الاهالي: سرقونا في وضح النهار.. والتحقيقات كشفت أن الرصاص انطلق من مسدس حكومي
الداخلية: 7 عمليات سطو مسلح خلال 10 أيام.. والشبهات تحوم حول المفرج عنهم حديثا
بغداد – العالم
بعد سلسلة من حوادت السطو المسلح التي حدثت مؤخرا في شارع فلسطين، تكثف القوات الأمنية وجودها في المنطقة المذكورة، على خلفية تلك الأحداث، مضيفة الكثير من نقاط التفتيش على مداخل الأحياء السكنية، بهدف الحد من حركة المجاميع التي تنفذ عمليات السطو تلك.
ويتحدث (ع . ل)، وهو احد ضحايا عمليات السطو المسلح التي جرت مؤخرا في شارع فلسطين قائلا "كنت قد خرجت صباحا من منزلي، الذي لا يبعد سوى عشرات الامتار عن الطريق الرئيس لمنطقتنا، والذي يكون عادة مؤمنا بدورية تابعة للجيش العراقي؛ المسؤول عن حماية شارع فلسطين بالكامل، وما هي الا ساعة واحدة بعد توجهي لعملي وسط بغداد، واذا بزوجتي تهاتفني باكية، وتقول: تعرضنا لسطو مسلح".
وفي حديث لـ"العالم" يتابع الضحية روايته "اتصلت على الفور بجيراني ليذهبوا الى دارنا، بعد أن تأخرت بسبب زحمة الطريق. وعندما وصلت كانت دوريات الجيش منتشرة في زقاقنا ودوريات الشرطة المحلية كذلك، وكان اهل بيتي بحالة من الهيستيريا لمرورهم بهذه التجربة القاسية".
ويضيف "بعد أن اطمأننت على زوجتي واطفالي، انشغلت بمتابعة ملابسات الحادث مع احد ضباط الشرطة المحلية، الذين هرعوا فور تلقيهم البلاغ من احد الجيران".
وينقل المصدر عن زوجته، أنها "عاشت ساعة في الجحيم، عندما سطا على منزلها 8 مجرمين غير ملثمين الا واحدا منهم، ولم تتجاوز اعمارهم الثلاثين، عدا أحدهم الذي بدا أربعينيا".
وتقول هذه السيدة حسب رواية زوجها "حال اقتحامهم للمنزل قيدونا وطالبوا ان نخبرهم عن مكان النقود التي نملكها فرفضنا، ولكن احدهم اطلق رصاصة من مسدس كاتم للصوت، فارشدناهم لمكان خزنة زوجي. ولكونها قديمة استخدموا عددا من المفاتيح التي بحوزتهم، وتمكنوا من فتحها واخذ كل ما بداخلها من نقود ومصوغات ذهبية، ثم خرجوا من المنزل، وتمكنت من فك قيدي والخروج والصراخ طالبة للنجدة".
ويعود الزوج للحديث، مبينا ان "الشرطة المحلية زودتنا بكتاب رسمي، وطلبت منا التوجه الى مقر مديرية الادلة الجنائية لجلب ضباط التحقيق الى المنزل، لتأخذ القضية اجراءاتها. وبالفعل حضر الى المنزل عدد من المختصين، وقاموا برفع البصمات واستخراج اطلاقة المسدس الكاتم للصوت، وبعد يومين ابلغونا ان الرصاصة اطلقت من مسدس حكومي، ويقصدون هنا ان المجرمين كانوا يحملون المسدسات نفسها، التي يستخدمها افراد القوات الامنية".
ويتابع "ما زال ضابط مركز الشرطة يتصل هاتفيا او يحضر شخصيا الى المنزل، كي يصطحبنا الى اماكن اعتقال عدد من المشتبه فيهم كي نتعرف على المجرم المحتمل، ولكننا نرفض الذهاب معه، على اعتبار انني لم اخسر سوى المال، واهم شيء ان عائلتي بخير".
ويختم بالقول "انا على يقين اني لو تعرفت على احد المجرمين، فلن انجو من انتقامه او احد ذويه، حسبي الله فإنه هو الذي يجازيه على فعلته".
مصدر مسؤول في وزارة الداخلية، يؤكد أن بغداد شهدت منذ 21 آذار الماضي حتى الآن، 7 عمليات سطو مسلح في جانبي الكرخ والرصافة مسجلة رسميا.
ويقول المصدر، ان عمليات السطو المسلح شملت مناطق الشعب وشارع فلسطين والاعظمية في جانب الرصافة، وحي الاعلام في جانب الكرخ، وتمثلت بسطو مسلح ينفذه مجرمون قبل منتصف النهار، بينها عملية منظمة للسطو المسلح على محال للصاغة في منطقة الشعب، تخللها تفجير عبوات ناسفة واستخدام اسلحة اوتوماتيكية كاتمة للصوت.
ويضيف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه لحساسية المعلومات التي يدلي بها، ان مديريته تسلمت كتبا رسمية من قيادة عمليات بغداد، "حذرت خلالها وبلهجة شديدة من مغبة التصريح لوسائل الاعلام، وحددت الناطق الرسمي باسم خطة فرض القانون، مخولا وحيدا للحديث لوسائل الاعلام".
وتلقي عمليات السطو المسلح بظلالها على المشهد الامني الهش الذي تشهده بغداد وباقي المحافظات منذ عدة اشهر وسط دعوات من سياسيين مستقلين ومنظمات المجتمع المدني للاسراع في تسمية الوزراء الامنيين.
ويعلق ضابط رفيع في وزارة الداخلية، رفض هو الاخر الافصاح عن اسمه للاسباب نفسها، بالقول ان "ما يجري الان على الارض هو نتاج سياسات حكومية خاطئة"، لافتا إلى أن "خلق بيئة آمنة داخل المجتمع لا يعتمد على رجل الامن فقط، او بالبندقية والمسدس. هناك حزمة من الاجراءات الحكومية التي تقع على عاتق وزارة العدل، يجب اتباعها لاصلاح من يتم سجنهم، بسبب ارتكابهم جرائم جنائية".
ويشير الضابط الرفيع الى ان "اغلب من يطلق سراحم من المسجونين على اثر قانون العفو الاخير، تعاود القوات الامنية اعتقالهم لارتكابهم جرائم ارهابية او جنائية جديدة، بعيد خروجهم من السجن ببضعة اشهر، وهذا يدل على ان السجون واداراتها لا تتبع اساليب علمية الهدف منها اصلاح النزلاء".
ويخلص إلى القول "يجب اعادة النظر بإجراءات الاصلاح والتأهيل داخل السجون والمعتقلات".