وقد احتوت السورة على مشاهد عظيمة من يوم القيامة يوم يظهر الحق الكامل ويعلم الناس إذا كانوا في الجنة أو النار.هذه السورة الكريمة سورة عظيمة ومخيفة لأن الكثير من آياتها في الحديث عن الدار الآخرة وما فيها من الأَهوال ، وبدأَت بكلمة الحاقة المشعرة بالحق في كلِّ شيء وبالقدرة الربانية وفيها يتحقق وعد الله للمؤمنين بالرضوان ودخول الجنَّة كما يتحقق وعده للكافرين بالعذاب والنَّكال. ولعظم شأنها وأَمْرِها كرَّر ذكرها.
ثم ذكر سبحانه بعض الأمم المكذِّبة بالقيامة كقوم ثمود وعاد وأَخذ سبحانه يُفصِّل طرق إِهلاكهم فذكر أَن قوم ثمود أهلكوا بالصيحة بسبب ذنوبهم وطغيانهم. وأَما عاد فأهلكوا بريح باردة شديدة الصوت عتت عليهم بلا شفقة ولا رحمة وقد دامت عليهم سبِع ليال وثمانية أَيام بلا انقطاع ولا فتور فمزقتهم تمزيقا مستأْصلا حتى صاروا صرعى مطروحين على الأَرض كأَنَّهم أصول نخل خاوية هامدة من طول مكثها وفسادها ولم يبق منهم أَحد بل هلكوا عن آخرهم ثم عرض سبحانه و تعالى بذكر فرعون وأقوام قبله وأَهل المؤتفكات الذين اقترفـوا الذنوب والخطايا والآثام وعصوا رسل الله فأخـذهم الله أَخذاً شديداً مهلكاً. وبعد هذا أَخذ سبحانه يمتن على عباده بحمله لآبائهم على سفينة نوح حينما فاض الماءُ و طغى وملأ الآفاق وذلك في زمن نوح عليه السلام. حين أنجاهم من الغرق وجعلهم في مأمن منه. وجعل نجاة المؤمنين وإغراق الكافرين عظة وعبرة لدلالتها على كمال قدرة الصانع وحكمته وسعة رحمته. ويفهم ذلك ويسمعه أذن عقلت عن الله فانتفعت بما سمعت من كتابه.
وبعد هذا أخذ سبحانه يصور الحال يوم القيامة وما فيه من الأهوال حينما يحين الحق وينفخ في الصور وترفع الأرض والجبال ويضرب بعضها بعضاً حتى تصير بعد الدك كتلة واحدة... وحينئذ تقف الملائكة على جميع الأرجاء والجوانب ويحمل عرش الله يوم القيامة ثمانية من الملائكة ويعرض الناس على الله للحساب والجزاء دون أَن يخفى عليه شيء من أمور عباده...ما يستفاد من الآيات:
1 - تعظيم يوم الجزاء والحساب وما فيه من الأهوال.
2 - بيان عاقبة الأمم المكذِّبة لرسلها.
3 - الإيمان بالملائكة وأنَّهم من خلق الله لا يعصون الله ما أمرهـم.
4 - الإِيمان بالعرش وأنَّه سبحانه يستوي عليه استواءً يليق بعظمته وجلاله.
5 - إطلاعه سبحانه على سرائر الإِنسان والكشف عن خفيَّاتها يوم القيامة.