TODAY - April 03, 2011
جنرال أميركي: ليس مهما شراء طائرة بل تدريب الأفراد وتهيئة البنى التحتية
تدريب الطيارين العراقيين يسير ببطء رغم ان "تي 6" تجوب سماء العراق ليلا ونهارا
واشنطن - مايك شوستر
لا شك في أن القوة الجوية العراقية واحدة من ميادين العمل الرئيسية التي يجب تنميتها في البلاد، بعد أن تم تدميرها كليا في حرب الخليج الاولى العام 1991 وغزو اميركا للعراق العام 2003.
وتقوم القوة الجوية الاميركية حاليا بمساعدة العراقيين على اعادة بناء قوتهم الجوية. وهذه المساعدة تعد واحدة من نشاطات اخرى يعتبرها البعض دلالة على العلاقة الاستراتيجية طويلة المدى، والتي راحت تتنامى بين العراق والولايات المتحدة.
ومن المعروف ان صدام حسين انفق كثيرا من المال على القوة الجوية العراقية، وكان لديه مقاتلات نفاثة سوفيتية وفرنسية الصنع، مع كامل البنى التحتية الضرورية لابقاء المقاتلات مستعدة للقتال.
واشترك قادة الطائرات الحربية العراقية في حرب العراق مع ايران في الثمانينيات، ما تسبب بخسائر فادحة. وبعدها بثلاث سنوات فقط، دخل صدام حربا ثانية، كانت مع الولايات المتحدة هذه المرة.
ويقول المقدم حامد حسين ضاحكا، وهو يتحدث من مكتب مكيف في معسكر الحرية (ليبرتي) ببغداد، يعود للجنرال توني روك الذي يتولى الآن متابعة المشروع الأميركي الخاص بإعادة بناء القوة الجوية العراقية "حاولنا ملاحقة طائرتين مقاتلتين من نوع اف-15 في ذلك الوقت، اي في العام 1991، لكننا لم نتمكن من التعامل معهما".
ولكون الضابطين الطيارين العراقي حسين والاميركي روك، اشتركا في حرب العام 1991 فانهما كانا يفكران ان كانا قد طارا في مهمات قتالية استهدف فيها كل منهما الاخر.
ويقول الجنرال الاميركي توني روك "كلانا شارك في حرب الخليج، وكنت اقود طائرة اف- 15 فيما كان يقود طائرة ميراج". لكنهما الآن يعملان معا لبناء قوة جوية عراقية جديدة.
ويعلق المقدم حسين على المشروع بالقول "إنه لتحدٍ رهيب. لقد بدأنا بعد 2003 من الصفر تقريبا".
ويضيف أن "القوة الجوية العراقية والقدرات التي توفرها السمتيات العراقية، قد تحطمت في حربين امتدتا 20 سنة".
ويتابع الجنرال الاميركي أن الأمر فرض علينا البدء من الصفر أيضا، إذ يجب تدريب الطلاب العسكريين العراقيين الشباب على مهام الطيران، ثم عليهم بدورهم تدريب الطيارين العراقيين الجدد، للقيام بمهام تدريب المبتدئين، فضلا عن أمور أخرى.
ويضيف "الموضوع في الحقيقة ليس الحصول على طائرات، فمن السهل على المرء شراء معدات. المهم هو تطوير الافراد، والتاكد ايضا من ان البنى التحتية، ومنها المدارج وابراج السيطرة والحضائر ومراكز الصيانة، قد تطورت بنفس المقدار".
لقد بات الطيارون العراقيون الشباب يحلقون في الجو فعلا، فهم يطيرون كل يوم مع مدربيهم الاميركان، ويتعلمون مهارات مثل الاستخبارات والمراقبة الجوية، في طائرات كنج الثنائية القيادة. ويقيم الطيارون العراقيون المتدربون في تكريت الواقعة شمال بغداد.
ويطير المتدربون في طائرات من نوع تي 6، يقودونها نهارا وليلا، ويحلقون فوق مختلف مناطق العراق. وعند عودتهم، يقوم المدربون الاميركان بطلب ايجازعن الطيران، يقدم أمام مجموعة من المتدربين احيانا.
وفي دورة تدريبية اخيرة طرح المدربون هذه المشكلة: ماذا ستفعل اذا اندلعت النار في المحرك؟
وانتقد النقيب جوس مارتن معالجة طيارعراقي شاب لهذا السيناريو، بالقول "الطيار العراقي لم يتعرف في الحقيقة على ما هو غير اعتيادي في الطائرة. إنها مجرد أضواء تنعكس على زجاج الطائرة الأمامي. وما أن يتأكد من وجود النار، أو شيء من هذا القبيل، فعليه أن يسرع لمراجعة لائحة التدقيق".
ويتولى المقدم العراقي حامد حسين، بعض المهام في هذه الدورات، لأن المتدربين في النهاية، عراقيون من بلاده، لذا أبدى عدم قناعته بالطريقة التي قاد فيها أحد المتدربين زميلا له في التدريب، في سيناريو معقد عن كيفية الهبوط على مدرج تحت الإكراه.
يقول المقدم حسين "لقد جعلته يقذف بمعقده خارج الطائرة، من دون ان يكون هناك سبب معقول، وكان عليك ان تجعله يهبط على المدرج".
القاعدة الجوية في تكريت، هي أيضا مقر كلية القوة الجوية العراقية، التي بدأت عملها في أيلول الماضي، ويتولى اللواء كريم عزيز إمرة الكلية، وهو أيضا كان قائد طائرة مقاتلة في القوة الجوية العراقية، إبان حكم نظام صدام.
ويعلق اللواء عزيز بالقول "لم تكن هناك مشكلة لدي في قرار الرجوع إلى الجيش، والعمل مع الأمريكان"، موضحا "انت تعرف بالوضع في الخارج، اعني الوضع حول العراق، خارج حدوده. هناك كثير من الاعداء وكثير من التحديات التي تواجهنا، وعلينا ان نقدم شيئا لبلادنا".
لكن تعهد الولايات المتحدة بسحب آخر قواتها نهاية كانون الأول المقبل، يسبب بعض المشاكل. أضف إلى ذلك أن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، كان يرغب بشراء 18 طائرة أميركية مقاتلة من طراز أف 16، بتكلفة تبلغ 900 مليون دولار أميركي، لكن التظاهرات التي اندلعت مؤخرا، في سائر أرجاء البلاد، بسبب الاستياء من الأداء الحكومي، دفعت بالمالكي إلى إعلان تأجيل إبرام الصفقة.
ويعترف الفريق الأميركي مايكل فيريتير؛ المسؤول عن التدريب والمهمات الاستشارية، بوجود ثغرات في قدرة العراق على الدفاع عن نفسه، مؤكدا أن بلاده تحتاج إلى وقت أطول، ليكون الجيش العراقي قادرا على الدفاع عن حدود البلاد المترامية.
ويضيف فيريتير أن "القضية تحتاج الى القليل من الوقت، للوصول الى القدرة الكافية على الدفاع عن النفس، لكن الوقت المطلوب يجب أن يكون بعد كانون الأول المقبل".
ويوضح أن "تكوين القوة الجوية يحتاج الى وقت اكبر من بقية الجيش. لقد اصبحت لهم قدرة الاجابة على مراكز العمليات الجوية، والتعامل مع الرادرات بعيدة المدى، ما سمح لهم بالاحساس بما يدور في مجالهم الجوي. وهم في صيف السنة المقبلة، سيتمكنون من تغطية كامل المجال الجوي".
لذا يبقى المال والوقت والاحتجاجات الشعبية، من أبرز العقبات التي بقيت ماثلة أمام تحقيق علاقة إستراتيجية طويلة المدى، بين العراق والولايات المتحدة.
عن محطة أن بي آر الاميركية