لسعات الدبابير والنحل قد تكون قاتلة من يعاني من تحسس شديد من سم النحل والدبابير قد يموت بسبب لسعة واحدة من هذه الحشرات التي تكثر في الربيع والصيف وحتى أوائل فصل الخريف. وسرعة تناول العلاج والتلقيح ضد هذا السم قد ينقذ حياة البعض.
الدبابير والنحل تحمل السم (دويتشه فيلله)
وتحوم الدبابير والنحل فوق اللحوم والأطعمة الحلوة والمشروبات، وهي توجد حتى في محلات بيع الفواكه، وإذا ما لسعت أحد الذين يعانون من الحساسية فإن اللسعة ليست مؤلمة فقط بل وخطيرة أيضا، وقد يشعر المصاب بعدها بجفاف في الفم وغثيان واضطراب الرؤية وتعب.
وتعالج لسعات الدبابير والنحل المستعجلة بالأدرينالين والكورتيزون ومضادات الالتهاب والمضادات الحيوية. ويقول الدكتور ماركوس روزيني إنه يجب على الملسوع التحرك بسرعة وطلب حضور طبيب الطوارئ عند ظهور الأعراض التي تشمل صعوبة البلع وضيقا في التنفس.
ويتسبب السم من الدبابير أو النحل في تكون مضادات أجسام في دم المصاب بالحساسية، وينجم عن ذلك مشاكل في الدورة الدموية وأحيانا الوفاة بسبب الصدمة. وكلما زاد عدد اللسعات التي يتعرض لها المرء، كلما صارت حساسيته أقوى وأخطر.
ردة فعل الجسم
الدبابير تعشق اللحوم والأطعمة والمشروبات الحلوة
(دويتشه فيلله)
ويقول الدكتور روزيني إن الدبابير أو النحل بحد ذاته لا تزداد خطورة، ولكن ردة فعل أجسام بعض الناس على سمها هو الذي يصبح لسعة بعد أخرى أكثر قوة وعنفا. وذلك لأن الجسم قام بتسجيل معلومات سابقة عن السم، وبالتالي فإن ردة فعله تكون حادة وسريعة.
وتتكرر حالات الوفاة جراء لسعات الدبابير أو النحل، ولذلك ينصح ذوو الحساسية المفرطة من اللسعات بحمل عدة الطوارئ دائما معهم، وهي تضم أدوية الكورتيزون والأدرينالين.
وأحيانا تكون لسعة الدبور أو النحلة في مكان قريب من مجرى التنفس كالفم والحلق، ويسرد الدكتور أوليفر ديرنر قصة سائق شاحنة لا يعاني من حساسية من سم الدبابير، لكنه كان في وضع حرج وحالته في خطر حينما جاء إلى المستشفى، إذ كان السائق يقود شاحنته والنافذة مفتوحة، فتعرض للسعة دبور تسلل إلى داخل فمه. وعندما أتى إلى المستشفى كان يعاني من تورم شديد في لسانه وإحدى شفتيه وضيق في التنفس.
ازدياد المصابين
ولحسن الحظ نجح الأطباء في إنقاذ حياة سائق الشاحنة في آخر لحظة. ويعالج المستشفى الذي يعمل الطبيب ديرنر فيه، حالتين إلى ثلاث حالات طارئة يوميا بسبب لسعات الدبابير. ويؤكد ديرنر أنه لوحظ في السنوات الأخيرة تزايد عدد المصابين الذين يتأثرون بشدة من لسعات الدبابير أو النحل.
دبور عملاق في متحف التاريخ الطبيعي في برلين
(دويتشه فيلله)
كما يلاحظ الأطباء ازدياد أمراض الحساسية في العالم بشكل عام ومن بينها الحساسية من سم الدبابير. ويمكن للمصابين بحساسية لسع الدبابير حماية أنفسهم بعد اللسع بالتلقيح ضدها. وتقضي عملية تناول هذا اللقاح ببقاء الشخص لمدة يومين في المستشفى تحت رقابة الأطباء خوفا من حدوث مضاعفات. ويتم حقنه سبع مرات بجرعات قليلة من سم الدبابير، في كل نصف ساعة حقنة.
وبعد مرور يومين يصبح لدى الشخص مناعة أولية ضد سم الدبابير. وبعد ذلك يحتاج مرضى الحساسية المفرطة إلى أخذ حقنة كل شهر لمدة ثلاثة أعوام لجعل جهاز المناعة أقل حساسية من سم الدبابير. أي إن المرضى بحاجة إلى طول النَفَس والصبر، لكن بالمقابل تكون الحماية مضمونة