بسم الله الرحمن الرحيم
لـمن يـعـرف الأحـسـاس ؟
إحسـاس لا يـوصـف
أن تقف فوق قبر إنسان
تحبه كثيراً وقد كان يعني لك كل شئ
يعني لك الكثير ثم تحدثه ، تحاوره
تصف له طعم الحياة في غيابه
ولون الأيام بعد رحيله
وتجهش في البكاء كطفل رضيع
بكاء مرير من أعماق أعماقك
حين تتذكر إنه ما عاد هنا
بيننا ...... !
إحســاس بشــع
أن تهبهم
كل مساحات الثقة البيضاء
وتمنحهم كل الأراضي الخضراء
وتضع باقاتك الحمراء عند بابهم
وتسهر لتقرأ أخبارهم فوق جبين القمر
ثم تكتشف أنهم وضعوا إسمك في قائمة
" الأغبياء بلا حدود" ؟؟؟
إحساس مـــزعـــج
أن تبوح بسرك لصديقك المقرب
وتوصية بأن يسجنه في قفص صدره
وتشرح له أهمية المحافظة على الأمانة
وتنام مطمئناً متخففاً من همك وسرك
ثم تستيقظ في الصباح على صوت أسرارك تنطلق
كالأغنية من أفواه الآخرين
إحساس مرهــــف
أن تختار أرضاً طيبة
وتغرس فيها بذور النجاح
وتسقيها بماء عينك
وتسهر عليها بإصرار وإرادة
وتمنحها من وقتك
وصحتك الكثير
ثم لا تحصد إلا الفشل بأنواعه ؟؟
احسـاس مـرعـب
أن تقف أمام الغرفة الزجاجية
تنظر إلى عزيز يتوسد جراحه
تحصي دقات قلبه
وتنتظر قرار الحياة به
إما بداية تمنحك الفرح أو
نهاية تصيبك بالذهول ؟؟
إحسـاس مـؤلم
أن يعيشوا بك كالدم
ويلتصقوا بك كأظافر يديك
وتكون لهم كالواحة المريحة
ويكونوا لك كالوطن الجميل
. ثم تغادرهم
كالغريب ؟؟؟
إحسـاس مـؤسـف
أن تفتح لهم بيتك
وبوابة أحلامك
وتطعمهم حبيبات صدقك
وتمنحهم ثقتك بلا حدود
ثم تستيقظ على نيران الجحود
التي أشعلوها فيك
وخلفوك كالوطن المهجور ؟؟
إحسـاس مخيف جـدا
أن تكتشف موت لسانك
عند حاجتك للكلام ..
وتكتشف موت قلبك
عند حاجتك للحب والحياة..
وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء ..
وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف
عند حاجتك للآخرين ؟؟
إحساس مقـــزز
أن تنهش الذئاب لحمك
وتفترس الكلاب قلبك
وتحتسي الثعالب دمك
وتتكرر عملية موتك
بين أنيابهم ومخالبهم كلما رأيتهم
ثم تكتشف
أنك كنت فريسة
سهلة لحيوانات بشرية ؟؟!
إحسـاس قـــاس
أن تشتاق إليهم بجنون
وتحن إلى وجودهم
ووجوههم وأصواتهم بالجنون ذاته
وتزور أطلالهم في الخفاء وتتمنى
أن يعود الزمان ليلة واحدة
كي تتذوق طعم الفرح
في حضورهم لكنك تتراجع
كالملسوع بعقارب الحنين
حين تتذكر أن
الزمان لن يعود
أبداً ؟؟؟
إحسـاس ممـل
أن تقرأ لكاتب لا يكتب إلا عن نفسه
وتنصت لشاعر لا يشعر إلا لنفسه
وتسمع لمطرب لا يغني إلا لنفسه
وتلتقي بأنسان لا يرى
ولا يسمع
ولا يحب
إلا نفسه >>
تحياتي