذلك "يثبت الدور الخطير الذي تقوم به تنظيمات القاعدة في العراق والوطن العربي والإسلامي ومدى تورطها بتنفيذ أعمال العنف في البلد بمساندة أيتام حزب البعث وبعض المرتزقة"، مؤكداً أن "مديرية الاستخبارات العسكرية كانت وما تزال وستبقى تطارد فلول القاعدة وترصد مخططاتهم وخطواتهم الإجرامية حتى يتم القضاء عليهم".
وقد حصلت وكالة (المدى برس)، على نسخة من رسالة أمير تنظيم القاعدة في مصر، العاصي بن أبي بكر، إلى أمير تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، أبو بكر البغدادي، ونصت على الآتي، إلى "أميرنا وشيخنا أبو بكر البغدادي، السلام عليكم، نعلم يا شيخنا الكريم أنك ماض في طريق الإسلام الذي لن يتخلى أبداً عن نصرة المسلمين والسعي الدؤوب للتمكين للإسلام في الأرض، ولن تتخلف أبدا عن نصرة المسلمين في أي مكان في العالم، إذا تمكنتم من ذلك، كما كان من سبقك في دولة العراق والشام الإسلامية من إعلام الهدى والنصرة، وعلى رأسهم أمامنا وشهدينا أبو مصعب الزرقاوي".
وأضاف بن أبي بكر، وقد "نصرتم مسلمة أرض الكنانة كاميليا شحاته من قبل ولم تتركوها نهبة لصليبي مصر ولا لنظامها الكافر"، وتابع "ها نحن الآن نتعرض لحملة صليبية يقودها الجيش والشرطة والبلطجية وما يسمى أقباط مصر أو صليبي مصر، وهي حملة ذات طابع خاص تجاوزت كل الحدود".
وخاطب أمير تنظيم القاعدة في مصر، البغدادي، قائلاً "أميري، لقد وقع آلاف القتلى والآلاف من الجرحى والآلاف من الأسرى، ولم يتركوا الأسرى بل قتلوا الكثير منهم بالإضافة إلى إهانة المقدسات والمسلمين والمسلمات"، لافتاً إلى أن "المسلمين جميعاً أصبحوا تحت الاضطهاد والإهانة والسخرية والضرب أمام كاميرات العالم كلها في منازلهم".
وطالب أمير تنظيم القاعدة في مصر، البغدادي بضرورة "نصرتهم"، وتابع أن "جميع إخوانك في مصر يطلبون منكم النصرة في ظل تلك الأيام العصيبة التي تمر بها أمتنا المسلمة وأعلم أن هذا لن يغيب عن بالك ولا عن بال إخواننا المجاهدين".
وهاجم العاصي بعض القيادات "الجهادية" في مصر، عاداً أن "بعض إخواننا الذين كانوا ينتسبون للجهاد أفسدوا الساحة تحت مسمى السلمية، فذلوا الأمة وخذلوا أنفسهم وأهليهم، وخذلوا الحركة الجهادية ولم تتركهم كلاب العلمانية".
واكد العاصي انه في "الوقت متسع لقيام الحركة الجهادية لكنهم أضاعوه في السلمية والصلح على العلمانية والنظر إلى الشهرة من خلال فضائيات النظام العلماني"، عادا أن "ساحة جديدة فتحت للحرب على مجرد الهوية والانتساب".
واشار أمير تنظيم القاعدة في مصر، أنها "حملة لم يراع فيها شيء من الإنسانية ولا من غيرها، بل مورست فيها من الأساليب ما يتنافى تماما مع كل إنسانية على ظهر القبطية"، وزاد "نهيب بك وبإخواننا المجاهدين نصرتنا في هذا الموقف العصيب".
وختم العاصي بن أبي بكر، رسالته بتوقيعه قائلاً "ولدكم المطيع خادم الجهاد والمجاهدين العاصي بن أبي بكر".
وكانت الحكومة العراقة، جددت، اول امس الثلاثاء، (العشرين من آب 2013 الحالي)، وقوفها مع الشعب المصري وحكومته لـ"فرض الأمن والسلام" في ربوع البلاد، وفي حين أكدت حرصها وثقتها بإمكانية خروج مصر من "أزمتها الراهنة"، شددت على أهمية القيام بإجراءات لـ"بناء الثقة ووقف العنف والبدء بحوار وطني" بمشاركة الأطراف كافة لتنفيذ خارطة "المستقبل والطريق"، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، ، مع نظيره المصري، نبيل فهمي، بحسب بيان للوزارة، تسلمت (المدى برس) نسخة منه.
وكان رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، أكد في (الـ18 من آب 2013 الحالي)، وقوفه "بقوة إلى جانب الحكومة المصرية في فرض سيادة القانون وبسط الأمن في ربوع البلاد"، وفي حين ناشدها "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتفويت الفرصة على أعداء مصر"، دعا المصريين كافة إلى "نبذ العنف والجلوس على طاولة الحوار لدرء الفتنة".
كما دعا المالكي، في (الـ16 من آب الحالي)، الأطراف المصرية كافة إلى "الحوار وعدم اللجوء للعنف والإقصاء لحل الأزمة التي تمر بها البلاد"، وأعرب عن "حزنه" لسقوط ضحايا في المواجهات التي تشهدها مصر.
يذكر أن مصر تشهد منذ (الـ14 من آب 2013)، أحداث عنف على خلفية فض القوات الأمنية اعتصام جماعة الإخوان المسلمين بالقوة، مما أدى إلى مقتل واصابة المئات، فضلاً عن إشاعة الفوضى وإحراق العديد من الكنائس والدوائر الرسمية وأقسام الشرطة، في أنحاء متفرقة من البلاد، تلاها إعلان الحكومة المصرية حالة الطوارئ في البلاد.
يشار الى ان وزير الدفاع المصري، الفريق عبد الفتاح السيسي، أعلن في (الرابع من تموز 2013)، عن عزل الرئيس محمد مرسي، ونقل السلطة إلى رئيس المحكمة الدستورية العليا، بموجب "خارطة طريق"، تضمنت من بين أمور أخرى، تعطيل العمل بالدستور، وتشكيل لجنة لتعديله، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية لإدارة المرحلة الحالية، واجراء انتخابات رئاسية مبكرة.