الشاعر والفنان الغنائي الأهوازي علوان بن اشويع
ظهر في منتصف القرن العشرین في الأهواز شاعر وفنان مبدع أضاف إلی الفن الغنائي في فنَّا فريداً ولحناً جديداً , الا وهو الفنان المبدع والشاعر الشعبي القدير علوان بن اشويع وقد اسهم في تطوير لحن جديد أضافه إلی الغناء العربي في الأهواز, وقد عرف في ما بعد باسمه تحت عنوان طور « العلوانيات ». فالعلوانيات طور من الأطوار الريفية الجميلة و الرقيقة والتي تحمل جمالاً فنيَّا رائعاً وتعبيرآً موحيآً مع نبرة شجية لطيفة تأخذ بمجامع قلب المستمع وتثير في نفسه الحنان والشجو والحمية والغيرة وتجعله يستمع إلی هذا اللحن بجميع جوارحه. وطور العلوانية من أحب الأطوار الغنائية و له الکثير من محبيه ومريديه. حيث لم نبالغ إذا قلنا لم یخل بیت إلا و وجد فيه شریط لعلوان . مما ابدعه علوان أیضاً وهو إبداع مهم , حفظ لنا کمّاً هائلاً من الشعر الشعبي , خاصة الأبوذية ,هو فن « التبيّت» في الغناء وهو فن یبدو أنه من إنجازات هذا الفنان والمطرب والشاعر القدیر . والتبيّت : هو ذکر قائل البیت الشغري ضمن الغناء .
فعلوان عندما کان ینشد البیت الشعري المعروف بالأبوذية بطور العلوانية کان يذکر اسم قائله ویکرر الاسم عدة مرات بعض الأحيان حتی يرسخ في ذهن السامع بأن قائل هذا البیت هو فلان بن فلان. و هکذا يسجل البيت لصاحبه حتی لايُجهل قائله ، عند ذلک لا يستطيع أحد أن ينتحل البيت أوينسبه لنفسه . و بهذه الطريقة الفريدة و الجميلة – و التي لم تُخِل في الغناء بل تعطيه جلائاً و رونقاً بديعاً – حافظ علی نسبة البيت إلی صاحبه و حفظ الشعر من أن يضيع أو ينتحل . فعلوان في واقع الأمر بهذا الشکل اکتشف طريقة فريدة للمحافظة علی الشعر العامي الذي لم يکن يکتب و لم يدون و کان عرضة للضياع کما ذکرنا آنفاً . و سار علی هذه الطريقة بعد علوان الکثير من المطربين و الموهوبين من أبناء المنطقة و أخذوا طريقته في الغناء و التبيّت ، من أمثال : المرحوم صفر النيسي، و صالح ذاري ابريهة ، و علي الرشداوي ، و ثامر الزرگاني ، و غيرهم الکثير .
و طريقة التبيّت أن يذکر مغني العلوانية الشاعر الذي يتغنی ببيته و البيت عادة يکون من الأبوذيّة ، مثلاً : من غناء علوان بن اشويّع : ( و هو في حال الأداء ) . إيگول عبود الحاي (الحاج) سلطان الزرگاني إيگول :
تحّي بطروشنه اطروشک حيينه عزير و من تحي ليلک حيينه
تموت انموت من تحيا حينه صحيت اصحه اتّمرض مرض بيه
و کان کثيراً ما يذکر الشاعر الشيخ حنش بن الحاج جابر المقدم ،و هو يغني أبياتاً من شعره ، منها : ... إيگول الشيخ حنش الحاي (الحاج) جابر .... إيگول :
يخي عندي الرفاگه عسل مُرهم أو گعدتهم لعد الجرح مرهم
عگب گومي وعمامي أبد مَرهم الک يوم اليوسعون الثنيّه
المصدر : کتاب الشعر الشعبي الأهوازي - الدکتور عباس الطائي