حرية التعبير عن الرأي
" لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية."
المادة 19 من "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان"
تظهر حرية التعبير عن الرأي في إعلان حقوق الإنسان ملازمة لحرية التفكير، وليس ذلك من باب الصدفة. فالحرية في التفكير بشكل حر، مرهونة بالحرية في التعبير عن هذه الأفكار، لأن الأفكار التي لا يمكن التعبير عنها، تبقى في عقل المفكر الفرد. القدرة على الإقناع وتبادل الآراء والأفكار، وانتقاد السلطة، والتعبير عن الخصوصية الكامنة في كل إنسان، مرهونة بوجود حرية التعبير.
تشكل حرية التعبير شرطا لتحقيق حريات أخرى كثيرة. فعلى سبيل المثال تستند حرية التعبير في النظام الديمقراطي على انكشاف الجمهور لتشكيلة من الآراء المختلفة. وتتعلق حرية الإبداع هي الأخرى بصورة مباشرة بحرية التعبير. بل يمكن القول إن كل نضال من أجل حقوق الإنسان، سواء كان المقصود نضال من أجل المساواة أو من أجل تحقيق حرية ما، يفترض كخطوة أولى وجود حرية التعبير. الإقناع، المظاهرات، العرائض، الخطابات، المقالات في الصحف، أشعار الاحتجاج- كل هذه مشمولة في هذه الحرية العامة.
تعتمد التبريرات الكلاسيكية لحرية التعبير على الفرضيات الآتية:
الإنسان كائن ذكي: خلافا للمفاهيم التي توجه الديكتاتوريات، والتي ترى أن الإنسان البسيط غير قادر على التمييز بين الخير والشر، فإن الفرضية الديمقراطية الأساسية تقول بأن الإنسان قادر على الاختيار بين ما هو جيد له من مجمل خيارات، ولذلك هناك فائدة من انكشافه على أراء مختلفة.
حرية التعبير حتمية لكشف الحقيقية: فقط من خلال نقاش حر يمكن اكتشاف الرأي الصحيح. فقد يكون الرأي الذي تم إخفائه هو بالذات الرأي الصحيح.
الحقيقة تقوى عبر محاربة الكذب: حتى إذا كان الرأي المسموع غير صحيح، فإن الرأي الحقيقي سيتغلب عليه ويقوى بفعل مواجهة الكذب.
حرية التعبير ضرورية للعملية الديمقراطية السليمة: تمكِن حرية التعبير انتقاد السلطة،كما تتيح إمكانية تغيير الواقع السياسي بطرق إقناع عقلانية دون الانجرار إلى العنف.
على الرغم من قوة المبررات المؤيدة لحرية التعبير، إلا أنه يمكن أن نشاهد على امتداد سنوات وجود دولة إسرائيل، المرة تلو الأخرى، كيف تصطدم حرية التعبير مع حقوق الإنسان وقيم ومصالح مختلفة. إن محاولة إيجاد توازن بين الحفاظ على حرية التعبير، من جهة، وبين الدفاع عن حقوق أخرى ومصالح مختلفة، من جهة أخرى، يقلق الجهاز القضائي كثيرا. نورد فيما يلي أمثلة آنية من شأنها أن توضح للتلاميذ الصعوبات التي تثيرها حرية التعبير، ولكن أيضا ضرورات وجودها.
باروخ مارزل يطالب بالسماح له بتنظيم مسيرة في أم الفحم: طلب ناشط اليمين المتطرف، باروخ مارزل، عشية الانتخابات للكنيست، السماح له بتنظيم مسيرة في قلب مدينة أم الفحم العربية. طلبت الشرطة منع إجراء التظاهرة لمنع المس بأمن الجمهور، ومنع المس بمشاعر السكان العرب, رفع مارزل التماسا لمحكمة العدل العليا بادعاء المس بحرية التعبير عن الرأي. قبلت محكمة العدل العليا الالتماس وألزمت الشرطة بإجراء المظاهرة. تم تحقيق التوازن بين حرية التعبير وبين سلامة الجمهور من خلال إخراج مسار المظاهرة من قلب مدينة أم الفحم إلى أطراف المدينة.
مسيرة المثليين الجنسيين في القدس: طلبت منظمات تعمل من أجل حقوق أصحاب الميول الجنسية المغايرة، إجراء مسيرة "الفخر والاعتزاز" في القدس. أثارت المبادرة معارضة شديدة في صفوف جهات دينية تعيش في القدس وخارجها. ردّت محكمة العدل العليا التماسا قدم لها طلب فيه مقدموه منع إجراء المسيرة بدعوى المس بالمشاعر الدينية. وقال القضاة: "في مجتمع ديمقراطي، يحق لكل إنسان وكل مجموعة أن تعرب وتظهر تمايزها بالطرق التي ترغب بها في إطار القانون، وبضمن ذلك الانكشاف على الجمهور الواسع بواسطة الاجتماعات والمسيرات. هذا الحق هو حق دستوري مدرج ضمن أسس حقوق الإنسان".
فيلم جنين جنين: أنتج المخرج محمد بكري فيلما عن عمليات الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين في نيسان 2002، خلال عملية "السور الواقي" وادعى بتنفيذ مجزرة في المخيم. ومن بين ما جاء في الفيلم أن الجيش الإسرائيلي، أصاب بشكل مقصود نساء ومسنين ومعاقين. منع مجلس الرقابة عرض الفيلم في البلاد بدعوى وجود تزييف خطير للحقائق تحت ستار العمل الوثائقي وكذلك، بادعاء المس بمشاعر الجنود مسا خطيرا. التمس محمد بكري إلى محكمة العدل العليا التي قضت بالسماح بعرض الفيلم. وجاء في حيثيات القرار: إن حرية التعبير هي قيمة أساسية في النظام الديمقراطي، وحتى يتسنى المسّ بها ينبغي توفر خطر حقيقي على النظام العام. لم يبد لنا الأمر كذلك في هذه الحالة. زيادة على ذلك يجب إتاحة المجال أمام الجمهور ليحكم بنفسه على مضامين الفيلم وتحديد الحقيقة. قرر مقاتلون، ممن شاركوا في المعارك في جنين تقديم دعوى قذف وتشهير ضد محمد بكري، وهي الآن في أروقة المحاكمة العليا.
هذه أمثلة حية تضاف على ملفات أصبحت علامات فارقة في النقاش حول حرية التعبير في إسرائيل- قضية الباص خط 300، منع مسرحية أفرايم يعود إلى الجيش، والسماح بعرضها من المحكمة العدل العليا، وقرار محكمة العدل العليا في قضية صحيفة "كول هعام" وغيرها.
سؤال "ما الذي يسمح قوله؟"، يتكرّر كثيرا في الواقع الإسرائيلي اليومي. نعتقد أن نقاشا حيا حول حرية التعبير، عبر طرح الأسباب التي تعلل ذلك إلى جانب المصاعب المرافقة لتطبيقها، سيساهم في إيجاد الجواب لهذه المسالة المعقدة.
قراءات إضافية:
قرار محكمة العدل العليا في ملف جنين جنين
قرار محكمة العدل العليا في ملف مسيرة المثليين في القدس
قرار محكمة العدل العليا في التماس كهانا ضد سلطة البث
HYPERLINK "http://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L-3614683,00.html" "ניצחון בעליון למרזל: יצעד עם דגל באום אל פאחם"/ אביעד גליקמן, YNET, 29/10/08
HYPERLINK "http://www.tau.ac.il/law/clinics/files-for-clinikan/condoms.pdf" "קונדומים על אוטובוסים – על תהליך גיבושה של פשרה בתיק חופש ביטוי"/ דורי ספיבק
أهداف الحصة
1. التعرف على حرية التعبير ومبرراتها.
مواجهة حالات التناقض بين الحفاظ على حرية التعبير وبين حماية مشاعر الجمهور.
3. رسم الحد الفاصل بين حرية التعبير وبين التحريض.
شريحة العرض المرفقه:
HYPERLINK "http://www.acri.org.il/HRkit/Arabic/PPT/expression-ar.ppt" http://www.acri.org.il/HRkit/arabic/...ression-ar.ppt
سير الحصة
كاريكاتير حرية تعبير+ التعرف على مصطلحات: 10 دقائق
أساليب ومناهج رئيسية قسم أ- حدود التسامح:13 دقيقة
عرض الموضوع - مبررات حرية التعبير+ نقاش:10 دقائق
مناهج رئيسية قسم ب- حدود التسامح+نقاش: 15 دقيقة
أسئلة للفرصة في الحصص المضاعفة/ وظيفة للحصة القادمة
طرح الموضوع - حرية التعبير والمس بالمشاعر+ محكمة صورية:20 دقيقة
طرح الموضوع - حرية التعبير والتحريض: 20 دقيقة
إجمال: 5 دقائق
مناهج استهلالية ـ رسم كاريكاتيري وتعرف على المصطلحات(10) دقائق
يبدأ المعلم الحصة معلنا عن الموضوع - حرية التعبير. بعد ذلك يجب لفت أنظار التلاميذ إلى الرسم الكاريكاتيري المرفق HYPERLINK "http://www.acri.org.il/education/wp-content/uploads/2011/03/demonstration-ar.pdf" http://www.acri.org.il/education/wp-...tration-ar.pdf
، حيث تظهر بنت تقف إزاء جمهور متظاهرين يحملون لافتات كتبت عليها شعارات كراهية، وهي تسأل: "هل يحق لهم قول هذه الأشياء؟". مهم جدا الانتباه للسؤال الذي تطرحه البنت في الرسم الكاريكاتيري. ما سنحاول أن نفهمه في هذا الدرس هو ما الذي يسمح قوله في إطار حدود الديمقراطية، ومتى نفرض الحدود ونمنع من شخص ما الحق في التعبير عن نفسه باسم المحافظة على حقوق الآخرين.
تعريف على اللوح
حرية التعبير: حق كل إنسان بالتعبير عن رأيه ومواقفه دون
أن تفرض عليه قيود تعسفية
نقاط للمناقشة ـ (مع توجيه التلاميذ للكاريكاتير):
ماذا يحدث في الرسم؟من هم المتظاهرون باعتقادكم؟ ما هو الشعور الذي يولده هذا الرسم؟ هل يوجد عنف في الرسم؟
ما هو رأيكم؟ هي يجوز قول أمور كهذه؟
يطمس الرسم، عن سابق قصد اللافتات، لذلك ليس واضحا إذا كانت الشعارات المكتوبة هي "الموت للعرب" أو "أخرجوا المستوطنين". لذلك من المهم أن نسأل: هل جوابكم على السؤال "هل يجوز قول أمور كهذه" مرتبط بالسؤال ضد من موجّهة هذه الشعارات؟
من الطبيعي أن يكون سهل علينا أن نسمع شعارات نوافق معها، ويصعب علينا سماع آراء لا نوافق معها. فكلما عارضنا رأيا معينا فإننا نرغب أكثر بتقييد حرية تعبير من يقول بهذا الرأي.
منهاج رئيسي قسم أ ـ حدود التسامح (10 دقائق)
الهدف: تعامل كل تلميذ بصورة شخصية مع التناقض/ الصدام بين حرية التعبير وبين قيم يؤمنُ بها.
الطريقة: نطلب من التلاميذ أن يكتبوا على ورقة موقفا واحدا أو أكثر، تثيرهم أكثر بكثير إذا سمعوها خلال تظاهرة تمرّ تحت بيتهم. بكلمات أخرى ما هو الشعار لذي يزعجهم سماعه أكثر من أي شعار آخر، وما هو الرأي الذي ليسوا على استعداد، بكل بساطة، قبوله، والذي يمثل الاستماع إليه معاناة حقيقية بالنسبة لهم. لا نقرأ في هذه المرحلة ما كتبوه، وإنما نقوم فقط بطي الأوراق.
سؤال: شاهدنا الآن أن حرية التعبير يمكن لها أن تهدد القيم الأهم عندنا، وأن تهدد أغلى ما نملك. ماذا يبرر ذلك باعتقادكم؟ بكلمات أخرى، ما هي حاجتنا أصلا لهذا الشيء المسمى "حرية تعبير"، والذي يمكن أن يمس بهذا الكم الهائل من الأشخاص؟
انتبهوا، إلى أننا لا نطلب في هذه اللحظة من التلاميذ أن يقرروا هل يجب السماح لمظاهرات تثير غضبهم أم لا، وإنما نستخدم فقط هذه الوسيلة لنجعلهم يدركون الصعوبة التي تفرضها حرية التعبير، كمقدمة للسؤال هل هي ضرورية أصلا؟
عرض موضوع: مسوّغات حرية التعبير (10دقائق)
بعد أن يذكر التلاميذ مسوّغات مؤيدة لحرية التعبير، من المهم أن نعرض عليهم باختصار المسوّغات الجوهرية، وربط ما ذُكر في الصف بهذه المسوّغات الأربعة:
طبيعة الإنسان: الفرضية الأساسية في الأنظمة الديكتاتورية هي أن الإنسان غير قادر على أن يختار بحكمة لذلك يجب منع انكشافه على مواقف تختلف عن مواقف الزعيم أو النظام، الذي يعرف كل شيء. في المقابل تقول الفرضية الأساسية للديمقراطية أن الناس قادرون على الاختيار بما يصلح لهم، من بين مجمل الآراء المطروحة.
2. حرية التعبير هي أداة لكشف الحقيقة: إذا كان الرأي المكبوت صحيحا، فإن المسّ بحرية التعبير سيمنعنا من استبدال الموقف الخاطئ الحاكم، بموقف أكثر صدقا.فعلى سبيل المثال: طورد غاليلي من قبل الكنيسة بعد أن ادعى أن الأرض تدور حول الشمس وليس العكس. إن إسكات موقفه منع تطور العلم. وحتى إذا كان الرأي المكبوت كاذبا فإن الحقيقة تقوى من محاربة الكذب.
3. منع استبداد النظام: يمسّ النظام في كثير من الحالات حرية التعبير من أجل تبرير نفسه. فالنظام لا يعزز دائما الحقيقة، والمس بحرية التعبير من شأنه أن يمنع انتقادات مهمة ضده. فمثلا: في إسرائيل في سنوات الخمسين، كان يمنع نشر معلومات محرجة للحكومة حتى لا يغضب الجمهور منها.
4. تحقيق الذات: حتى إذا كان الإنسان مخطئا فإن كم الأفواه يشكل مسّا خطيرا بكرامة الإنسان وحريته. يحق للإنسان أن يعبر عن رأيه وأن يحقق بهذه الطريقة ذاته دون أن "يكمموا فمه" وإلا فإن المسّ به والشعور بالإهانة قد يقودان إلى أعمال أكثر خطورة، بل وحتى للعنف.
يلخص هذه الأمور، جيدا، القول المشهور لفولتير، فيلسوف التنوير الفرنسي:
لا أوافق مع أي كلمة مما تقول لكنني مستعد للموت دفاعا عن حقك بقول ما تريد.
نقاط للنقاش:
ما رأيكم بجملة فولتير؟
هل تعتقدون أن حرية التعبير هي قيمة مهمة لدرجة أنها تستحق القتال حتى الموت دفاعا عنها.
منهج رئيسي الجزء الثاني : حدود التسامح (15 دقيقة)
الهدف: تعامل شخصي من قِبل كل تلميذ لحالات تناقض بين حرية التعبير وبين قيم مهمة برأيه.
الإجراء: نطلب من التلاميذ أن يقرءوا ما كتبوه سابقا. نسألهم ما إذا كانوا سيسمحون بمظاهرة تعبر عن الموقف الذي سبق أن قالوا أنه يستفزهم. علينا أن نحاول إثارة النقاش بين التلاميذ وبين أنفسهم - إذا قال تلميذ بمنع مظاهرة لليسار، مثلا، ثم عاد وأيد تنظيمها علينا أن نسمح للتلاميذ بمواجهة بعضهم البعض. لنحاول خلق استفزاز بالاتجاه المعاكس لموقف مجمل الصف. إذا أيدت الأغلبية حرية الرأي في كافة الأوضاع، نسألهم ماذا عن مظاهرات للنازيين الجدد؟ إذا أيدت الأغلبية تقييد حرية التعبير- نطرح عليهم تحديا بمساعدة المبررات التي طرحت أعلاه.
أسئلة للنقاش:
ما هي الحقوق التي اصطدمت بحرية التعبير، في الحالات التي تم ذكرها؟ جواب محتمل: من المنطق الافتراض أن التلاميذ سيذكرون حالات تم فيها المس بمشاعر الجمهور، أو بمشاعر دينية أو المس بالسلامة العام للجمهور، والمس بأمن الدولة وغيرها. من المهم أن نكتب على انفراد مختلف الحقوق المتناقضة.
إلى أي حد يمكن الحسم موضوعيا في كل حالة، وما هو مدى تأثر حدود تسامحكم تجاه حرية التعبير من آرائكم الشخصية.
تعريف المهمة:
أجيبوا على الأسئلة التالية كتابيا:
هل تعرفون أمثلة آنية، أخرى عن تناقضات تتعلق بحرية التعبير في الدولة؟ كيف يجب باعتقادكم البت فيها؟ حاولوا تعليل إجاباتكم على أساس المبررات المؤيدة لحرية التعبير، وعلى أساس تناقض محتمل بين حرية التعبير وبين حريات أخرى.
ما هو رأيكم في حرية التعبير في المدرسة؟ هل هي مقيدة، وإذا كان الجواب نعم فلماذا؟
إذا كانت الحصة مضاعفة، فيمكن تقسيم الصف على فرق ثنائية تعمل لمدة عشر دقائق بإشراف المعلم. يستحسن إحضار صحف قديمة للصف.
حرية التعبير ـ القسم الثاني
عرض موضوع: حرية التعبير والمس بالمشاعر( 20 ) دقيقة
تمس حرية التعبير لشخص ما، في أحيان كثيرة، بمشاعر شخص آخر: فالمثليون جنسيا الذين يريدون التظاهر وتنظيم مسيرة علنية في القدس قد يمسون بمشاعر المدنيين، ناشط اليمين المتطرف، باروخ مارزل، الذي يرغب بالتجول في قلب المدينة العربية أم الفحم، من شأنه أن يمس بمشاعر سكانها، أما المخرج محمد بكري الذي أخرج فيلما عن عمليات الجيش في جنين فقد مسّ بمشاعر الجنود الذي شاركوا في القتال وتمّ تصويرهم كقاتلين.
سنفحص خلال الحصة، بصورة عميقة، مسألة جارية تتعلق بالمس بالمشاعر القومية ـ مظاهرات اليسار والعرب، مواطني دولة إسرائيل، ضد حملة "الرصاص المصبوب"، والتي أثارت ردود فعل غاضبة في إسرائيل. وبما أن الموضوع لم يصل إلى أروقة محكمة العدل العليا، فأمامنا فرصة لإجراء محكمة داخل الصف، لا تتأثر بقرارات قائمة، وبهذه الطريقة نطور التفكير المستقل.
ملاحظة: يمكن طبعا اختيار أي حالة أخرى من الحالات التي طرحت في سياق الأمثلة، أو حالة اختبار مغايرة، راجعوا المواد الأولية المرفقة والتوصيات لقراءة المزيد.
منهاج: محكمة صورية
الأهداف: أن يتعامل التلاميذ مع مسألة آنية لحالات التناقض بين حرية التعبير وبين المشاعر القومية.
الإجراء: يعرض المعلم خلفية القضية. بعد ذلك يطلب من التلاميذ أن يقسموا أنفسهم لمجموعتين ـ دفاع وادعاء. يُطالب الادعاء بمنع إجراء المظاهرة، بينما سيقف الدفاع إلى جانب حرية التعبير، مطالبا بالسماح بها. يوصى بإفساح المجال للتلاميذ القيام ببناء طعونهم بقواهم الذاتية، ولكن يمكن مساعدتهم عبر تفاصيل من المعلومات ذات صلة. كما يمكن توزيع ادعاءات النيابة والدفاع، التي استخدمت في قضية فيلم جنين جنين على التلاميذ حتى يتمكنوا من استخدام واعتماد ادعاءات مناسبة منها.
هام: عدم السماح بأن يقسم التلاميذ أنفسهم بصورة طبيعية حسب مواقفهم، يمينيين أو يساريين، لأن النقاش يتناول مسألة حرية التعبير وليس مواقف من حملة "الرصاص المصبوب"، أو النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وما شابه ذلك. إذا انجرف النقاش باتجاه المواضيع السياسية، علينا أن نذكرهم أن النقاش هو حول حرية التعبير، وليس مسالة شرعية الحملة. أي أنه حتى من يعتقد منهم، بأن الحملة شرعية، فعليه أن يسال نفسه هل الانتقادات الموجهة للحملة لا تزال شرعية بنظره.
خلفية للقضة: في شهر كانون أول/ ديسمبر 2009 بدأ الجيش الإسرائيلي حملة "الرصاص المصبوب" في قطاع غزة. كانت ذريعة الحملة إطلاق صواريخ كاتيوشا على بلدات سدروت ومحيط غزة. قامت منظمات اليسار، وبموازاة العمليات القتالية، بعمليات احتجاج، منها مظاهرات صاخبة، وإطلاق العبارات القاسية ضد جنود الجيش الإسرائيلي.
مواد مساعدة لأقوال الادعاء: كيف يمكن أن نسمح في الوقت الذي يعيش فيه الشعب الإسرائيلي في حرب، وبينما يقوم مئات الجنود بتعريض حياتهم للخطر للدفاع عنا، بتشويه صورة الجيش بأكمله؟ كيف ستشعر عائلات الضحايا التي ضحت بأبنائها عندما تشاهد المظاهرة في التلفزيون؟ كيف سيشعر كل المقاتلين الذي وصلوا الليل بالنهار في الميدان، عندما، تقوم مجموعة، في أوج المعركة، بدلا من تأييدهم، بتنظيم مظاهرات كهذه؟ فالمظاهرات تصور نشاطات الجيش بصورة مشوهة ومزيفة وبشعة وشريرة وهي ستمس بصورة بالغة بمشاعر الجمهور اليهودي.
مواد مساعدة لأقوال الدفاع: حتى إذا كان اليسار مخطئا ، فلا يمكن كم الأفواه لكل منظمة تجرؤ على انتقاد السلطة أو السياسة المقبولة. حتى إذا كنا في خضم حرب، فلا يجوز أن يكمموا لنا أفواهنا إلى أن يحل السلام، فمن الواضح أن السلام لن يتحقق هنا في السنوات القريبة. لا تملك السلطة صلاحية الحسم في تعريف "الحقيقة" ومنع مصطلحات لا تعجبها لأن ذلك سيقود إلى مسّ خطير بالديمقراطية. حدد رئيس محكمة العدل العليا سابقا، القاضي أهرون براك، في حينه ردا على المقارنة بين جنود الجيش الإسرائيلي وبين النازيين بالقول: " لقد كنت بنفسي طفلا أيام المحرقة... إن المقارنة بين جندي ألماني وبين جندي يهودي يلسع قلبي. مع ذلك فإننا نعيش في دولة ديمقراطية يشكل فيها لسع القلب هذا، هو نفسه قلب الديمقراطية وجوهرها".
نقاط للنقاش
ما هو رأيكم؟ كيف يجب على القاضي أن يحكم في مثل هذه الحالة؟
هل يجب أن تقيد الدولة، في حالة حرب، حرية التعبير لمعارضي الحرب؟ إلى أي حد؟ ما هي أخطار تقييد حرية التعبير في مثل هذه الحالة؟
يجب التمييز بين المستوى الأخلاقي وبين المستوى القانوني: فقد يكون المس بالمشاعر أمرا غير أخلاقي، لكنه لا يجعل ذلك بالضرورة أمرا غير قانوني. مثلما أن الخيانة الزوجية ليست أخلاقية- فهي تمس بالمشاعر- فإنها ليست خارجة على القانون. ما هو رأيكم؟
هل يجب تحديد المحافظة على المشاعر، كحق من حقوق الإنسان؟ هل المسّ بالمشاعر يشكل خطرا مثلا مثل المسّ بالمساواة أو بالحق بالصحة؟ مهم: المحافظة على المشاعر ليست معرّفة كحق إنساني، مع أنها تقترب جزئيا من حق الإنسان بحفظ كرامته؟
كيف يمكن إذا، على الرغم من كل ذلك، أن نتعامل مع المسّ بالمشاعر؟ جواب محتمل: يمكن الردّ على ذلك عبر استخدام حق التعبير ـ خطابة، وكتابة، أو عبر مقالة في الصحيفة أو مظاهرة مضادة تؤيد عمليات الجيش.
لا حاجة للوصول إلى قرار حسم قضائي، ولكن يستحسن سؤال التلاميذ كيف كانوا سيقيمون قرار حكم نظري في إسرائيل أو في دول أخرى بهذا الخصوص...
عرض موضوع: حرية التعبير والتحريض(20) دقيقة
تحدثنا لغاية الآن عن التناقض بين حرية التعبير وبين مشاعر الجمهور. ولكن ما الذي يحدث في حالات تهدد فيها حرية التعبير على شيء أساسي أكثر من مشاعرنا- يهدد مجرد وجودنا؟ سنتحدث في هذا القسم عن التحريض:
التحريض: تعبير هدفه إقناع جمهور من الناس بارتكاب جريمة
نقاط للنقاش
هل يمكن لتعابير معينة أن تدفع أشخاصا معينين إلى استخدام العنف ضد أشخاص آخرين؟ بل وحتى قتلهم؟ هل عندكم أمثلة؟ أجوبة محتملة: تحريض على تنفيذ العمليات، اغتيال رابين، التحريض ضد جمهور المثليين والمثليات جنسيا الذي قد يقف وراء جريمة القتل في مركز الشبان المثليين جنسيا، وشعارات "الموت للعرب".
هل يمكن حقا الادعاء أن جرائم القتل هذه نفذت بسبب تصريحات وعبارات سبقت لوقوعها؟ مثلا: ي هل اختار يغئال عمير، وهو رجل بالغ، بقرار شخصي منه، ولذلك لا حاجة لاتهام حاخامات وسياسيين لمجرد أنهم قالوا شيئا ما؟
ما هو رأيكم ـ عندما يصرخ أحدهم "الموت للعرب" قبل أن يضر أحدا جسديا، بماذا يمكن اتهامه؟ فهو عمليا يعبر عن رأيه..ربما علينا الانتظار إلى أن ترتكب جريمة وفقط عندها اتهام شخص ما؟
أليس من المحتمل أن يؤدي الخوف من التحريض على منع نقاش جماهيري في مسائل مهمة؟ ألا يوجد خوف من كم الأفواه بذريعة "الوقاية من التحريض"؟
في عام 1984 أنتخب الراب مئير كهانا للكنيست، بعد أن كان دعا إلى الحكم بالسجن الفعلي على زوجين مختلطين، من اليهود والعرب، وحمل آراء عنصرية ضد السكان العرب. منعت سلطة البث تغطية نشاطات كهانا سعيا لضمان عدم استغلال وسائل الإعلام الرسمية منصة للتحريض ضد مواطنين، وإطلاق تصريحات تمس بدولة إسرائيل. ما هو رأيكم- هل يسمح تقييد حرية التعبير بهذا الشكل؟ للمعرفة: قررت محكمة العدل العليا أن سلطة البث ملزمة ببث أقوال كهانا ـ لكن كهانا نفسه لم يعد للكنيست بعد أن أخرج حزبه خارج القانون.
قرب تنفيذ خطة الانسحاب من قطاع غزة، رفعت لافتات تحمل شعار "شارون ديكتاتور" و" الانسحاب لن يمر" ـ ما هو رأيكم، هل هذا تحريض؟ للمعرفة: حدد المستشار القضائي للحكومة، مني مزوز أن ذلك ليس تحريضا.
تلخيص تعلمنا خلال الحصة عن الأهمية العظمى لحرية التعبير لبقاء ديمقراطية حقيقية لكننا رأينا، أيضا، التحديات الكامنة في المحافظة على حرية التعبير في أوضاع مختلفة - مقابل المس بمشاعر الجمهور، وعلى ضوء الخوف من التحريض.
القاضية فروكتشيا، محكمة العدل العليا، ملف 07/5277،2007.
" ليس التحريض هو الذي سبب اغتيال رابين"- قال المستشار القضائي للحكومة اليوم، أمام لجنة مراقبة الدولة: أعرف أننا اعتدنا أن نذكر بجريمة اغتيال رابين قبل 10 سنوات باعتبارها نتيجة لتحريض. أعتقد أن أحدا لم يثبت لغاية اليوم هذا الأمر، فلا يوجد أي مؤشر لذلك والأمر الوحيد الواضح الذي يمكن قوله هو أن القتل نتيجة لفشل في الحراسة". وأضاف مزوز: " نحن لا نؤمن بتطبيق القانون وفق مزاج الجمهور وتحولاته". ووفقا لأقواله فإن: للمزاج الجماهيري ـ تأثير ولكن لا يمكن توظيفه كذريعة لكم الأفواه. تم بعد اغتيال رابين تقديم لوائح اتهامات على مجرد تصريحات وتفوهات، وباستثناء حقيقة أن أغلبها انتهى دون أي نتيجة، فإن ذلك لم يمنع وجود معركة انتخابية هي الأشد في تاريخ الدولة، ولم يمنع صدور تفوّهات شديدة من كافة الاتجاهات" 2005/8.