في يوم ما من ثلاثينيات القرن المنصرم كان الرسام الايطالي برونو أماديو يتجول في شوارع روما بحثا عن موضوع أو فكرة من اجل لوحته القادمة. فجأة وقعت عيناه على ولد صغير يجلس على ناصية أحد الأرصفة وعيناه تترقرقان بالدموع. كان يتيما وجائعا ورث الملابس شعر برونو بالحزن لحاله فقرر أن يصطحبه معه إلى مرسمه وهناك رسم له لوحة في غاية الروعة تفيض بالمشاعر أطلق عليها أسم لوحة الولد الباكي.
وما كاد برونو أن ينتهي من رسم لوحته الجديدة حتى شبت النار فجأة في مرسمه، والعجيب أن النار أتت على كل شيء داخل المرسم باستثناء اللوحة الجديدة التي نجت من الحريق بصورة غامضة ولم تمس بأدنى أذى.
أما الولد الصغير فقد أصابه الذعر وفر من المرسم خلال الحريق. وقد بحث برونو عنه لاحقا وأراد معرفة مصيره .. وبالرغم من أنه لم يقع له على أثر إلا أنه أستطاع معرفة بعض الأمور عنه، فقد اخبره الناس بأن هذا الولد كان يعيش في سعادة ورفاهية مع والديه في منزل كبير، لكنه كان طفلا ملعونا، أي شيء تمسه يداه تشتعل فيه النار فجأة، وهكذا فقد تسبب في إشعال النار في منزله ومات والديه خلال الحريق ....