TODAY - April 03, 2011
مراقبون قالوا ان المعارضة ستعزز مكاسبها حتى في اربيل.. واستبعدوا ولادة احزاب سياسية جديدة
توقعات بـ«خسارة» جديدة لحزبي بارزاني وطالباني في انتخابات مجالس كردستان

طلباني ... برزاني ... نوشيروان مصطفى
بغداد – العالم
توقع مراقبون واعلاميون كرد امس الاحد، ان يمنى الحزبان الحاكمان في اقليم كردستان بـ"خسارة فادحة" اذا تم ضمان عنصر "النزاهة" في انتخابات مجالس المحافظات المقبلة هناك.
وفيما رجحوا ان تعزز حركة التغيير المعارضة مكاسبها في عاصمة الاقليم بفضل الانقسامات والخلافات التي تعصف بالحزبيين التقليديين، لا سيما اذا ما قررا الدخول بقوائم منفصلة هذه المرة، استبعدوا في الوقت الحالي بروز قوى جديدة من شأنها احداث تغييرات حقيقية في قواعد اللعبة في الاقليم التي تتحكم بها الاحزاب والقيادات البارزة.
وكانت حكومة اقليم كردستان حددت العاشر من ايلول (سبتمبر) المقبل موعدا لاجراء ثاني اقتراع لمجالس المحافظات والذي نظم آخر مرة عام 2005. وكانت انتخابات مجالس المحافظات اجريت أواخر عام 2009 في عموم المحافظات ما عدا كركوك ومحافظات الاقليم الكردي الثلاث.
وفي حديث لـ "العالم" توقع الكاتب الكردي هيوا عثمان ان تشهد الخارطة السياسية في الاقليم "تغييرات كبيرة قد تؤدي لحل الحكومة الحالية او اعادة الانتخابات البرلمانية، وذلك على ضوء الموافقة التي أبدتها القوى السياسية الكردية من امكانية اجراء انتخابات برلمانية مبكرة".
ويضيف "لو تم ذلك سنشهد تغيرا جذريا للمشهد، واتوقع ان تحتفظ حركة الاحتجاج بزخمها حتى موعد الانتخابات القادمة".
لكن اسوس هردي مدير مؤسسة آوينة الاعلامية يرى في تصريح لـ "العالم" ان "مجالس المحافظات في اقليم كردستان مهمشة لحد الآن، وليست بيدها اي صلاحيات حقيقية، هناك مشروع قانون قدم برلمان الاقليم منذ سنتين لتنظيم عمل مجالس المحافظات لكنه لم يناقش لحد الآن"
وبشأن النتائج، يقول هردي "لا يمكن ان نتوقع انتخابات نزيهة وحرة طالما ظلت موارد الدولة من اموال ومؤسسات واجهزة امن، محتكرة من قبل احزاب الاقليم التقليدية".
ويتابع "لقد شهدنا في جميع الانتخابات الماضية كيف استخدموا هذه الموارد للتأثير على الناخب من اجل التصويت لهم"، لكنه يقر ايضا بان "الاحزاب الحاكمة ستمنى بخسارة كبيرة اذا ما كانت الانتخابات نزيهة وبعيدة عن الضغوطات".
وحول امكانية ان تكرر ابرز قوى المعارضة الكردستانية (التغيير) مفآجات كالتي قامت بها في الانتخابات البرلمانية الماضية حين حصلت المعارضة للمرة الاولى على نحو 25 مقعدا من اصل 111، يقول عثمان "اذا بقي الوضع في السليمانية كما هو عليه الحال، اتوقع ان تحصد حركة التغيير المزيد من المكاسب وذلك بالاعتماد على حركة الاحتجاج المتواصلة بالاضافة الى عدم تجاوب حكومة الاقليم مع مطالب المتظاهرين في المدينة".
وفيما يتعلق بعاصمة الاقليم، يرى الكاتب ان "المشهد غير واضح بسبب غياب الاحتجاجات في اربيل، لكن عدم وجود الاحتجاجات لا يعني ان الناس راضون عن اوضاعهم، فمطالب المواطنين في اربيل ودهوك لا تختلف عما يطرح في السليمانية".ويوضح "نرى هدوءا في الشارع قد يحمل مفاجآت كما حصل في الفترة التي سبقت الانتخابات النيابية والتي حملت مفاجأة صعود حركة التغيير على رغم عدم توقع ذلك".
ويرى عثمان ان "حركة التغيير ستبقى حركة محلية في السليمانية، لكنها قد تعزز مكاسبها في عاصمة الاقليم هذه المرة بسبب التجاذبات بين احزاب السلطة، بالاضافة الى الحديث الدائر عن امكانية ان يدخل الحزبان بقوائم منفردة للانتخابات".
لكن هردي يشدد على "ضرورة تغيير الظروف الحالية قبل الحديث عن نتائج الانتخابات من اجل ان تعبر الانتخابات القادمة عن ارادة الشعب".
ويقر الاعلاميان الكرديان بصعوبة بروز قوى سياسية جديدة يمكن ان تغير قواعد اللعبة التي تهيمن عليها احزاب وقيادات تقليدية، دون استبعاد بروز شخصيات مستقلة في الانتخابات المقبلة، لكنهما تساءلا عن مدى الثقل الذي يمكن ان يتمتع به المستقلون.
وعن الخيارات المطروحة امام احزاب السلطة لا سيما الاتحاد الوطني بزعامة طالباني، يرى هيوا عثمان "صعوبة التكهن بمستقبله".
ويعزو عثمان ذلك الى "تعدد قيادات الحزب وتعدد مراكز القوى داخله وهو الامر الذي جعله يفتقد لرؤية موحدة على الرغم من رمزية طالباني القوية".
ويرى ان تسلم الاتحاد الوطني لرئاسة حكومة الاقليم "لم تعد عليه بالنفع، وذلك لان برهم صالح لا يتمتع بالقوة التي يتصف بها سلفه نيجيرفان بارزاني الذي كان الشخص الثاني في الاقليم والحزب الديمقراطي".
من جهته يؤكد مدير مؤسسة آوينه ان "كل شيء ممكن والاحتمالات مفتوحة فيما يتعلق بالوطني، فاذا ما قرر الديمقراطي خوض الانتخابات بقائمة منفصلة هناك احتمال لتحالف الوطني مع التغيير".
ويضيف "مستقبل الوطني في الانتخابات المقبلة يعتمد على طبيعة التحالف الاستراتيجي الذي يربطه بالديمقراطي".
ويقول هردي "اتوقع ان تحقق التغيير اختراقا اكبر في انتخابات مجالس المحافظات في اربيل ومناطق اخرى"، لكنه يستدرك بالقول "مكاسب المعارضة او انتكاسات وتراجع الوطني، امر يعتمد على طبيعة تحالف الانتخابات المقبلة".
وعما اذا كانت المعارضة الكردستانية قادرة على الاحتفاظ بمكاسبها خلال الانتخابات المحلية المقبلة، يقول مدير مؤسسة آوينة "احزاب المعارضة الرئيسة تتمتع بشيء من التنسيق والتعاون لكنها لم تدخل في قوائم موحدة، ومن هنا فإن الحديث عن اختراقهم من قبل احزاب السلطة ليس في محله، لانهم ليسوا موحدين اصلا".
ويؤكد "استبعد انضمام اطراف من المعارضة لقائمة احزاب السلطة لاننا شهدنا في الاشهر الماضية تموضعا حادا وواضحا بين السلطة والمعارضة ومن الصعب الحديث عن جذب المعارضين من خلال الاقناع اوالاختراق".
بدوره يرى هيوا عثمان بان الحديث عن "تماسك المعارضة" سابق لاونه خاصة ان "3 اشهر من التحضير فترة طويلة في عمر السياسة، ولا يمكن التكهن عما سيكون عليه حال قوى المعارضة".