بينما أنا أتجول في المدينة مع حماري صادفني شاب فأحب رفقتنا وفي الطريق نزلت من سيارة أجرة شابة في مقتبل العمر فأطرقت السلام بأستحياء رددت التحية بأحسن منها .
فقال لي الشاب :- أتعلم أيها العم أني رأيت هذه الفتاة يوما ما في الحدائق العامة مع شاب يمازحها ...
ولأنني اعرفها واعرف عائلتها المحافظة حاولت ان أقنعه الأمر ليس كذلك ، ولكنه أصر وزاد في انه صادفها مع شاب أخر في مكان شبه منعزل واقسم أنها منحرفة وأضاف الى ذلك أن عائلتها منحلة لأنهم يرسلون بناتهم للجامعات وقبل ان يختلط علي الآمر و يقنعني بما لديه رأيت حماري يهز ذيله وينهق فعرفت إنني على حق وأصررت على فكرتي و قلت للشاب انه أخطأ التشخيص وهذه الفتاة بعيدة كل البعد عن اتهامه فتبسم حماري فرحاً بما قلته و إن كان شاب قد بقي على إصراره بالطعن في أخلاقها .
بينما نحن نسير مرت من جانبي سيارة حمراء ولوح لي صاحبها بالسلام واذا برفيق الدرب يقفز كالقرد وقال هذا الذي رأيته معها في الحديقة فحمدت الله وفرحت لعلمي انه شقيقها سكت ولم أصرح له بأي شئ وواصلت المسير الى أن وصلت الى أحدى المحلات طلبت من الشاب أن نذهب لنشتري بعض حاجاتنا فعندما رأى الشاب صاحب المحل همس في أذني وقال :- هذا الشخص الثاني الذي رأيته مع الفتاة في المكان المنعزل فحمدت الله كثيراً كونه شقيقها هو الآخر سلمت على صاحب المحل واخذني بأجمل كلمات الترحيب وضمني الى حضنه وهو يقبلني اشتريت حاجاتي وقلت له قل لوالدك غدا سأزوركم ، وأخبرت رفيقي أن الذي رأيته في السيارة وهذا هما شقيقان تلك الفتاة التي تحدث عنها بسوء فأخذت أؤنبه بطن شرف الغافلات فبهت لبعض الوقت و ثم قال لي كمن يبرر ذنبه: اتعلم ياعم أن الجامعات مفسدة فما طال صبر حمار الا ان رفسه كالتليوتشقي ( حركة من حركات التايكواندو وتسمى بالراوند ) فشج رأسه ، فرحت لأن حماري فعل ما لم استطع فعله .. رغم توقي الشديد إلى ذلك.