أشهرها سقاية السهروردي
رياض العزاوي
كانت في مدينة بغداد القديمة عدد من السقايات التي تأخذ مياها من ثلاث سقايات الأولى في منطقة الميدان عند مدخل شارع الرشيد أنشاها دفتر دار بغداد آنذاك شوكت بك سنة 1271هـ/1854م والثانية في محلة الفضل عند الجلالي أما الثالثة فعند منطقة خان لاوند وكان قد أنشأها سري باشا سنة 1305 هـ على أنقاض خان لاوند .
وكانت تمر وتشق الأرض هذه السواقي في محلات ومناطق بغداد القديمة حتى وقت قريب. التي كان يعتمد عليها البغداديون في أرواء حدائقهم وبساتينهم العامرة التي كانت منتشرة في أحياء وشوارع بغداد خاصة في مناطق الوزيرية والعلواضية بإضافة إلى منطقتي الاعظمية والكاظمية وفي مناطق الكرخ أيضا .
سرعان ما اختفت من حياة البغداديين وأصبحت أثرا بعد عين . وما زالت اثار هذه السواقي موجودة حتى الآن في بعض المناطق القديمة من بغداد , ومن أشهر هذه السقايات التي كانت موجودة في جانب الرصافة من بغداد .
سقاية السهروردي أنشأ هذه السقاية الوالي حسين باشا السلحدار سنة 1084 هـ الذي ولى ولاية بغداد من 1082هـ ـ 1085هـ , جاء في كتاب ( كلشن الخلفاء ) بالتركية لنظمي زادة مرتضى أفندي المتوفي في العقد الرابع من القرن الثاني عشر للهجرة من أخبار السلحدار حسين باشا وان مرقد الشيخ شهاب الدين السهروردي هو من الأماكن التي يتبرك بها وقد أمسى هذا الموضع قليل الماء قريبا من اليبس خاليا من العمارة ما سبب عدم اجتماع الناس فيه لهذا فأن حسين باشا السلحدار امر بناء بئر عميق من دجلة فجلب المياه إلى المرقد في حين ذكر السيد محمود شكري الالوسي في كتابه ـ تاريخ بغداد ( سقاية جامع الشيخ عمر السهروردي ) يجري اليها الماء من دجلة بقناة ولعل إسماعيل باشا هو الذي أنشأها يوم رمم الجامع .
في حين أنها كانت قبل عهد هذا الباشا بقرنين من الزمان وعن مدى اهتمام السلحدار بهذه القناة انشأ سوقا عند باب المستنصرية وأوقفه عليها وكانت تأخذ الماء من نهر في منطقة الميدان القريبة الآن من القصر العباسي مبنية بالأجر والصهريج وترتفع على أكتاف وتجتاز المنطقة من شريعة الميدان حتى تروي المنطقة الشمالية من بغداد .
محلة الصابونجية فمحلة الفضل ثم تمتد باستقامة إلى غرب جامع الفضل ثم تتجه في فضاء خال من العمران إلى جامع السهروردي.