• دعا ائتلاف الاسلاميين الرئيسي في مصر الى مسيرات وتظاهرات الاحد ما يثير مخاوف من اعمال عنف جديدة بعد اربعة ايام من مواجهات متواصلة اسفرت عن سقوط اكثر من 750 قتيلا.
    وقبيل الموعد المحدد للتظاهرات، بدات القاهرة تستعيد ولو بشكل جزئي نمطها الطبيعي، حيث فتحت البنوك ابوابها وازدحمت طرقاتها بسيارات المواطنين المتوجهين الى اعمالهم.



واعلن البنك المركزي انه سيفتح ابوابه من الساعة التاسعة (07,00 تغ) وحتى الساعة 12,00 (10,00 تغ)، علما ان المصرف يبقي ابوابه في الظروف الطبيعية مفتوحة حتى الساعة 17,00 (15,00 تغ).
وبعد يوم من المواجهات في محيط مسجد الفتح في وسط القاهرة حيث تحصن العشرات من مؤيدي جماعة الاخوان المسلمين قبل ان تخرجهم القوات الامنية بالقوة، دعا ائتلاف "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"الى تسع مسيرات الاحد.
واوضح في بيان ان المسيرات ستخرج من تسع مساجد في القاهرة وتتجه الى مقر المحكمة الدستورية العليا في ضاحية المعادي (جنوب) وميدان روكسي (شرق)، وذلك في اطار فعاليات اسبوع "رحيل الانقلاب" التي اعلن عنها الائتلاف قبل يومين.
وعلى الرغم من دعواتهم الى الاحتجاج اليومي، لم تسجل اي تظاهرة السبت في البلاد سوى المواجهات التي دارت قرب المسجد، وان نظمت بعض التجمعات في المساء في وقت لا تزال حالة طوارئ وحظر التجول الليلي يرخيان بظلالهما على البلاد منذ فض الاعتصامين المؤيدين للاخوان في القاهرة الاربعاء.
وكانت اعمال العنف الاربعاء في واحد من اصعب ايام مصر في تاريخها الحديث، دفعت الحكومة الى اعلان حالة الطوارىء لمدة شهر وفرض حظر للتجول في 14 محافظة مصرية بينها القاهرة والاسكندرية من الساعة 19,00 الى الساعة 6,00 بالتوقيت المحلي.
ويخشى المصريون اندلاع اعمال عنف جديدة بعد اربعة ايام من المواجهات سقط فيها 750 قتيلا على الاقل، ما دفع بعض اصحاب المتاجر في القاهرة الى ابقاء ابوابهم مغلقة، في مقابل اخرين فضلوا فتحها امام زبائن يجدون انفسهم مجبرين على العمل والخروج للتبضع قبيل حلول المساء.
وانتشرت اليات الجيش المصري ونقاطه الامنية في اماكن متفرقة من العاصمة خاصة على جسر 6 اكتوبر الرئيسي، بينما تشكلت "لجان شعبية" تضم خصوصا شبانا متحمسين ومسلحين، تقوم بتفتيش المارة ومراقبة مداخل الاحياء وتقتاد بالقوة اي شخص يبدو لهم مشبوها الى الجيش او الشرطة.
واعلنت السلطات المصرية ان الاشتباكات خلفت الجمعة والسبت 173 قتيلا في انحاء متفرقة من البلاد، موضحة ان 95 شخصا قتلوا في القاهرة بينما قتل 25 شخصا اخرين في الاسكندرية وسقط الباقون في مدن متفرقة.
وبين قتلى الجمعة نجل المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين في مصر محمد بديع، بحسب ما اعلنت الجماعة السبت.
وفي سيناء المضطربة، قالت مصادر امنية ان جنديا في الجيش قتل في هجوم لمسلحين يعتقد انهم من المتطرفين الاسلاميين على حاجز امني قرب مطار العريش، كما قتل جندي اخر في هجوم على دورية للجيش في العريش، بينما ذكرت المصادر ذاتها ان مدنيا قتل ايضا في هجوم ثالث.
وافادت المصادر نفسها ان ثلاثة عناصر من الشرطة اصيبوا في هجوم على معسكر للامن المركزي في العريش ايضا.
ومنذ الاطاحة بمرسي في الثالث من تموز/يوليو الفائت، سقط 49 من افراد الامن في هجمات المسلحين هم 28 شرطيا و21 جنديا، بحسب حصيلة لفرانس برس اعدتها استنادا الي ارقام رسمية. وسقط نحو 15 مدنيا في الهجمات ذاتها، بينما اعلن الجيش المصري انه قتل نحو 60 مسلحا في شهر.
وصباح الاحد سيطرت عملية فض اعتصام انصار الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي داخل مسجد الفتح على عناوين الصحف.
وعنونت صحيفة الوطن المستقلة "فض اعتصام الفتح دون دم"، فيما قالت صحيفة "المصري اليوم" "تحرير الفتح" وكتبت ان "الميليشيات الاخوانية اطلقت الرصاص على القوات من اعلى مئذنة المسجد والقبض على القناصة".
وفي المواقف العربية والدولية، امر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي اكد دعم بلاده لموقف السلطات المصرية، بارسال ثلاثة مستشفيات ميدانية الى مصر.
وفي نيويورك، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى وقف التظاهرات العنيفة في مصر وندد في الوقت نفسه "بالاستخدام المفرط للقوة" من جانب السلطات.
كما دان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اعمال العنف في مصر من جانب الشرطة او المتظاهرين على حد سواء، منددا بالهجمات "غير المقبولة" على المساجد والكنائس، فيما ادانت كوبا "اعمال العنف" التي تسببت في مقتل "مدنيين ابرياء" ودعت الى ايجاد "حل من دون اي تدخل خارجي" للازمة التي تعصف بالبلاد.


الفرنسية