TODAY - April 06, 2011
الأمم المتحدة: نعمل مع العراق لتفادي خطر 1.6 مليون لغم
تلويح بانتخابات عراقية مبكرة إذا لم يتحسن الأداء الحكومي

النجيفي مجتمعًا مع مستشار الأمم المتحدة لشؤون الانتخابات

لوّح رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي بإجراء انتخابات عامة مبكرة في البلاد في حال عدم تقدم الأداء على المستويين الحكومي والسياسي، مشيرًا إلى أن المجلس سيستجوب رئيس مفوضية الانتخابات وعدد مفوضيها قريبًا حول أداء المفوضية. فيما أكدت ممثلة أممية في العراق أن الأمم المتحدة ملتزمة بالعمل على التصدي للتحدي غير العادي لوجود أكثر من مليون ونصف مليون لغم في العراق.
ايلاف
اكد رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي أن العراق سيشهد سلسلة من العمليات الانتخابية بسبب الأوضاع غير المستقرة في العلاقات السياسية. وأشار إلى أن انتخابات الأقضية والنواحي باتت قريبة، وكذلك انتخابات مجالس المحافظات، وستكون هناك انتخابات عامة مبكرة في حالة عدم حصول تقدم في الأداء على المستوى الحكومي والسياسي.
واضاف خلال اجتماع في بغداد اليوم مع وفد من الأمم المتحدة خوسيه ماريا مستشار شؤون الانتخابات "أن محور كل هذه الانتخابات هي المفوضية"، مشيرًا الى ان مجلس النواب بدأ بمراجعة أدائها، وسيتم استجواب رئيس المفوضية وعدد من المفوضين خلال الأيام المقبلة".
وشدد على حاجة العراق الى مفوضية ترقى الى المعايير الدولية وتحظى برضى الشعب العراقي، ويتولى ادارتها اناس بعيدون من التحزب السياسي، مؤكدا ان دور الامم المتحدة سيكون مهمًا جدًا في دعم العملية الديمقراطية في العراق.
من جهته اكد خوسيه ماريا على استعداد الامم المتحدة لتقديم كل انواع الدعم لإنجاح العملية الديمقراطية في العراق، وانه يتفق تمامًا مع النجيفي حول اختيار مفوضين بعيدين من التحزب الساسي. يذكر ان اعضاء مفوضي الانتخابات العراقية قد تسلموا مناصبهم على اسس طائفية وحزبية على غرار ماهو معمول به في توزيع المناصب الرئاسية العليا ووزارات الحكومة.
ووضع مجلس النواب أخيرًا استراتيجية عمل متكاملة وخطط لإنجاز وتشريع القوانين ضمن الدورة التشريعية البرلمانية بعدما قامت لجنة برلمانية مكلفة بالنظر في المطالب المشتركة للمواطنين في كل المحافظات إثر تفجر الاحتجاجات منذ ستة اسابيع قد سلمت رئيس الوزراء نوري المالكي الخميس توصيات موحدة خرجت بها فرق نيابية قضت عشرة ايام في المحافظات التي تمثلها وتعرفت إلى مطالب المحتجين، والتقت بالمجالس المحلية لتقويم المعوقات والاسباب التي ادت الى عدم تنفيذ هذه المطالب.
تتضمن هذه التوصيات التي جاءت في تقرير موحد 23 فقرة تدور حول المطالبة بتوفير الطاقة الكهربائية وتوفير مفردات البطاقة التموينية وحلّ ازمة السكن وتحسين الخدمات البلدية ومعالجة اشكالية العلاقة بين الحكومة الاتحادية والمحافظات وتوفير وتوزيع عادل للمنتجات النفطية وتفعيل الاصلاح الاقتصادي وتطوير نظام الضمان الاجتماعي والرعايا الاجتماعية ووضع برنامج عملي وزمني للقضاء على البطالة والحد من الفقر واتخاذ اجراءات عملية لمكافحة الفساد المالي والاداري في كل مؤسسات الدولة وادامة وتفعيل مشروع المصالحة الوطنية والحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي واطلاق سراح المعتقلين الذين لم تثبت ادانتهم.
اضافة الى ضمان حرية التعبير عن الرأي والتظاهر وحماية حقوق الاعلاميين والاسراع في اجراء انتخابات مجالس الاقضية والنواحي واجراء انتخابات مبكرة لمجالس المحافظات.
من جانبه قال المالكي ان فترة المائة يوم التي حددها أخيرًا لعمل الوزارات لن تنجز كل الإصلاحات المطلوبة منها، لكنه سيجري بعدها تقويم عمل الوزراء والمسؤولين الاخرين قبل تغيير الفاشلين منهم.
تأتي هذه التطورات في وقت يستعد ناشطون لتنظيم تظاهرات في العراق الجمعة المقبل تحمل شعار "جمعة الرحيل" للمطالبة بإجراء اصلاحات في النظام والتخلص من العناصر المسؤولة عن الفساد ومحاكمتها امام القضاء.
ويشهد العراق منذ 25 من شباط (فبراير) الماضي احتجاجات بشأن الخدمات الأساسية المقدمة وانعدام فرص العمل وفساد مسؤولين، مما تسبب في اندلاع عنف أسفر عن مقتل 20 شخصًا وجرح 116 آخرين في بغداد والبصرة وأربيل.
وقال تقرير للأمم المتحدة إن قوات الأمن منعت المحتجين من دخول المنطقة الخضراء التي تضم المكاتب الحكومية الرئيسة بما في ذلك مكتب رئيس الوزراء والبرلمان، إضافة إلى بعثات دبلوماسية عدة، مشيرًا إلى أن محافظي واسط والبصرة وبابل قدموا استقالاتهم في أعقاب تلك الاحتجاجات التي شهدتها محافظاتهم.
الأمم المتحدة: نعمل لتحسين حياة المتضررين من الألغام
إلى ذلك، أكدت ممثلة أممية في العراق ان الأمم المتحدة ملتزمة بالعمل مع الحكومة وشركائها في العراق على التصدي للتحدي غير العادي لوجود اكثر من مليون لغم في العراق، كما إنها تدعم شعب هذا البلد في مسيرته نحو مستقبل أفضل.
واحتفالاً باليوم العالمي لمكافحة الألغام من كل عام، عقدت وزارة البيئة العراقية والأمم المتحدة اليوم مؤتمرًا صحافيًا حول مكافحة الألغام في العراق في مقر بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي). وقالت كريستين مكناب نائبة الممثل الخاص للأمين العام في العراق "إن المناطق الملوثة بالألغام في العراق تغطي مساحة 1730 كيلومتر مربع، وتسبب الضرر لحوالي 1.6 مليون عراقي يعيشون في حوالي 1600 مجتمع محلي في البلاد، وتعد الألغام ومخلفات الحرب من المتفجرات مصدرًا يهدد حق العراقيين في العيش وفي الحرية وفي الأمن، وهي بمثابة خطر محدق في وجه التنمية الاقتصادية في البلاد".
ويعد العراق أحد أكثر بلدان العالم تلوثا بالألغام، حيث لا يزال يوجد فيه حوالي 20 مليون لغم مزروع حسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق. إضافة إلى الجهود المبذولة لتخليص البلاد من الألغام وجعلها أكثر أمنًا، يجري تنفيذ العديد من المشاريع لتحسين حياة وسبل عيش ضحايا الألغام في العراق.
من جهته قال مدير مكتب الشؤون الإنسانية والتنمية لدى بعثة الأمم المتحدة دانييل أوغستبرغر "إنه وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، تم توفير المساعدة لنحو 9500 ضحية من ضحايا الألغام من قبل ثلاثة مراكز لإعادة التأهيل في الشمال". وأضاف "لقد وفرت هذه المراكز أكثر من 8500 جهاز من أجهزة تقويم العظام والأجهزة التعويضية للضحايا و17000 جلسة علاج طبيعي و7000 جهاز للمساعدة على الحركة، فضلاً عن تقديم تدريبات للعمل وإعادة التأهيل".
كما تضمن حدث اليوم معرضًا للصور الفوتوغرافية يظهر أثر الألغام ومخلفات الحرب من المتفجرات على شعب العراق وكذلك كيف يعمل كل من حكومة وشعب العراق سوية بدعم من المجتمع الدولي لتخطي الصعوبات التي تسببها المتفجرات.