السومرية نيوز/بغداد

أعرب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز عن تفاجئه بتلميح الرئيس اللبناني ميشال سليمان، بتورط تل أبيب في تفجير الذي وقع في بيروت الخميس الماضي، وذلك قبيل لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في القدس أمس الجمعة.

بيريز: لبنان تتهمنا وصواريخ حزب الله في بيتهم

وقال بيريز إن "كانت مفاجأة لي أن يتهم الرئيس اللبناني إسرائيل، كيف له أن ينظر باتجاه إسرائيل ويتهمها اتهاماً كهذا، في حين أن حزب الله موجود داخل البيت اللبناني مع صواريخه وقنابله ويقوم بقتل الناس في سوريا".

وأضاف "ليس لإسرائيل علاقة بما يجري في لبنان، وكل ما نريده هو استقرار هذا البلد ووحدته".

وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان قد ندد الخميس (15 آب 2013)، بالتفجير الذي هز الضاحية الجنوبية لبيروت ووصفه بالعمل الإرهابي والإجرامي الجبان، وقال إن "هذا الأسلوب الإجرامي يحمل بصمات الإرهاب وإسرائيل لزعزعة استقرار وصمود اللبنانيين".

الانتقام من حزب الله

إلى ذلك قللت مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية من أهمية تصريحات سليمان وتلميحاته، ورأت في تصريح لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن "تصريحات سليمان لا تعبّر عن رأيه الحقيقي وهي ترديد وقراءة لصفحة من كتاب حزب الله، إذ أن اتهام إسرائيل يأتي نتيجة للمسدس المصوب إلى رأسه، وهو نفسه لا يصدق الكلام الذي يخرج من فمه".

وتضيف "حزب الله موجود في الأزمة ويتهم إسرائيل تلقائياً، وقد كان واضحاً أن الانتقام من حزب الله آتٍ، على خلفية تورطه في القتال في سوريا".

النار اشتعلت بعباءة نصر الله

ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى، تأكيده أن ما حصل في الضاحية "لم يكن مفاجئاً بعد التوقعات الإسرائيلية المعلنة في السابق عن بدء انزلاق الحرب في سوريا إلى لبنان".

وأشار المصدر إلى أن "رئيس الأركان بني غانتس تحدث قبل مدة وتنبأ بأن النار بدأت تشتعل بعباءة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله"، مبيناً أن "نبوءة غانتس بدأت بالتحقق وباتت واقعاً، والنيران تجاوزت أطراف العباءة، وها هي سيارة مفخخة تنفجر في بيروت، وتسبب دماراً كبيراً".

نصر الله: سأذهب بنفسي للقتال في سوريا

يشار إلى أن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، أعلن أمس الجمعة في خطاب ألقاه خلال احتفال للحزب أقيم في بلدة عيتا الشعب جنوبي لبنان، في الذكرى السابعة لنهاية الحرب بين إسرائيل والحزب، استعداده للتوجه شخصياً إلى سوريا والقتال في مواجهة "الإرهابيين التكفيريين" الذين رجح أن يكونوا خلف تفجير سيارة مفخخة يوم الخميس الماضي في معقل الحزب بالضاحية الجنوبية لبيروت.

وأكد نصر الله "إذا كان لدينا 5 آلاف مقاتل في سوريا فسيصبحون 10 آلاف"، مشدداً "إذا احتاجت المعركة مع هؤلاء الإرهابيين التكفيريين أن أذهب أنا وكل حزب الله إلى سوريا، سنذهب".

تعزيز الثقة بالمقاومة

من جانبه، يرى الكاتب والباحث السياسي اللبناني مالك أبي نادر، أن "خطاب حسن نصر الله أمس الجمعة كان خطابا مسؤولا، ومن موقع المسؤولية هدد في الوقت نفسه الجماعات الإرهابية التكفيرية بالرد والملاحقة".

وأشار إلى أن الخطاب "استعرض عدة حقائق تثبت أن المقاومة عين ساهرة وهي تتابع مع الدولة اللبنانية ما جرى من اعتداءات وتفجيرات إرهابية وتوصلت إلى اكتشاف من يقف وراء هذه الاعتداءات"، لافتاً إلى أن ذلك "يعزز ثقة جمهور المقاومة بقيادته ويعزز تمسكه بالصبر وضبط النفس والابتعاد عن ردود الفعل الانفعالية والعاطفية".

"الجهة التي فجرت تشبه حزب الله"

بدوره، رفض رئيس الموساد الإسرائيلي السابق داني ياتوم، اتهام إسرائيل بوقوفها خلف التفجير، مشيراً في حديث إذاعي، أمس الجمعة، إلى أن "أقوال الرئيس اللبناني وغيره من المسؤولين اللبنانيين باتهامهم إسرائيل، ليست جدية ولا يصدقها حتى من يطلقها".

ويضيف أن "تفجير سيارة مفخخة يهدف إلى القتل من دون تمييز بين النساء والأطفال، وهذا السلاح هو سلاح منظمات إرهابية"، مرجحاً "أن تكون الجهة التي قامت بالتفجير، شبيهة في جوهرها بحزب الله، وقد تكون إحدى التنظيمات العاملة في الساحة السورية".

يذكر أن سيارة مفخخة انفجرت، الخميس (15 آب 2013)، في منطقة الرويس التابعة للضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت، وأسفرت عن مقتل 14 شخصا وإصابة أكثر من 200 آخرين.