يضرب هذا المثل لمن هو قوي وشجاع، أو للفارس المغوار والبطل الصنديد، وكان العرب في الجاهلية، يتفاخرون بالانتساب الى اخواتهم «أخ الجازية مثلاً» ويشابه هذا المثل القائل رويان من بز أمه أي من ثدي أمه. ويدل هذا المثل على أن الشجاع يستطيع أن يحمي النساء والفتيات، وبالطبع أخته أولهما. حتى ان الاخت ايضا تتفاخر باخيها لانه هو الحامي لها من بعد والدها والذي ترفع راسها به امام زوجها ان كانت سيدة او آنسة . والكثير من الاخوات الاتي تفاخرن باخوانهن مما حصل مع السيدة زينب الى ابا الفضل (عليهما السلام ) . ان أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) كان وفاءً منه لما عاهد عليه أباه أمير المؤمنين (عليه السّلام) في حقّ أخته المبجّلة ، عقيلة بني هاشم ، السيّدة زينب (عليها السلام) وذلك في ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان أيضاً ، أي في ليلة استشهاد الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، حيث كان الإمام قد جمع خاصته وذويه وأولاده وبنيه للوداع معهم .لمّا رأت أباها أمير المؤمنين (عليه السّلام) قد جمع أولاده وأهل بيته ساعة الاحتضار ، وأخذ يودّعهم ويوصيهم ، ويعيّن الوصيّ والإمام من بعده عليهم ، تقدّمت إليه وقالت بكلّ حزن وأسى على ما كانت تراه بأبيها ، وعلى ما أخبرها به من وقعت كربلاء : اُريد يا أبتاه وأنت بعدُ في الحياة أن تختار لي من إخوتي مَنْ يواسيني في رخائي وشدّتي ، ويكفلني في سفري وحضري .فقال لها أمير المؤمنين (عليه السّلام) بكلّ عطف وحنان : (( هؤلاء إخوتك ورجال أهل بيتك فاختاري منهم مَنْ تريدين ، فإنّهم أكفاء لما ترومين )) .فقالت (عليها السلام) وببصيرة كاملة : يا أبتاه ، إنّ الحسن والحسين (عليه السّلام) أئمّتي وسادتي ، وعليَّ أن أخدمهما وأقوم بحمايتهما ، وأن اُواسيهما واُؤثرهما على نفسي ، ولكنّي اُريد من إخوتي مَنْ يخدمني ويواسيني ، ويقوم بحمايتي وكفالتي .فقال (عليه السّلام) لها وهو يرقّ على حالها ومصابها بأبيها : (( اختاري منهم مَنْ شئتِ )) . فأجابت السيّدة زينب (عليها السلام) ببصرها على إخوتها حتّى إذا وقع نظرها على أخيها أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) لم تتجاوزه إلى غيره ، وإنّما التفتت إلى أبيها أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، وأشارت بيدها إلى أخيها أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) ، وقالت : يا أبتاه ، اُريد أخي هذا . نعم الاخ انت ابى الفضل


بقلمي : زين المواسي