ياكهوتك عزاوي من الاغاني التراثية القديمة والتي لازال يتغنى بها عدد من المطربين والمجاميع الغنائية، ومع ذلك لم تنسب لمطرب او مطربة معينة كونها اغنية من الفولكلور العراقي القديم وتتميز بالكلمات السلسة واللحن الجميل، ويقال ان احد الشعراء الذين كانوا يرتادون المقهى كتب الأغنية المشهورة (يا كهوتك عزاوي) بعد ان حدث خلاف بين شاب واسطي وصاحب المقهى، أدى الى عودته الى محافظته والذي أدى الى حرمان رواد المقهى من خدماته ولحسن أدبه وخلقه العالي ونزاهة تصرفه وروحه الطيبة ومعاملته لرواد المقهى، وتناقصهم بمرور الأيام، وتحولهم الى المقاهي القريبة، ما دفع بصاحب المقهى الى التخلي عنها وبيعها.
لقد كتب احد الشعراء كلمات تلك الأغنية المشهورة والتي ما زالت ترددها الألسن والتي مطلعها كما جاء في مجلة الاذاعة والتلفزيون العدد الخامس- حزيران 1965 :
وافراكهم بجاني
جل الماطليه بالضلع
بيك اشترك دلالي
يكلون حبي زعلان
ياكهوتك عزاوي
بيها المدلل سلمان
***
سلم علي من بعيد
|وحواجبه هلال العيد
ممنون كلي شمتريد
سواها بي سلمان
***
يعجبني لكعد يمك
ابدال الورد واشتمك
الصوج كله من امك
سواها بي سلمان
***
لاركض وراهم وصيح
نوبه اجبح ونوبه اطيح
ماظل عظم بيه اصحيح
سواها بي سلمان
***
لاركض وراهم حافي
واعبيتي على اجتافي
حبه من الاسمر كافي
سواها بي سلمان
وكما ورد في مصادر متنوعة فإن مقَهَى عزاوي الشهير، كان احد المقاهي التي تميز باحتفالها وإحيائها ليالي رمضان، حيث يشهد خلال الشهر الجليل إقامة الألعاب الشعبية التي تقوم على الفراسة والتأمل، ومن أشهر تلك الألعاب (المحيبس والصينية والنقلة).
وهذا المقهى الشعبي الشهير اقترنت شهرته بالأغنية البغدادية الشهيرة (يا كهوتك عزاوي).. ويعود تأسيسه الى القرن التاسع عشر على وجه التقريب. وكان يقع في سوق الهرج ـ جانب الاحمدية ـ بجوار حمام الباشا منطقة الميدان. وعلى الرغم من ان صاحبه كان يدعى (حميد القيسي)، لكنه اشتهر باسم (كهوة عزاوي) نسبة الى شاب كان يعمل بها جاء من واسط اسمه (عزاوي). وهذا الشاب كما ذكر الحاج محمد كاظم الخشالي احد المطلعين والمهتمين بتأريخ المنطقة. كان يتمتع بصفات ومزايا أعجبت رواد المقهى، فقد كان اريحي النفس وطيبها، يلبي طلباتهم من دون ضجر او تململ، هذه وغيرها جعلت رواد المقهى يزدادون يوماً بعد آخر، الأمر الذي جعلهم يسمون المقهى باسمه.
وذاعت شهرة المقهى في أنحاء بغداد باسم (عزاوي) الذي كان يجيد عمل الشاي بطريقة مميزة، فضلا عن نظافة المقهى، حتى أصبح بمرور الأيام نقطة جذب للكثير الذين يؤمونه ويتلذذون بشايه ذي النكهة الطيبة والطعم الفريد
.وفي حديثه لنا ذكر الحاج محمد الخشالي بان صاحب المقهى كان يقيم الليالي الرمضانية وسائر الليالي، وعلى وجه الخصوص كان يدعو أشهر قراء المقام العراقي مثل نجم الشيخلي واحمد زيدان، وكانت تقام فيه الأعيب الظل من وراء ستارة شفافة يؤديها (عيواظ وكركوز) بإدارة (ارشد أفندي).. وكانت تلك الألاعيب تحتوي انتقادات وسخرية للأوضاع السائدة آنذاك تزعج الدولة.
المصدر : المورث