أشْكـوكِ بالأشعـارِ للـوَرَقِِ
يا نجمةً تَقْتاتُ مِـنْ أرَقـي
يا نسمـةً مـرَّتْ بأرْوِقتـي
و مدائنـي تَـزْدانُ بالقَلَـقِِ
في حانةِ الأشواقِ كمْ سَكِرَتْ
روحي بلا خَمْرٍ و لـمْ تَفِـقِ
يكفيـكِ أنَّ الصبْـرَ مَزّقنـي
ميسي إذاً ... ما فيَّ مِنْ رَمَقِِ
كيفَ اقتنيتِ النورَ مِنْ قَمَـرٍ
و تمثـلا خـداكِ بالشـفَـقِ
والشَّعرُ كيفَ مَزَجْتِ سيّدتـي
حِنّاءهُ مِـنْ أدْمُـعِ الغَسَـقِ
جِنّـيـةٌ أمْ أنّـهـا بَـشَـرٌ
جُبلتْ بماءِ العطرِ و الحُـرَقِ
لـو أنّهـا جنّيـةٌ رَحَـلَـتْ
لمّا قـرأتُ بسـورةِ الفَلَـقِ
تنأى فأرشُفُ مُـرَّ قافيتـي
و أساهِرُ الآهاتِ فـي أفُقـي
تتجاهلُ الأشواقَ إنْ خَطَـرَتْ
فكأنّها تمشي علـى حَدَقـي
تُبدي صدوداً والحشـا لَهِـفٌ
صَبري على صَبَّارِها النـزِقِ
لا تُسدِلي سِتْراً علـى وَلَـهٍ
إنْ ظَلَّ في الأعماقِ يَخْتنِـقِ
لا تأسُري نهديكِ في قَفَـصٍ
فُكّي وثـاقَ الشَّعـرِ يأتلِـقِ
و دعي المخاوِفَ خلفَ أزمنةٍ
كَفَرَتْ بمعنى الحبِّ و انطلقي
إنْ كنـتِ فاتنـةً و ساحِـرةً
ما ذنبُ هذا العاشقِ الوَمِـقِ
سُبحانَ ربّي كيفَ في مَطَـرٍ
يحيي الرُّبا و يُميتُ بالغَـرَقِ
و كذا الجمالُ يزيدُهـا ألقـاً
و نضارةً ويزيدُ في رهقـي
حتى يحينَ قطـافُ أسئلتـي
أشكـوكِ بالأشعـارِ للـوَرَقِ
للشاعر
أنس الحجار