صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12
الموضوع:

الإمام محمد الباقر (عليه السلام) في سطور

الزوار من محركات البحث: 99 المشاهدات : 1933 الردود: 11
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    تاريخ التسجيل: March-2013
    الدولة: نيبور
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 16,168 المواضيع: 4,113
    صوتيات: 164 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 6186
    مزاجي: الحمدلله والشكرتمام
    المهنة: موظف حكومي
    أكلتي المفضلة: ارضئ بما قسم الله
    موبايلي: Nokia
    آخر نشاط: 1/September/2021
    الاتصال: إرسال رسالة عبر MSN إلى عماد الحمزاوي
    مقالات المدونة: 18

    الإمام محمد الباقر (عليه السلام) في سطور





    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
    الحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ وَالصَّلواتُ وَالسَّلامُ عَلى أشْرَفِ الْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلِينَ
    أَبِي الْقاسِمِ مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ الْطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِين.

    الإمام محمد الباقر هو خامس الأئمة الأطهار الذين نصّ عليهم رسول الله() ليخلفوه في قيادة الأمة الإسلامية ويسيروا بها إلى شاطئ الأمن والسلام الذي قدّر الله لها في ظلال قيادة المعصومين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.

    ولقد انحدر الإمام الباقر من سلالة طاهرة مطهّرة ارتقت سلّم المجد والكمال وكان أفرادها قمماً شامخة في دنيا الفضائل بعد أن حازت على جميع مقومات الشخصية الإنسانية المتكاملة في مجال الفكر والعقيدة والعقل والعاطفة والإرادة والسلوك، حيث أخلصوا لله تعالى وذابوا في محبته وانصهروا في قيم الرسالة الإسلامية وكانوا ربانيين بحق، وبذلك أصبحوا عِدلاً للقرآن الكريم بنصّ الرسول الأمين، والقدوة الشامخة بعد الرسول() والأمناء على تطبيق الرسالة الإسلامية والقادة المعصومون المؤهَّلون لتوجيه الأمة وتربيتها وإدارة شؤونها وتلبية متطلّبات تكاملها وتحقيق سعادتها دنياً وآخرةً.

    ولد الإمام الباقر من أبوين علويين طاهرين زكيين فاجتمعت فيه خصال جدّيه السبطين الحسن والحسين ، وعاش في ظلّ جدّه الحسين بضع سنوات وترعرع في ظلّ أبيه علي بن الحسين زين العابدين حتى شبّ ونما وبلغ ذروة الكمال وهو ملازم له حتى استشهاده في النصف الأول من العقد العاشر بعد الهجرة النبوية المباركة.

    لقد كان أبوه علي بن الحسين القدوة الشامخة للباقر بعد جدّه الحسين وقد عرف بـ "زين العابدين" و"سيد الساجدين" و"قدوة الزاهدين" و"سراج الدني" و"جمال الدين"، فكان أهلاً للإمامة العظمى لشرفه وسؤدده وعلمه وتألقه وكمال عقله، كما شهد له بذلك كل من عاصره.
    ولقد نهل الإمام محمد بن علي الباقر العلوم والمعارف من هذا الوالد العظيم حتى فاق وأبدع في كل العلوم فكان كما شهد له بذلك جدّه رسول الله() حيث لقّبه بالباقر قائلاً: إنّه يبقر العلم بقراً، عندما بشّر المسلمين بولادته وبدوره الفاعل في إحياء علوم الشريعة وفي عصر كانت قد عصفت العواصف بالأمة الإسلامية إثر الفتوح المتتالية والتمازج الحضاري والتبادل الثقافي الذي طال الأمة الإسلامية وهي في عنفوان حركتها الثقافية والعلمية التي فجّرها الإسلام في وجودها، وكانت قد حُرمت من الارتواء من معين الرسالة الفيّاض الذي تجسّد في أهل البيت.

    لقد عاش الإمام محمّد الباقر طيلة حياته في المدينة يفيض من علمه على الأمة المسلمة، ويرعى شؤون الجماعة الصالحة التي بذر بذرتها رسول الله ()، وربّاها الإمام علي ثمّ الإمامان الحسن والحسين كما غذّاها من بعدهم أبوه علي بن الحسين مقدّماً لها كل مقوّمات تكاملها وأسباب رشدها وسموّها.

    لقد عانى الإمام الباقر من ظلم الأمويين منذ أن ولد وحتى استشهد، ما عدا فترة قصيرة جدّاً هي مدّة خلافة عمر بن عبد العزيز التي ناهزت السنتين والنصف.

    فعاصر أشدّ أدوار الظلم الأموي، كما أشرف على اُفول هذا التيار الجاهلي وتجرّع من غصص الآلام ما ينفرد به مثله وعياً وعظمة وكمالاً.

    ولكنه استطاع أن يربّي أعداداً كثيرة من الفقهاء والعلماء والمفسّرين حيث كان المسلمون يقصدونه من شتّى بقاع العالم الإسلامي وقد دانوا له بالفضل بشكل لا نظير له، ولم يعش منعزلاً عن أحداث الساحة الإسلامية وإنّما ساهم بشكل ايجابي في توعية الجماهير وتحريك ضمائرها وسعى لرفع شأنها وإحياء كرامتها بالبذل المادي والعطاء المعنوي كآبائه الكرام وأجداده العظام ولم يقصر عنهم عبادة وتقوى وصبراً وإخلاصاً فكان قدوة شامخة للجيل الذي عاصره ولكل الأجيال التي تلته.

    فسلام عليه يوم ولد ويوم جاهد بالعلم والعمل ويوم استشهد ويوم يبعث حيّاً.



  2. #2
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    الإصلاح الفكري والعقائدي عند الإمام الباقر (عليه السلام)



    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَّجَ قْائِمُ آلِ مُحَمَّدَ.


    من الأزمات التي خلّفتها سيرة الحكّام السابقين هي أزمة إرتباك المفاهيم وما رافقها من تقليد وسطحية في الفكر، فلم تتجلّ حقيقة التصور الإسلامي عند الكثير من المسلمين لكثرة التيارات الهدّامة ونشاطها في تحريف المفاهيم السليمة وتزييف الحقائق، فكان دور الإمام هو حمل النفوس على التمحيص لتمييز ما هو أصيل من العقيدة عمّا هو زيف، وعلى تحكيم الأفكار والمفاهيم الأصيلة في عالم الضمير وعالم السلوك على حد سواء، والاستقامة على المنهج الذي يريده الله تعالى للإنسان.
    وقد مارس الإمام عدة نشاطات لإصلاح الأفكار والعقائد ، نشير إلى أهمّها كما يلي:


    1 ـ الردّ على الأفكار والعقائد الهدّامة والمذاهب المنحرفة

    وجد المنحرفون لأفكارهم وعقائدهم الهدّامة أوساطاً تتقبّلها وتروّج لها ـ جهلاً أو طمعاً أو تآمراً على الإسلام الخالد ـ وفي عهد الإمام الباقر نشطت حركة الغلاة بقيادة المغيرة بن سعيد العجلي.
    روى علي بن محمد النوفلي أن المغيرة استأذن على أبي جعفر وقال له: أخبر الناس أ نّي أعلم الغيب، وأنا أطعمك العراق، فزجره الإمام زجراً شديداً وأسمعه ما كره فانصرف عنه، ثم أتى أبا هاشم عبدالله بن محمد ابن الحنفية فقال له مثل ذلك، فوثب عليه، فضربه ضرباً شديداً أشرف به على الموت، فلمّا برئ أتى الكوفة وكان مشعبذاً فدعا الناس إلى آرائه وإستغواهم فاتّبعه خلق كثير (1).
    واستمرّ الإمام في محاصرة المغيرة والتحذير منه وكان يلعنه أمام الناس ويقول: « لعن الله المغيرة بن سعيد كان يكذب علينا » (2).
    ولعن بقية رؤساء الغلاة ومنهم بنان التبّان، فقال: « لعن الله بنان التبّان، وإن بناناً لعنه الله كان يكذب على أبي » (3).
    وكان يحذّر المسلمين وخصوصاً أنصار أهل البيت من أفكار الغلو، ويرشدهم إلى الاعتقاد السليم، بقوله:
    « لا تضعوا عليّاً دون ما وضعه الله، ولا ترفعوه فوق ما رفعه الله » (4).
    وكان يخاطب أنصاره قائلاً: «يا معشر الشيعة شيعة آل محمد كونوا النمرقة الوسطى: يرجع إليكم الغالي، ويلحق بكم التالي» (5).
    وحذّر من المرجئة ولعنهم حين قال: «اللهمّ العن المرجئة فإنهم أعداؤنا في الدنيا والآخرة» (6).
    وكان يحذّر من أفكار المفوضة والمجبرة. ومن أقواله في ذلك: «إيّاك أن تقول بالتفويض! فإنّ الله عزّ وجلّ لم يفوّض الأمر إلى خلقه وهناً وضعفاً، ولا أجبرهم على معاصيه ظلماً» (7).
    وفي عرض هذا الردّ القاطع الصريح كان الإمام يبيّن الأفكار السليمة حول التوحيد لكي تتعرف الآمة على عقيدتها السليمة.
    وكان ممّا ركّز عليه الإمام في هذا المجال بيان مقومات التوحيد ونفي التشبيه والتجسيم لله تعالى.
    قال : «يا ذا الذي كان قبل كل شيء، ثم خلق كل شيء، ثم يبقى ويفنى كلّ شيء، ويا ذا الذي ليس في السموات العلى ولا في الأرضين السفلى، ولا فوقهنّ، ولا بينهنّ ولا تحتهنّ إله يعبد غيره» (8).
    وفي جوابه للسائلين عن جواز القول بأنّ الله موجود، قال: «نعم، تخرجه من الحدّين: حدّ الإبطال، وحدّ التشبيه» (9).
    وقال : « إن ربّي تبارك وتعالى كان لم يزل حيّاً بلا كيف، ولم يكن له كان، ولا كان لكونه كيف، ولا كان له أين، ولا كان في شيء، ولا كان على شيء، ولا ابتدع له مكاناً » (10).
    كما ركّز الإمام الباقر على العبودية الخالصة لله ونهى عن الممارسات التي تتضمّن الشرك بالله تعالى .
    قال : « لو أنّ عبداً عمل عملاً يطلب به وجه الله عزّ جلّ والدار الآخرة، فأدخل فيه رضى أحد من الناس كان مشركاً » (11).
    كما دعا إلى الانقطاع الكامل لله تعالى بقوله: « لا يكون العبد عابداً لله حق عبادته; حتى ينقطع عن الخلق كلّه إليه » (12).
    ونهى الإمام عن التكلم في ذات الله تعالى، وذلك لأنّ الإنسان المحدود لا يحيط بغير المحدود فلا ينفعه البحث عن الذات اللامحدودة إلاّ بُعداً، ومن هنا كان التكلم عن ذاته تعالى عبثاً لا جدوى وراءه، فنهى عن ذلك، وحذّر منه بقوله: «أن الناس لا يزال لهم المنطق، حتى يتكلموا في الله، فإذا سمعتم ذلك فقولوا: لا اله إلاّ الله الواحد الذي ليس كمثله شيء » (13).
    وممّا ركّز عليه الإمام الباقر الردع من إتباع المذاهب المنحرفة والأفكار الهدّامة هو بيان عاقبة أهل الشبهات والأهواء والبدع، واستهدف الإمام من التركيز على عاقبة المنحرفين فكرياً وعقائدياً إبعاد المسلمين عن التأثر بهم، وإزالة حالة الأنس والألفة بينهم وبين الأفكار والعقائد المنحرفة.
    قال في تفسير قوله تعالى : (هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً): هم النصارى والقسيسون والرهبان وأهل الشبهات والأهواء من أهل القبلة والحرورية وأهل البدع (14).

    2 ـ الحوار مع المذاهب والرموز المنحرفة

    يعتبر الحوار إحدى الوسائل التي تقع في طريق إصلاح الناس، حيث تزعزع المناظرة الهادفة والحوار السليم الأفكار والمفاهيم المنحرفة.
    من هنا قام الإمام بمحاورة بعض رؤوس المخالفين، لتأثيرهم الكبير على أتباعهم لو صلحوا واستقاموا على الحقّ. وإليك بعض مناظراته:
    مع علماء النصارى: حينما أخرج هشام بن عبد الملك الإمام من المدينة إلى الشام كان يجلس مع أهل الشام في مجالسهم، فبينا هو جالس وعنده جماعة من الناس يسألونه، إذ نظر إلى النصارى يدخلون في جبل هناك، فسأل عن حالهم، فأُخبر أنهم يأتون عالماً لهم في كل سنة في هذا اليوم يسألون عمّا يريدون وعمّا يكون في عامهم، وقد أدرك هذا العالم أصحاب الحوارييّن من أصحاب عيسى ، فقال الإمام : فهلمّ نذهب إليه؟ فذهب إلى مكانهم، فقال له النصراني: أسألك أو تسألني؟ قال : تسألني، فسأله عن مسائل عديدة حول الوقت، وحول أهل الجنّة، وحول عزرة وعزير، فأجابه عن كل مسألة.
    فقال النصراني: يا معشر النصارى ما رأيت أحداً قطّ أعلم من هذا الرجل لا تسألوني عن حرف وهذا بالشام ردّوني فردّوه إلى كهفه، ورجع النصارى مع الإمام .
    وفي رواية: انّه أسلم وأسلم معه أصحابه على يد الإمام (15).
    مع هشام بن عبد الملك: ناظره هشام بن عبد الملك في مسائل متنوعة تتعلق بمقامات أهل البيت ، وميراثهم لعلم رسول الله ()، وادعاء الإمام علي علم الغيب، فأجابه الإمام عن مسائله المتنوعة وناظره في إثبات مقامات أهل البيت مستشهداً بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، فلم يستطع هشام أن يردّ عليه، وناظره في مواضع أخرى، فقال له هشام: (أعطني عهد الله وميثاقه ألاّ ترفع هذا الحديث إلى أحد ما حييت)، قال الإمام الصادق : فأعطاه أبي من ذلك ما أرضاه (16).
    وقد ذكرنا تفصيل المناظرتين في بحث سابق فراجع (17).
    مع الحسن البصري: قال له الحسن البصري: جئت لأسألك عن أشياء من كتاب الله تعالى.
    وبعد حوار قصير قال له : بلغني عنك أمر فما أدري أكذاك أنت؟ أم يُكذب عليك؟ قال الحسن: ما هو ؟
    قال : زعموا أنّك تقول: إنَّ الله خلق العباد ففوّض إليهم أمورهم.
    فسكت الحسن... ثمّ وضّح له الإمام بطلان القول بالتفويض وحذّره قائلاً: وإيّاك أن تقول بالتفويض، فإنّ الله عز وجل لم يفوّض الأمر إلى خلقه، وهناً منه وضعفاً، ولا أجبرهم على معاصيه ظلماً (18).
    وله مناظرات مع محمد بن المنكدر ـ من مشاهير زهاد ذلك العصر ـ ومع نافع بن الأزرق أحد رؤساء الخوارج، ومع عبد الله بن معمر الليثي، ومع قتادة بن دعامة البصري (19) واحتجاجات لا يتحمّل شرحها هذا المختصر.

    3 ـ إدانة فقهاء البلاط

    جاء قتادة بن دعامة البصري إلى الإمام وقد هيّأ له أربعين مسألة ليمتحنه بها، فقال له : أنت فقيه أهل البصرة؟ قال قتادة: نعم، فقال : «ويحك يا قتادة انّ الله عزّ وجل خلق خلقاً، فجعلهم حججاً على خلقه، فهم أوتاد في أرضه، قوّام بأمره، نجباء في علمه اصطفاهم قبل خلقه»، فسكت قتادة طويلاً، ثم قال: أصلحك الله، والله لقد جلست بين يدي الفقهاء، وقدّام ابن عباس، فما اضطرب قلبي قدّام أحد منهم ما اضطرب قدّامك (19).
    وأدان الإمام الباقر أبا حنيفة لقوله بالقياس، وعلّق الأستاذ محمد أبو زهرة على هذه الإدانة قائلاً: تتبيّن إمامة الباقر للعلماء، يحاسبهم على ما يبدو منهم، وكأنّه الرئيس يحاكم مرؤوسيه ليحملهم على الجادة، وهم يقبلون طائعين تلك الرئاسة (20).

    4 ـ الدعوة إلى أخذ الفكر من مصادره النقيّة

    لقد حذّر الإمام الناس من الوقوع في شراك الأفكار والآراء والعقائد المنحرفة، وحذّر من البدع وجعلها أحد مصاديق الشرك فقال: « أدنى الشرك أن يبتدع الرجل رأياً فيُحَبّ عليه ويبغَض »(21).
    كما حذّر من الإفتاء بالرأي فقال: «من أفتى الناس بغير علم ولا هوى من الله لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، ولحقه وزر من عمل بفتياه»(22).
    ومن هنا كان يدعو الناس إلى اخذ العلم والفكر من منابعه النقية وهم أهل البيت المعصومون من كل زيغ وانحراف. قال لسلمة بن كهيل وللحكم بن عتيبة:«شرّقا وغرِّبا فلا تجدان علماً صحيحاً إلاّ شيئاً خرج من عندنا»(23).
    وكان يحذّر من مجالسة أصحاب الخصومات ويقول: «لا تجالسوا أصحاب الخصومات، فإنهم يخوضون في آيات الله»(24).
    كما كان يشجع على ذكر مقامات أهل البيت وفضائلهم فإنّها من أسباب نشر الحق والفضيلة، فعن سعد الاسكاف، قال: قلت لأبي جعفر : إني أجلس فأقصّ، وأذكر حقكم وفضلكم. فقال : « وددت أنّ على كل ثلاثين ذراعاً قاصّاً مثلك »(25).

    5 ـ نشر علوم أهل البيت

    لقد فتح الإمام أبواب مدرسته العلمية لعامة أبناء الأمة الإسلامية، حتى وفد إليها طلاب العلم من مختلف البقاع الإسلامية، وأخذ عنه العلم عدد كبير من المسلمين بشتى اتّجاهاتهم وميولهم ، منهم: عطاء بن أبي رباح، وعمرو بن دينار، والزهري، وربيعة الرأي، وابن جريج، والأوزاعي، وبسام الصيرفي(26)، وأبو حنيفة وغيرهم(27).
    وفي ذلك قال عبد الله بن عطاء: ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علماً منهم عند أبي جعفر، لقد رأيت الحكم عنده كأنّه متعلم(28)
    وكانت أحاديثه مسندة عن آبائه عن رسول الله () ، كما كان يرسل الحديث ولا يسنده. وحينما سئل عن ذلك، قال: إذا حدّثت بالحديث فلم أسنده، فسندي فيه أبي زين العابدين عن أبيه الحسين الشهيد عن أبيه علي بن أبي طالب عن رسول الله () عن جبرائيل عن الله عزّ وجلّ(29)
    ــــــــــــــ
    1- شرح نهج البلاغة: 8 / 121.
    2- بحار الأنوار: 25 / 297.
    3- المصدر السابق : 25 / 297.
    4- المصدر السابق : 25 / 283.
    5- المصدر السابق : 67: 101.
    6- المصدر السابق : 46 / 291.
    7- بحار الأنوار: 5 / 298.
    8- المصدر السابق : 3 / 285.
    9- المصدر السابق : 3 / 265.
    10- المصدر السابق: 3 / 326.
    11- المصدر السابق : 69 / 297.
    12- بحار الأنوار : 67 / 211.
    13- المصدر السابق: 3 / 264.
    14- المصدر السابق : 2 / 298.
    15- بحار الأنوار: 46 / 313 ـ 315.
    16- بحار الأنوار : 46 / 308 ، 316.
    17- راجع مبحث ملامح وأبعاد هامة في عصر الإمام الباقر .
    18- الاحتجاج : 2/184 .
    19- أعيان الشيعة : 1/653 .
    20- بحار الأنوار: 46 / 357.
    21- تاريخ المذاهب الإسلامية: 689.
    22-المحاسن: 207.
    23- المصدر السابق : 205.
    24- الكافي: 1 / 399.
    25- كشف الغمّة: 2 / 120.
    26- رجال الكشي: 215.
    27- سير أعلام النبلاء: 4 / 401.
    28- تاريخ المذاهب الإسلامية: 361.
    29- مختصر تاريخ دمشق: 23 / 79.


    المصدر: أعلام الهداية (الإمام الباقر ).



  3. #3
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    قبسات من حياة الإمام الباقر (عليه السلام)



    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَّجَ قْائِمُ آلِ مُحَمَّدَ.

    هو الإمام الخامس من أئمة أهل البيت عليهم السلام، ولد بالمدينة سنة 57 ه‍، وأمه فاطمة بنت الحسن بن علي بن أبي طالب، قال الإمام الصادق: كانت صديقة لم يدرك في آل الحسن مثلها - ولقب بالباقر، لأنه بقر العلم بقرا، أي أظهر مخبآته وأسراره، ورث علم النبوة عن آبائه وأجداده، وكان مقصد العلماء من كل البلاد الإسلامية، سواء منهم الشيعة والسنة، وكان ممن يقصده سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة محدث مكة، وأبو حنيفة(1).
    أولاده: كان له سبعة أولاد، الإمام الصادق، وعبد الله وأمهما أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وإبراهيم، وعبيد الله، وأمهما أم حكيم بنت أسد الثقفية، وعلي، وزينب، وأمهما أم ولد، وأم سلمة، وأمهما أم ولد.
    قال الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري: قال لي رسول الله : يوشك أن تبقى حيا، إلى أن تلقي ولداً لي من الحسين، يقال له محمد يبقر العلم، فإذا لقيته فأقرئه مني السلام، فبقيت حيا، حتى لقيت الإمام الباقر، كما قال رسول الله، فقبلت يد الإمام، وأبلغته الرسالة، فقال: وعلى رسول الله السلام ورحمة الله وبركاته.
    وفي ذات يوم كان الإمام الباقر في بيته، وعنده جماعة من أصحابه، وإذا بشيخ وقف على الباب، وقال: السلام عليك يا ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته.
    وبعد أن رد الإمام ، قال الشيخ: جعلني الله فداك يا ابن رسول الله، والله إني لأحبكم، وأحب من يحبكم لله لا للدنيا، وإني لأبغض عدوكم وأبرأ منه لا لشئ بيني وبينه، وإني لأحلل حلالكم، وأحرم حرامكم، وانتظر أمركم، فهل ترجو لي الخير جعلني الله فداك ؟.
    قال الإمام: أتى أبي رجل، وسأله مثل الذي سألت، فقال له: إن تمت ترد على رسول الله، وعلي، والحسن والحسين، ويثلج قلبك وتقر عينك، وتستقبل بالروح والريحان. وإنك معنا في السنام الأعلى.
    فقال الشيخ: الله أكبر. أنا معكم في السنام الأعلى، وبكى فرحا، وأخذ يد الإمام، وقبلها، ثم وضعها على عينيه، ومسح بها وجهه وصدره، ثم قام وودع وخرج، فقال الإمام: من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا.
    هذا هو التحديد الصحيح لشيعة أهل البيت (ع)، يحللون حلالهم، ويحرمون حرامهم، ويحبون من يحبهم، ويبغضون عدوهم في الله، ولله. أما من يحلل اليوم ما حرمه بالأمس، تبعا لشهواته وميوله، أما من يزعم أنه من الشيعة الموالين، وفي الوقت نفسه ينصب العداء للمحبين، ويكيد لهم فليس من الإسلام ولا التشيع في شئ، بل هو عدو الله ورسوله وأهل بيته.
    قال الإمام الرضا (ع): من عادى شيعتنا فقد عادانا، ومن والاهم فقد والانا، لأنهم خلقوا من طينتنا، من أحبهم فهو منا، ومن أبغضهم فليس منا. ومحال أن نفهم هذا الكلام، ونعمل به ما لم نتجرد عن الأنانية وحب الذات.
    إن الشرط الأول للتشيع أن نحب الموالي، ونخلص له، ونضحي من أجله، لا لشئ إلا لأنه محب للرسول وآله، وإذا محصنا الشيعة على هذا الأساس لا يبقى واحد من كل مائة، بخاصة المعممين الذين أصبح التحاسد بينهم من العلامات الفارقة والمميزة لهم عن سائر الفئات والهيئات.
    وبالتالي، فإن التشيع لا ينفك أبدا عن الألفة والأخوة، لأنه من أمهات الفضائل وأعظمها، كما أن التحاسد من أمهات الرذائل وأقبحها.
    توفي الإمام الباقر بالمدينة سنة 114، عاش مع جده الحسين 4 سنين، ومع أبيه 39، وبعده 18 سنة.

    المصدر: الشيعة في الميزان/محمد جواد مغنية.



  4. #4
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    جابر رضوان الله عليه يسأل الباقر (سلام الله عليه) عن جدته فاطمة (عليها السلام)



    قال جابررضي الله عنه للباقر: جعلت فداك يا بن رسول الله!.. حدثني بحديث في فضل جدتك فاطمة إذا أنا حدثت به الشيعة فرحوا بذلك.
    قال الباقر: فإذا صارت عند باب الجنة تلتفت فيقول الله: يا بنت حبيبي!.. ما التفاتكِ وقد أمرت بكِ إلى جنتي؟.. فتقول: يا رب!.. أحببت أن يُعرف قدري في مثل هذا اليوم.
    فيقول الله (): يا بنت حبيبي!.. إرجعي فانظري من كان في قلبه حبّ لكِ أو لأحد من ذريتكِ، خذي بيده فأدخليه الجنة.
    قال الباقر(ع): والله يا جابر!.. إنها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبيها، كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديء.. فإذا صار شيعتها معها عند باب الجنة، يُلقي الله في قلوبهم أن يلتفتوا فإذا التفتوا فيقول الله عز وجل: يا أحبائي!.. ما التفاتكم وقد شفّعت فيكم فاطمة بنت حبيبي؟.. فيقولون: يا ربّ أحببنا أن يعُرف قدرنا في مثل هذا اليوم.
    فيقول الله (): يا أحبائي ارجعوا وانظروا من أحبّكم لحب ّفاطمة.. إنظروا من أطعمكم لحبّ فاطمة.. انظروا من كساكم لحب ّفاطمة.. انظروا من سقاكم شربة في حبّ فاطمة.. انظروا من رد عنكم غيبة في حبّ فاطمة.. خذوا بيده وأدخلوه الجنة.
    قال الباقر(ع): والله لا يبقى في الناس إلا شاك أو كافر أو منافق، فإذا صاروا بين الطبقات نادوا كما قال الله تعالى:{فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم}.. فيقولون:{فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين}. قال الباقر (ع): هيهات هيهات!.. منُعوا ما طلبوا{ولو رُدّوا لعادوا لما نُهوا عنه وإنهم لكاذبون}.



  5. #5
    صديق مشارك
    محاسب
    تاريخ التسجيل: April-2013
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 71 المواضيع: 1
    التقييم: 10
    مزاجي: متفهم
    أكلتي المفضلة: السمك
    موبايلي: نوكيا
    آخر نشاط: 20/October/2015
    فسلام عليه يوم ولد ويوم جاهد بالعلم والعمل ويوم استشهد ويوم يبعث حيّاً.
    احسنت ولكم جزيل الشكر والتقدير
    اخر مواضيعيعمل خياطة المصطفى

  6. #6
    من أهل الدار
    المتفائل
    تاريخ التسجيل: October-2012
    الدولة: Basraha
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 8,893 المواضيع: 1,015
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 1392
    مزاجي: الحمد لله
    المهنة: في طاعة الله
    أكلتي المفضلة: السمك
    موبايلي: سامسونج
    آخر نشاط: 8/February/2021
    مقالات المدونة: 5
    بارك الله فيكم

  7. #7
    استثنائية
    قتلني حسن الظن بهم
    تاريخ التسجيل: October-2012
    الدولة: Lost
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 25,439 المواضيع: 626
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 4321
    مزاجي: متفائلة
    المهنة: unemployed
    موبايلي: xperia z2
    آخر نشاط: 23/March/2018
    مقالات المدونة: 14
    اللهم صل على محمد وال محمد
    شكرا

  8. #8
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    إشراقة الباقر أنارت هلال رجب

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
    مع غرة شهر رجب تشرق شمس زاهرة بضياء العلم والمعرفة ، لتُضيء بشعاعها الوضاء أفكاراً طيبة تزودت بغذاء الروح والفكر من خلال الإهتداء بها لتنموا وتحمل ثماراً طيبة يؤتى أُكلها في كل حين بإذن ربها
    نعم أيها المؤمنون: في اليوم الأول من شهر رجب الأصب سنة 56هـ تنورت الأرض بإشراقة سابع الأنوار المحمدية وباقر علومها الإمام محمد بن علي الباقر هذا الإمام الجليل وذو المقام الرفيع الذي سلم عليه خير المرسلين قبل ولادته بعددٍ من السنين بحسب الرواية الواردة عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، حيث كان رضوان الله عليه يُردد يا باقر العلم ، يا باقر العلم فكان أهل المدينة يتعجبون مما يسمعون منه حتى وصموه بالهجر فكان يُجيبهم قائلاً: والله ما أهجر ولكني سمعتُ رسول الله يقول إنك ستدرك رجلاً مني اسمه اسمي وشمائله شمائلي يبقر العلم بقراً ، وقد أوصل جابر سلام رسول الله حينما رآه ذات يوم في بعض طرق المدينة ولمح فيه شمائل جده المصطفى ، ولما تيقن بأنه محمد الباقر قبل ما بين عينيه وقال له بأبي أنت وأمي أبوك رسول الله يُقرؤك السلام فقال الإمام وعلى رسول الله السلام ورحمة الله وبركاته
    ونحن في هذا اليوم السعيد نقرن سلامنا بسلام خير الأنام ونبعثه هدية واصلة وتحفة شاملة إلى روح وضريح مولانا باقر علوم آل محمد عليه وعليهم السلام ..
    ولد من صلب شامخ ووعاء طاهر فأبوه سيد الساجدين وزين العابدين وسادس المعصومين الإمام علي بن الحسين ، وأمه السيدة فاطمة بنت الإمام الحسن المجتبى عليه و ، وهو أول إمام من ذرية الحسنين ..
    تربى في أحضان الإمامة فنشأ نشأة طيبة مُعطرة بعظيم الخلق ومضيئة بأنوارا لعلم المحمدي الأصيل ..
    تسلم الإمامة بعد وفاة والده الإمام السجاد وكانت مدة إمامته 19 سنة زين خلالها الدنيا بجمال خلقه وطيبها بعظيم صفاته وأضاء خلالها العقول بنور علمه الزاخر فهو عيبة علم الله ومستودع علوم جده المصطفى ..
    عاصر 5 من حكام بني أمية وهم على التوالي: الوليد بن عبد الملك ، سليمان بن عبد الملك ، عمر بن عبد العزيز ، يزيد بن عبد الملك ، هشام بن عبد الملك ..
    شهد عصر الإمام نشوء فرقاً مختلفاً وأحزاباً متصارعة وعاد كثير من الناس في عصره إلى الجاهلية والتفاخر بالأنساب وعادت الصراعات القبلية بتشجيع من حكام بني أمية ليسيطروا على العقول والأفكار ويتسيدوا على النفوس ، بنشر الفساد قولاً وفعلاً ، فما كان منه إلا أن تصدى لذلك كله بعلمه الزاخر والوضاء ، فأقام مجالس الوعظ والإرشاد ليحفظ به دين جده ليبقى نقياً صافياً بلا شوائب ولا أكدار ، صب جل اهتمامه على رعاية المدرسة العلوية التي أنشأها جده أمير المؤمنين والتي بقيت زاهرة من خلال آبائه الأطياب ، فتمكن بذلك من جذب النفوس الطيبة لينهلوا من ينابيع العلم الصافية ، ويتخرجوا علماء في العقيدة والفقه والتفسير وعلوم الكلام ، رغماً عن أنوف أهل الضلال ..
    فسلام على من بفكره أضاء العقول وبخلقه طيب النفوس وبجمال نوره زين الوجود



  9. #9
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    الامام الباقر عليه السلام يصف المتقين


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلً على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم ياكريم


    تحدث الإمام في أحاديث كثيرة عن التقوى و صفات المتقين ، و الإيمان و المؤمنين، و هذا بعض ما أثر عنه:

    أ ـ قال ( ): ( أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤونة ، و أكثرهم معونة ، إن نسيت ذكروك ، و إن ذكرت أعانوك ، قوالين بحق الله ، قوامين بأمر الله ) ، (1).
    هذه الصفات ، يتصف بها القلائل من أفراد الأمة ، الجهابذة و العباقرة ، الذين يمثلون قوة الإنسانية و مثلها الأعلى في الحياة الحضارية الراقية ، و يقومون بدورها في سبيل الإصلاح و الرشاد.

    ب ـ و قال ( ) : (إنما المؤمن إذا رضي ، لم يدخله رضاه في إثم ، و لاباطل ، و إذا سخط ، لم يخرجه سخطه من قول الحق ، و المؤمن إذا قدر ، لم تخرجه قدرته إلى التعدي إلى ما ليس بحق ) ، (2).
    من أبرز صفات المؤمن بربه ، أن يكون متميزاً في سلوكه و متميزاً في شخصيته ، يلجم نفسه عند الغضب ، و يعف عند المقدرة ، رائده الحق في جميع تصرفاته.

    ج ـ و قال ( ): ( الغنى و العز ، يجولان في قلب المؤمن ، فإذا وصلا إلى مكان فيه التوكل استوطناه ) ، (3).
    هؤلاء وصفهم الله عز و جل قال تعالى : ( الآمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر و الحافظون لحدود الله ) ، (4).

    د ـ تحدث عن الفرق بين الإيمان و الإسلام فقال : ( الإيمان ما كان في القلب و الإسلام ما عليه التناكح ، و حقنت به الدماء و الإيمان يشرك الإسلام و الإسلام لا يشرك الإيمان) ، (5) .
    الإيمان يقيم في ضمائر المتقين ، يخشون به الله تعالى ، و يخافون عقابه ، فلا يتركون واجباً ، و لايقترفون إثماً . أما الإسلام فهو من أسلم وجهه لله تعالى ، فإذا نفذ إلى أعماق القلب صار المسلم مؤمناً ، و إذا بقي كلمة على اللسان فلا يعتد به. و إلى هذا أشارت الآية الكريمة التي تقول : ( قالت الأعراب آمنا ، قل لم تؤمنوا ، ولكن قولوا أسلمنا ، و لما يدخل الإيمان في قلوبكم ) ، (6).
    الإيمان ، قول باللسان و عمل بالأركان ، و المؤمن يعرف بنتائج أعماله الصالحة ، فهي البرهان الواضح و الأكيد على عمق إيمانه . و للإمام الباقر كلام آخر يفرق بين الإيمان و الإسلام يقول : ( الإيمان إقرار و عمل ، و الإسلام إقرار بلا عمل) ، (7).
    و اقتراب القول بالعمل ، أمر ضروري للعطاء المثمر و التقدم الفالح ، و عندما يقترن القول بالعمل ، ينجبان صبياً ،ر يسميانه الصدق . و عندما يقترن القول بالعمل ، يرزقان بنتاً ، يسميانها الوفاء ، و يلعب الجميع لعبة أظنها الحرية.

    عطاء الله للمؤمنين
    منح الله المؤمنين المزيد من ألطافه و فضله ، وقد وعدهم سبحانه بالجنة. قال تعالى: ( وعد الله المؤمنين و المؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها و مساكن طيبة في جنات عدن و رضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم ) ، (8) .

    الله أكبر ما أروع و أمتع و أفضل هذا الوعد الجميل و الجليل!! ، و تحدث الإمام الباقر عن العطاء الذي أفاضه تعالى عليهم بقوله : ( إن الله أعطى المؤمن ثلاث خصال: العز في الدنيا في دينه ، و الفلج في الآخرة ، و المهابة في صدور العالمين) ، (9) .
    هذه بعض أحاديثه في الإيمان ، و هي على سبيل الذكر لا الحصر.
    -------------------------------------------------------------
    الهوامش:
    1- شذرات الذهب ج1 ص149.
    2- الخصال ص101.
    3- صفة الصوفة ج2 ص61.
    4- سورة التوبة، الآية 112.
    5- تحف العقول ص 297.
    6- سورة الحجرات، الآية 14.
    7- تحف العقول ص297.
    8- سورة التوبة، الآية 72.
    9- الخصال ص133.

  10. #10
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    من روائع حكم الامام الباقر(ع)

    من روائع هذه الحكم :

    1ـ قال ( ) :

    (
    قُم بالحق ، واعتزل ما لا يعنيك ، وتجنب عَدوَّك ، واحذر صديقك من الأقوام
    ، إلا الأمين من خشي الله ، ولا تصحب الفاجر ، ولا تطلعه على سِرِّك ،
    واستشر في أمرك الذين يخشون الله ) . 2ـ قال ( ) :

    ( ثلاثة من مَكَارم الدنيا والآخرة : أن تعفو عَمَّن ظَلَمَك ، وتَصِلْ مَن قطعك ، وتَحلَم إذا جُهل عليك ) .3ـ قال ( ) :

    (
    مَا من عِبادة لله تعالى أفضل من عِفَّة بَطنٍ أو فرج ، وما من شيء أحب
    إلى الله تعالى من أن يُسْأل ، وما يَدفَع القضاء إلى الدعاء ، وإنَّ
    أسرَعَ الخير ثواباً البِرّ والعدل ، وأسرع الشَّرِّ عقوبة البغي ) . 4ـ قال ( ) :

    ( مَن صَدَق لسانُه زَكا عَملُه ، ومن حَسنت نِيَّته زِيدَ في رزقه ، ومن حسن بِرُّه بأهله زِيدَ في عُمره ) . 5ـ قال ( ) :

    ( إنَّ أشَدَّ الناس حَسرَةً يوم القيامة عَبدٌ وصف عدلاً ثم خالفه إلى غيره ) . 6ـ قال ( ) :

    (
    مَنْ أعطى الخُلق والرفق فقد أعطى الخير والراحة ، وحَسُن حاله في دنياه
    وآخرته ، ومن حَرَم الخلق والرفق كان ذلك سبيلاً إلى كل شَرٍّ وبَليَّة ،
    إلا من عَصَمَه الله ) . 7ـ قال ( ) :

    ( اِعرف الموَدَّة في قلب أخيك بما له في قلبك ) . 8ـ قال ( ) :

    ( مَا دَخل قلبَ امرئٍ شيءٌ من الكِبَر إلا نقص من عقله مثل ذلك ) . 9ـ قال ( ) :

    ( لَمَوت عَالِمٍ أحبُّ إلى إبليس من موت سبعين عابداً ) . 10ـ قال ( ) :

    ( لا يُقبل عَمَل إلا بمعرفة ، ولا معرفة إلا بِعَمل ، ومن عَرَف دَلَّتْهُ معرفته على العمل ، ومن لم يعرف فلا عَمَل له ) . 11ـ قال ( ) :

    ( ليس شيء مُميِّل الإخوان إليك مثل الإحسان إليهم ) . 12ـ قال ( ) :

    ( مَن لم يجعل مِن نفسه واعظاً فإنَّ مواعظ الناس لن تُغنِي عنه شيئاً ) . 13ـ قال ( ) :

    (
    إنما شيعة علي المتباذلون في ولايتنا ، المُتحابُّون في مَوَدَّتنا ،
    المتآزِرُون لإِحياء الدين ، إذا غضبوا لم يظلموا ، وإذا رضوا لم يسرفوا ،
    بركة على من حَاوَرَهم ، وسِلْم لِمَن خَالَطَهم ) . 14ـ قال ( ) :

    ( المُتكَبِّر يُنازِعُ اللهَ رِداءَه ) . 15ـ قال ( ) :

    ( مَن عَمل بما يَعْلَم ، عَلَّمَه اللهُ ما لا يَعلم ) . 16ـ قال ( ) :

    (
    بِئْس العبد يَكون ذا وجهين وذا لسانين ، يَطري أخاه في الله شاهداً ،
    ويأكله غائباً ، إنْ أعطِيَ حَسَدَه ، وإن ابتُلِيَ خَذَله ) . 17ـ قال ( ) :

    ( مَا عَرفَ اللهُ مَنْ عَصَاه ) ، وأنشد ( ) :
    تعصي الإلَهَ وأنت تُظهِر حُبَّهُ هَذا لَعَمرِك فِي الفِعَال بِديعُ لَوْ كَانَ حُبُّك صَادقاً لأطَعْتَهُ إِنَّ المُحِبَّ لِمَن أحَبَّ مُطيعُ 18ـ قال ( ) :

    ( الحياءُ والإِيمان مَقرُونان في قرن ، فإذا ذَهَب أحَدُهُما تَبِعه صَاحِبُه ) . 19ـ قال ( ) :

    ( مَن قُسِمَ لَهُ الخَرَق حُجِب عنه الإيمان ) . 20ـ قال ( ) :

    ( إنَّ المؤمِنَ أخُو المؤمن ، لا يَشتُمُه ، ولا يَحرمه ، ولا يسيء بِهِ الظَّنَّ ) . 21ـ قال ( ) :

    (
    مَنْ أصَابَ مَالاً مِنْ أربع لم يُقبل منه في أربع ، من أصاب مالاً من
    غلول أو رِبَا أو خِيَانة أو سَرِقة ، لم يقبل منه في زَكَاة ولا في
    صَدَقة ولا في حَجٍّ ولا في عُمرة ) . 22ـ قال ( ) :

    ( شَرُّ الآباء مَنْ دَعَاهُ البِرُّ إلى الإفراط ، وشَرّ الأبناء من دعاه التقصير إلى العقوق ) . 23ـ قال ( ) :

    (
    كَفى بالمرءِ عَيباً أن يتعرَّف مِن عُيوب الناس مَا يعمى عليه من أمر
    نفسه ، أو يَعيب الناس على أمر هو فِيه لا يستطيع التحول عنه إلى غيره ،
    أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه ) . 24ـ قال ( ) :

    ( إنِّي لا أكره أن يَكُون مقدار لسان الرجل فاضلاً على مقدار علمه ، كما أكره أن يكون مُقدار عِلمِه فاضلاً على مُقدار عَقله ) .




صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال