اذا كان الموت يتحقق بحسب رغباتنا
لكان البشر كلهم ماتوا من أقل يأس وفقد وألم
فلا شئ في الدنيا اكبر من الإرادة
حينما نصبوا إلى تحقيق أمنياتنا وأحلامنا
ونصطدم بالواقع الغير مرغوب ننهارأمام الواقع المرير
فكل شئ خارج إرادتنا بحكم المعقول ولا معقول
ولكن ترفضه عقولنا ورغباتنا
وننسى أن ما نفقده ما كان لنا منذ البداية
ولكن هناك ألم في فقده وهذا خارج عن تحملنا وإرادتنا
فنتعايش مع ذلك الألم ونتألم أكثر
ولكن لا شئ في الدنيا اقوى من الإرادة للنفس القوية
تعايشوا بقوة الإرادة الذي طالما افتقدناها
وأصبح عدم الثبات فيها هي سبب ضعف في أنفسنا وتحملنا
فلو تيقن داخلنا بالقدر والمقدر والنصيب
ورضائنا فيه لما سمحنا من مرور هكذا يأس دواخل
ذاتنا ونفسيتنا
كلنا ضعفاء أمام ذلك الألم لست أنتي / وأنت فقط
بل أنتي وأنا وكثير منا
ولكن حين نحكم العقل ونفهم منطق الحياة وما كتبته أقدارنا
وقبوله رغم عنا رضينا ام أبينا
لا يتغير شئ سوى أن نضيف إلى أنفسنا عذابات وآلام مستديمة
اعلم حين تجتمع العذابات وبداخلنا القدر الهائل من الألم والعذابات
فـ بالأول يكون بكاء القلب والنفس
وبعدها يصبح بكاء الجسد ثم بكاء الروح
وضياع وتوهانا وغربة النفس
ويدخلنا تلك المتاهات امراض و معانات أخرى تزيد
إلى رصيد الألم
فقط تذكروا أن ما كتبته أقدارنا لا مفر منه
كتب لنا فيها كثيرا ومنها
أن نحب ونكره ونفقد ونتألم
وتذكرنا ذلك يخفف من حدة الألم بداخلنا
و الإيمان بالقدر خيره وشره
والإيمان بالقدر له دور كبير في طمأنينة القلب عند المصائب
فيجب أن يدرك كل منا أن الله رحيم بعباده
وحكيم يدخر لهم في الآخرة فيعطي الصابرين أجرهم
وافيا بأكبر الجزاء والثواب
وتصوروا بما لو كانت المصيبة اكبر مما كانت عليه وأسوء عاقبة
فما كان وقعتها عليكم
فأحيانا يجنبنا القدر متاهات أكثر إيلاما بما هي عليه ويكون رحيما بنا
وتذكروا من هم في معاناة أكبر تهون عليك مصيبتك
لا تستسلم لليأس والإحباط فلا شىء سيتغير إلا ما كتب لك
وتقرب إلى الله عز وجل وناجيه فربما اشتاق لمناجاة عبده
فلا يرد القدر إلا الدعاء
فتقرب واسأله خير الدنيا والآخرة
وان يعوضك خيرا في كل ألامك
وعسى أن تكرهوا شئ وهو خير لكم