مرحلة التسنين تؤرق مضجع الطفل والأم






نصائح طبية للأم من أجل رعاية طفلها في بداية مرحلة 'التسنين'، التي تزعجه وتجعله غير قادر على النوم المتواصل الهادئ.

الأم المعاون الأول لطفلها في مرحلة التسنين

في حال كان طفلك الرضيع يميل إلى الالتصاق بأمه، ويبالغ في طلب الحنان والاحتواء، يبكي ليلا، وتظهر عليه أعراض الألم لسبب ما، فعلى الأم أن تعرف أن طفلها في مرحلة " التسنين" أي ظهور أسنانه الأولى. ويتمثل دور الأم في محاولة تخفيف الآلام التي تؤرق مضجع الطفل وتفسد عليها فرحتها به.

وتعتبر هذه المرحلة من أكثر مراحل النمو إزعاجًا للصغير؛ لأنها تكون مصحوبة عادة بالآلام والانتفاخ، وقلة النوم والحمى والأعراض الأخرى التي تجعل منه طفلًا متألما.

وغالبا ما تظهر السن الأولى في فم الرضيع فجأة، أي قبل أن تنمو وتشق اللثة، ومن دون مقدمات.

وذلك في الفترة الواقعة بين الشهر الخامس والعام الأول من العم، في حين أن اللثة تشق عموما في الشهر السادس. وتكتمل أسنان الطفل عادة (20 سنًا)، عندما يبلغ سن عامين ونصف.

وتعلن مرحلة ظهور الأسنان عن نفسها عادة، من خلال وجود انتفاخ خفيف على سطح اللثة، يمكنك رؤيتها، كما يمكنك الإحساس بها، إذا وضعت طرف إصبعك (بعد غسلها طبعًا) في فم الرضيع، وتلمس لثته برفق، حيندئذ، ستشعر الأم بصلابة اللثة، كما تكون هذه المرحلة مصحوبة بسيلان زائد في اللعاب، مع تورم في اللثة.

وهناك مؤشر آخر، وهو قيامه بالعض على إصبعك أو أصابعه، بشكل عنيف أكثر من المعتاد، أو العض بقوة على أي شيء يصل إلى فمه.

كما أن إحدى الوجنتين، أو كلتيهما، تبدو متوهجة أكثر من المعتاد، وقد يصبح الطفل، إضافة إلى ذلك، كثير الاستيقاظ في الليل، ويبكي أكثر من المعتاد، وقد يظهر كذلك طفح حول فمه وذقنه، وللقضاء على هذا الطفح، يمكنك دهن المناطق الملتهبة بالـ"بتروليوم جيلي"، أو بمرهم البابونج.

ما أن تظهر أولى الأسنان وتشق اللثة، يجدر بالأم أن توليها العناية اللازمة، بالحرص على دعكها، بشكل منتظم بقطعة قماش ناعمة ونظيفة، تحتوي على القليل من معجون الأسنان، ثم تقتني فرشاة الأسنان، الخاصة بالرضع لتساعدها في ذلك.

ومن الأفكار النمطية الخاطئة، أن الارتفاع في درجة الحرارة، وعلامات الإنهاك والإرتخاء، والإسهال، تعد من المؤشرات الدالة على ظهور الأسنان، والصحيح أن الأسنان قد تؤدي إلى إزعاج الطفل ومضايقته، لذلك نلحظ مطالبته بالمزيد من الحب والحنان، كما أنها تجعله غير قادر على النوم المتواصل الهادئ، ما يجعله عرضة للإصابة بالعدوى والالتهابات، وهذا لا يعني إهمال الطفل المصاب بالإسهال، أو بارتفاع درجة الحرارة، حتى يصاب بالجفاف أو الحمى، بدعوى أنها "مجرد أعراض التسنين"؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى تهديد سلامته، بل حياته بالكامل.

إذا بدأ الطفل يعتمد على نفسه، بعد العام الأول أو الثاني، قد يطالب بتركه يستخدم الفرشاة بنفسه، وننصح الأمهات أن تسمح له بذلك ولكن مع الحرص في نفس الوقت على تنظيفها تنظيفا كاملا، ولو مرة واحدة في اليوم، فمن الضروري أن يعتمد الطفل على نفسه تمامًا، في تنظيف أسنانه، ما أن يبلغ العام السابع من العمر.

ومن المهم جدا، أن نحرص على شراء معجون الأسنان الخاص بالأطفال؛ لأن معجون الكبار يحتوي على نسبة عالية من الفلورايد، الذي قد يتسبب في إزالة اللون الأصلي لأسنان الطفل.

وبعد الفطام، من المهم جدا، إعطاء الطفل غذاء متوازنا، يحتوي على نسب ضئيلة من السكر، لتلافي حدوث التسوس، حتى لو كانت أسنانه لم تظهر بعد، فالماء يعتبر أفضل وأصح المشروبات على الإطلاق، وبخلاف الماء، يمكن إعطاؤه عصائر الفاكهة الطازجة المخففة بالماء، وينصح بعدم وضع الطفل في سريره، وهو ممسك برضاعة تحتوي على حليب أو عصير.

ويمكن للأم أن توفر لطفلها فرصة جيدة للتمتع بأسنان قوية وجميلة، منذ البداية، لأن أسنان الطفل تبدأ في التكون فعليًا، داخل اللثة، وهو جنين في الثلث الثاني من الحمل، لذا عليك تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم أثناء الحمل بالكالسيوم مثل؛ الحليب والبيض والخضار الخضراء والورقية، والحمض والأسماك المعلبة.