في الثقافة العراقية الاجتماعية ان كلمة (بلشتي او سرسري) نوع من انواع السباب او القذف وقد يدخل المتهجم بهذه الالفاض في متاهات ونزاعات عشائرية او حتى قضائية ناهيك اذا قلتها الى الذين لا يعترفون بالدين والعشائر والقضاء فانك تحجز لنفسك مقعد في احد المقابر,
والسبب هنا يرجع الى عدم معرفتنا بالمفردات التي دخلت علينا من دول الجوار في زمن الاحتلال العثماني ففي زمن هذا الاحتلال الذي ظل جاثما أكثر من 450عام ولا زلنا نأن من تبعاته ولايزال احفادة يتدخلون بشؤوننا الداخلية امتزت اللهجة العراقية بكثير من اللغة العثمانية( فجاي خانة ودومنة وتلخانة والماي خانة والخستخانة والبانزين خانة )الخ كلها كلمات هجينة البعض منها لازالت دارجة ومقبولة والبعض الاخر رفضت , والسبب انها كانت وظائف تصور ان( السرسرية والبلشتية) وظائف, فاذا كان احد اجداده (بلشتي او سرسري) فلا يخجل من هذا الإرث ,فالبلشتية كانوا موظفين في الولاية العثمانية وعلى الملاك الدائم وليس عقود ولا كجول ولا متعاقدين يراقبون المتلاعبين بالأسعار في الأسواق ومتابعة عدم دفع الضرائب وفرض الجباية وسن القوانين (جهة رقابية وتشريعية) الا ان هذه الوظيفة دخل فيها الفساد وبد البلشتي يأخذ الاموال من المتلاعبين دون محاسبتهم(هذا الاحتلال يعلمك على الرشوة والفساد مو شغلة بيها خير ) حكومة الوالي كشفت من خلال كتابة بعض التقارير الحزبية(م خط مائل) هذا الفساد وإحالة بعض البلشتية الى وزارة العدلية لينالوا عقابهم العادل جراء ما قترفته ايديهم من اثم بحق المال العام(يحيى العدل وعاش سلطان بني حمدان) وفكرت بإنشاء جهاز يراقب البلشتية أطلقت عليه تسمية( السرسرية) واستمرت العملية لفترة من الزمن لكن الفساد كان اقوى من تلك المؤسسات فأصبحت مؤسسة (البلشتية والسرسرية) مؤسسة فاسدة وترهق الميزانية من خلال المرتبات والامتيازات التي تصرف عليها لذلك فكر الوالي بحل تلك المؤسسة وأظن أن نبذ العراقيين لهذه الكلمات كونها كانت فاسدة بالرغم من أنها مؤسسات رقابية وتشريعية.