بغداد تأريخياً وجغرافياً
بغداد عاصمة جمهورية العراق ، ومركز محافظة بغداد. يبلغ عدد سكانها 7,216,040 نسمة تقريباً وفقاً لآخر الإحصائيات في العام 2011 للميلاد مما يجعلها أكبر مدينة في العراق وثاني أكبر مدينة في الوطن العربي بعد القاهرة. وثاني أكبر مدينة في آسيا الغربية بعد مدينة طهران عاصمة إيران. كما تعتبر المركز الاقتصادي والإداري والتعليمي في الدولة.
تقع بغداد على خط عرض 33 وخط طول 44 على نهر دجلة، في المنطقة الوسطية للعراق، حيث تقع ما بين المدن الرئيسية شمالا وجنوبا، فتبعد عنها البصرة 445 كم إلى الجنوب، بينما تقع شمالا كل من الموصل على بعد 350 كم وأربيل على بعد 320 كم.
أما عن مدن الجوار، فيقع إلى الغرب كل من دمشق على بعد 750 كم، عمّان على بعد 800 كم، بيروت على بعد 830 كم، القدس على بعد 875 كم والقاهرة على بعد 1290 كم. وتقع جنوبا كل من الكويت على بعد 545 كم والرياض على بعد 980 كم. أما من الشرق فتقع طهران على بعد 700 كم، والى الشمال الغربي تقع أنقرة على بعد 1250 كم.
بناها الخليفة العباسي المنصور من عام 762 للميلاد إلى عام 764 للميلاد في العقد السادس من القرن الثامن الميلادي الموافق للقرن (الثاني الهجري) وإتخذها عاصمةً للدولة العباسية ، حيث أصبح لبغداد تحت حكمهم مكانة مرموقة. وكانت من أهم
مراكز العلم على تنوعه في العالم وملتقى للعلماء والدارسين لعدة قرون من الزمن.
وتكمن أهمية موقع بغداد في توافر المياه وتناقص أخطار الفيضانات مما أدى بدوره إلى إتساع رقعة المدينة وزيادة نفوذها إلى جانب سهولة إتصالها عبر دجلة بوساطة الجسور التي تربطها بالجانب الأيسر من النهر.
ولمدينة بغداد القديمة أسماء عدة كالمدينة المدورة والزوراء ودار السلام. يخترق وسط المدينة نهر دجلة ، وينصفها إلى جزئين : الشرقي هو الرصافة ، والغربي هو الكرخ .
تعرضت بغداد لكثير من الغزوات الخارجية والتقلبات الداخلية طوال القرون الماضية ، فقد غزاها المغول والصفويون والعثمانيون والإنكليز، حيث عانت المدينة الأمرّين خلال فترة احتلالها، والتي كان آخرها الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
اشتهرت بغداد ولفترة طويلة بالشعراء والأدباء والكتاب والفنانين، حيث أنجبت المدينة الكثير منهم، حيث أن الحراك الثقافي بدأ يُبرز المدينة كواحدة من أكثر العواصم العربية تأثيراً في الثقافة والفنون. حيث تغنى بها العشرات من كبار الشعراء والفنانين العراقيين والعرب.
نبذة عن تأريخ مدينة بغداد
تأريخ بغداد هو تأريخ يمتد عبر العديد من العصور و الأزمنة حيث تم بناؤها في العصر العباسي ، و أطلق عليها في القديم اسم الزوراء ، واسم مدينة السلام ، وكانت ذات يوم عاصمة الدنيا ، ومركز الخلافة الإسلامية.
بناها الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، وسماها مدينة المنصور، وجعل لها أربعة أبواب هي : باب خراسان، وكان يسمى باب الدولة ، لإقبال الدولة العباسية من خراسان ، وباب الشام ، وهو تلقاء الشام ، ثم باب الكوفة ، وهو تلقاء الكوفة ، ثم باب البصرة ، وهو تلقاء البصرة ، وكان المنصور قد اختار لها هذه البقعة من الأرض على ضفتي نهر دجلة .
تزخر بغداد بالكثير من المعالم التأريخية والحضارية ، وأهمها المدرسة المستنصرية ، والمساجد الإسلامية القديمة ، والقصور الأثرية ، والمتحف العراقي ، وبها عدد من المقامات الدينية التي يقصدها الزوار للتبرك والتضرع، أهمها مقاما الإمامين موسى الكاظم ومحمد الجواد في الكاظمية من بغداد ، ومقام أبي حنيفة النعمان ، ومقام الشيخ عمر بن حفص السهروردي. ومن أشهر مساجد بغداد مسجد الإمامين الكاظم والجواد، ومسجد الشهيد المبني على الطراز الأندلسي ، وهو من أحدث مساجد بغداد، ومسجد الشيخ معروف الكرخي ، ومسجد الخلفاء العباسيين المعروف قديماً بجامع القصر أو جامع الخليفة ، وجامع الحيدر خانه وهو من أتقن جوامع بغداد صنعة وإحكاماً. ويوجد بها متحف تعرض فيه الآثار المختلفة من جواهر وعملات وهياكل بشرية وتماثيل من عصور ما قبل التأريخ حتى القرن السابع عشر الميلادي ومن شواهدها الآثار الإسلامية التي تتمثل في بقايا سور بغداد ودار الخلافة والمدرسة المستنصرية ومقر المعتصم ومسجده الشهير وتحتوي على القصر العباسي والمشهد الكاظمى وجامع المنصور وجامع المهدى و جامع الرصافة والمدرسة الشرفية والمدرسة السلجوقية والمدرسة المستنصرية.
.
في يد الجيش البريطاني خلال القتال مع الاتراك العثمانين في الحرب العالمية الاولى
احتلال بغداد 2003: في الأربعاء 9 أبريل 2003 تمكنت القوات العسكرية الامريكية من التقدم الى وسط بغداد .
ومدينة بغداد من المدن التي ترتبط بتأريخ الخلافة العباسية إن لم يكن تاريخ العالم الإسلامي خلال القرون الخمسة من عام 150هـ/767م الى 656 هـ/1258م ، فكان أبو جعفر المنصور ثاني خليفة عباسي وأول من إتخذ بغداد عاصمة له بعدما قضى على منافسيه من العباسيين والعلويين في عام 145 هـ 762م، وبنى أبو جعفر المنصور على نهر دجلة عاصمته بغداد في عام (145 - 149 هـ) 710 ميلادية على شكل دائري ، وهو إتجاه جديد في بناء المدن الإسلامية ، لأن مـعظم المدن الإسلامية ، كانت إما مستطيلة كالفسطاط ، أو مربعة كالقاهرة ، أوبيضاوية كصنعاء . ولعل السبب في ذلك يرجع إلى أن هذه المدن نشأت بجوار مرتفعات حالت دون استدارتها.
ويعتبر تخطيط المدينة المدورة (بغداد)، ظاهرة جديدة في الفن المعماري الإسلامي ولاسيما في المدن الأخرى التي شيدها العباسيون مثل مدينة سامراء وما حوته من مساجد وقصور خلافية فخمة. وإلى جانب العمارة وجدت الزخرفة التي وصفت بأنهما لغة الفن الإسلامي، وتقوم على زخرفة المساجد والقصور والقباب بأشكال هندسية أونباتية جميلة تبعث في النفس الراحة والهدوء والانشراح. وسمي هذا الفن الزخرفي الإسلامي في أوروبا باسم أرابسك.
وذكر عن عيسى بن المنصور أنه قال وجدت في خزائن أبي المنصور في الكتب أنه أنفق على مدينة السلام (بغداد) وجامعها وقصر الذهب بها والأسواق والفصلان والخنادق وقبابها وأبوابها أربعة آلاف ألف وثمانمائة وثلاثين درهماً ومبلغها من الفلوس
مائة الف ألف فلس وثلاثة وعشرون ألف فلس وذلك أن الأستاذ من البنائين كان يعمل يومه بقيراط فضة والروزكاي بحبتين إلى ثلاث حبات. وفي عهد هارون الرشيد بلغت بغداد قمة مجدها ومنتهى فخارها، وأمتدت الأبنية في الجانبين امتداداً عظيماً، حتى صارت بغداد كأنها مدن متلاصقة تبلغ الأربعين. وبعد وفاة الرشيد عام 193هـ / 809 م. بويع الأمين في طوس أولاً ثم في بغداد، ومرت بغداد في عصره بأهوال انتهت بقتلهِ عام 198هـ / 814 م، ثم بويع المأمون على إثر قتل أخيه، ولكنه لم يبرح خراسان وبقيت بغداد تئن تحت كابوس الحكم العسكري على ما بها من أوصاب الحصار وآثار الحجارة والنار.
حيث بعد عامين من وفاة الرشيد وقع الخلاف بين ولديه الأمين والمأمون، وحوصرت بغداد للمرة الأولى في تأريخها ودام الحصار أربعة عشر شهرا. وفي نهاية عام 196هـ /812 م أطبق جند هرثمة وطاهر قائدي المأمون على الأمين في بغداد وعزل هرثمة الجانب الشرقي الذي لم يكن يحميه سوى سور سرعان ما أزاله ، بينما عسكر طاهر أمام باب الأنبار فسيطر بذلك على الجانب الغربي ، ووجد الخليفة نفسه آخر الأمر منعزلاً في قصر الخلد على شاطئ دجلة وما لبث أن وقع في الأسر وهو يحاول الفرار وقتل في أوائل عام 198هـ / 814 م ، وبموته رفع الحصار وأصبحت بغداد المزدهرة خرائب ورماداً ، وأثار موت الأمين سخط أهل بغداد ، وتمكن إبراهيم بن المهدي العباسي بفضل الخلاف بين الناس من أن يستولي على بغداد ويصبح صاحب الأمر فيها ما يقرب من عامين غير أن خيانة قواده أجبرته على تسليم المدينة وزمام الحكم إلى الخليفة المأمون.
وكانت بطانة المأمون من الفرس تحاول نقل عاصمة الخلافة إلى خراسان ليتم لهم التغلب على شئون الدولة ، وتولى الحسن بن سهل العراق والحجاز واليمن فاضطرب حبل الأمن ودبت الفتن في بغداد إلى أن دخلها المأمون عام 204هـ / 820 م، وعادت لبغداد شيء من نضرتها إلى أن أدركته منيته عام 218هـ / 834 م، وقد عهد المأمون بالخلافة من بعده لأخيه المعتصم، وظلت بغداد تموج بالفتن حتى أنه في عام 552هـ/1157م. لم يبق من تلك المملكة المترامية الأطراف إلا بغداد
وأعمالها وقليل مما يتصل بها.
وأعمالها وقليل مما يتصل بها في عام 656هـ/1258 م نزل هولاكو على بغداد وحاصرها فكانت حروب وكانت خطوب اندلعت في أثنائها نيران فتن داخلية انتهت باستيلاء التتار عليها وبقتل الخليفة المستعصم وأولاده ورجال حاشيته وأهل بطانته، وباستباحة بغداد مدة طويلة ، وكانت بغداد حين حاصرها القوم غاصة بأهل الأطراف من الذين أجفلوا أمام الجيش المغولي الذين لم يرحموا شيخاً ولا طفلاً ولا امرأة، وبهذا أفلت شمس الخلافة العباسية في بغداد بعد أن أشرقت عليها أكثر من خمسة قرون ، وكان أفولها كارثة على الأمم الإسلامية كافة.
وقد أبقى هولاكو في أول الأمر الأوضاع الإدارية في بغداد على النمط العباسي تقريباً، ورتب جماعة من الرقباء والأمناء ليشرفوا على كل شيء، وبذلك أصبحت حكومة بغداد مدنية تحت إشراف حكومة عسكرية.
في العهد الجلائري غزا تيمورلنك بغداد أكثر من مرة كان آخرها عام 803هـ / 1400 م حيث فتحها عنوة وفتك بأهلها فتكاً ذريعاً ، واستحل جنده المدينة أسبوعاً اقترفوا من المنكرات ما يقشعر له جلد الإنسان ، ولما توفي تيمورلنك عام 807هـ / 1404 م عاد السلطان أحمد الجلائري إلى بغداد فملكها عام 808هـ / 1405 م. وكانت بين السلطان أحمد وبين السلطان قره يوسف التركماني في أول الأمر ألفة انقلبت بعد ذلك إلى وحشة انتهت بقتل السلطان أحمد واستيلاء قره يوسف على ملكه عام 813هـ / 1410 م ، فأرسل السلطان يوسف ابنه للاستيلاء على بغداد فسدت أبوابها في وجهه ، وكان يدير أمرها دوندي خاتون بنت السلطان حسين بن أويس الجلائرية ، فلما علمت أن لا قبل لها بمحمد شاه إحتالت للخروج من بغداد خلسة، ولما علم البغداديون بذلك فتحوا أبواب المدينة للفاتح الجديد عام 814هـ / 1411 م. وظلت بغداد تحت الحكم التركماني منذ ذلك التأريخ حتى عام 914هـ / 1509 م. وفي عام 1509 للميلاد سيطر الصفويون بقيادة الشاه إسماعيل الصفوي على المدينة، وبقيت تحت سيطرة الصفويين حتى انتزعها العثمانيون من يد الصفويين عام 1535 م ، ولكن ما لبث الصفويون أن عادوا ليسيطروا عليها عام 1624 حتى 1639 حيث دخلها السلطان العثماني مراد الرابع عام 1638 وبقيت تحت الحكم العثماني حتى قدوم الإنجليز، وفي مارس 1917م، سيطر الإنجليز على المدينة.
أصبحت بغداد عام 1920 عاصمة الانتداب البريطاني على بلاد ما بين النهرين، وبعد عام 1932، صارت بغداد عاصمة لمملكة العراق. منح العراق الاستقلال رسميا في عام 1932، وزاد استقلاله في عام 1946. ازداد عدد سكان المدينة من 145،000 المقدر في عام 1900 إلى 580,000 في عام 1950 وكان منهم 140،000 (تقريبا من الربع) من اليهود. في عشرينات القرن الماضي، كانت نسبة اليهود في بغداد 40 في المائة. يشكلون أكبر طائفة في المدينة وسيطروا على ما يصل إلى 95 في المائة من تجارة المدينة. بغداد كانت أيضاً موطن للكثير من الشخصيات اليهودية البارزة ، مثل حسقيل ساسون.
في 1 أبريل 1941 قام أعضاء في "المربع الذهبي"، ورشيد عالي الكيلاني بانقلاب في بغداد.
عمل رشيد علي تثبيت حكومة موالية للألمان وإيطاليا المؤيدتان لاستبدال حكومة عبد الإله بن علي الهاشمي الموالية لبريطانيا. في 31 مايو، بعد الثورة وبعد فرار رشيد علي وحكومته، استسلم رئيس بلدية بغداد للقوات البريطانية والكومنولث. حدثت عقب الفوضى التي اعقبت سقوط حكومة رشيد عالي الكيلاني خلال انقلاب 1941 أعمال عنف ونهب نشبت في بغداد بالعراق واستهدفت سكان المدينة من اليهود في 1 حزيران 1941 خلال احتفالهم بعيد الشفوعوت اليهودي، قبل أن تتمكن القوات البريطانية من السيطرة على المدينة. انتهت الحادثة في اليوم التالي لدى دخول البريطانيين بغداد وراح ضحيتها نحو 175 قتيلا و 1،000 جريح يهودي، كما تم تدمير نحو 900 منزل تابع لليهود. تركت هذه الحادثة أثرا عميقا لدى اليهود العراقيين وساعدت في سرعة هجرتهم إلى إسرائيل، فبحلول عام 1951 هاجر أكثر من 80% منهم إلى إسرائيل.
في 14 تموز 1958، قام أفراد من الجيش العراقي بقيادة عبد الكريم قاسم بانقلاب للاطاحة بمملكة العراق. تم إعلان قيام الجمهورية العراقية وانتهاء حقبة العهد الملكي من خلال البيان الأول للحركة والذي أذاعه عبد السلام عارف من دار الإذاعة ، وذلك بعد نجاحه في قلب نظام الحكم وقتل الملك فيصل الثاني، وقاموا بالسيطرة على القيادة العامة للجيش ودار الإذاعة ومجمع بدالة الهاتف المركزي، من خلال قطاعات اللواء العشرين الذي تحت إمرته.
ما بين عامي 1991 و 2003، تسببت حرب الخليج وغزو العراق عام 2003 في أضرار كبيرة في بغداد وشملت النقل، الطاقة، البنية التحتية والصحية.وقوات التحالف التي تقودهاا لولايات المتحدة شنت هجمات جوية ضخمة على المدينة في الحربين.
المصدر : ذاكرة بغداد