بغداد – عراق برس – 18آب / أغسطس :
زها حديد، مهندسة معمارية عراقية الأصل، من مواليد بغداد 1950، وهي كريمة الاقتصادي العراقي المعروف محمد حديد.
أنهت زها دراستها الثانوية في بغداد، وأكملت دراستها الأولية في الجامعة الأميركية في بيروت 1971، ثم التحقت بالدراسة في بريطانيا تحت إشراف “الكولهاس″، وتدربت في مدرسة التجمع المعماري في لندن Architectural Association، ثم عملت في بريطانيا بعد تخرجها عام 1977 مع “مكتب عمارة الميتروبوليتان مع المهندس المعروف ريم كولهاس والمهندس المعماري ايليا زينيليس، وذلك بالتوازي مع عملها كمعيدة في كلية العمارة متأثرة بالمدرسة “التفكيكية” وبأسلوبها المعماري الذي اشتهرت به بعد ذلك، إلى أن بدأت العمل بمكتبها الخاص ابتداء من العام 1987، وحصلت زها على شهادات تقديرية من أساطين العمارة مثل الياباني كانزو تانك، وانتظمت كأستاذة زائرة أو أستاذة كرسي في عدة جامعات في أوروبا وأميركا منها هارفارد و شيكاغو و هامبورغ و اوهايو وكولومبيا ونيويورك وييل.
حصلت على تكريم الملكة البريطانية إليزابيث الثانية لإبداعاتها في مجال التصميم وذلك بمنحها لقب الفارسة، اشتهرت حديد بتصميماتها التي تنزع إلى الخيال والمثالية والتي كانت تعد غير قابلة للتنفيذ، وبخاصة أن أبنيتها تقوم على دعامات عجيبة ومائلة.
يرى بعض النقاد حالة من الصرامة في تصميماتها، تستند في أساسها على توسع ظاهري مستمد من طاقة كامنة مبثوثة هنا وهناك في الفضاءات المعمارية، وكذلك من حال الاسترسال إلى الفضآءات الخارجية بشكل لا متناهٍ، مما يعكس حالة الخلفية العربية لنشأتها.
ولعل من أهم تلك التصميمات، نّادي الذروة، و كولون و هونك كونك، وكذلك تنفيذها لنادي مونسون بار في سابورو اليابان، ومحطّة اطفاء فيترا ويل أم رين، ودار أوبرا كارديف في بريطانيا، ومجموعة من أعمال أخرى تتضمّنُ توسّعات في مجمع البرلمان الهولندي في لاهاي، وإسكان ابا برلين 1983، وبنايات لمكاتب إدارية متعدّدة، وقاعات معارض، ومشروع لتطوير المساكن، وتصميم مركز للمطافئ في فايل ام راين بألمانيا ومرآب للسيارات في ستراسبورغ بفرنسا ومضمار للتزلج على الجليد في النمسا، كما جاء بموقع الحضارة بالعربية.
ومن أكثر مشاريعها غرابةً وإثارة للجدل مرسى السفن في باليرمو في صقلية 1999، والمركز العلمي لمدينة وولفسبورغ الألمانية 1991، وكذلك المسجد الكبير في عاصمة أوروبا ستراسبورغ، ومنصة التزحلق الثلجي في أنزبروك. وفي المنطقة العربية تصميم متحف الفنون الإسلامية في الدوحة، وجسر أبو ظبي الذي أقيم على ساحل الخليج ما بين ارض دولة الإمارات العربية المتحدة وجزيرة عاصمتها أبو ظبي.
يأتي بناء الجسر على الخليج العربي في أعقاب سلسلة انتصارات معمارية حققتها زها منذ فوزها بتصميم بناء مركز الفنون الحديثة “روزنتال” في “سنسناتي” في الولايات المتحدة، ويبدو هذا المبنى ذو الثمانية طوابق الذي وصفته نيويورك تايمز بأنه واحة مدنية، كمجموعة من الصناديق المتداخلة أعلى المدخل المكسو بالزجاج في وسط المدينة، ثم أعقب ذلك فوزها المثير بتصميم مركز الفنون الحديثة في العاصمة الإيطالية روما.
ومن مشروعات زها حديد في أوروبا، المبنى الرئيس لمصنع سيارات بي ام دبليو في لايبزيج، وهي حاليا بصدد تنفيذ مركز للفنون في اوكلاهوما.
ومن المثير للجدل أن زها لم تكمل أي مشروع في لندن عاصمة البلد الذي حصلت على جنسيته، وأصيب مسارها العملي فيها بعدد من الانتكاسات، من أهمها وقوف النزاع السياسي الداخلي حائلا من دون استكمال تصميمها الحديث لدار كارديف باي للاوبرا في ويلز عام 1995.
وقد أثار تراجع السلطات البريطانية عن تنفيذ تصميم زها لتلك الدار، والذي فازت به على 270 من ابرز المهندسين في العالم الذي أثار ضجة في الأوساط المعمارية الغربية، التي اعتبرت ذلك موقفا متحيزاً ضدها، لأنها امرأة وعربية مسلمة، وعراقية الجنسية.
كما فازت زها حديد بجائزة بريتزيكر المرموقة في مجال التصميم المعماري لهذا العام، وهذه هي المرة الأولى في تاريخ الجائزة الذي يرجع إلى 25 عاما التي تفوز بها امرأة اعتلت بفضل أعمالها المعمارية الحداثية القليلة قمة مجال التصميم المعماري التي يهيمن عليها الرجال.
وأصبحت بذلك ثالث بريطاني يحصل على الجائزة التي توصف أحيانا بأنها تعادل جائزة نوبل في الهندسة المعمارية، وحديد (53 عاما) هي اصغر الحائزين على الجائزة.
ومما يجدر ذكره أن المهندسة العراقية زها حصلت أيضاً على أرفع جائزة نمساوية في العمارة، وذلك في حفل أقيم في الثالث عشر من كانون الأول 2002، حيث قامت وكيلة وزارة الاقتصاد النمساوية ماريس روسمان بتقليد المعمارية العراقية المبدعة جائزة الدولة النمساوية للسياحة، وتعد زها حديد أفضل مهندسة معمارية في العالم، في الوقت الحاضر وفق تقديرات الخبراء. انتهى