تتعرض المراءة الباكستانية الى أشد وأقسى انواع العنف والعذاب على يد الزوج فما هى الا أمة وشئ قابع فى المنزل لا يحق لها المغادرة واذا طلبت أقل حق من حقوقها فالويل لها .فى باكستان يشير الأنف الى شرف العائلة و العزة والكرامة وعندهم مقولة مأثورة فأذا قال الأب لابنه او زوجته مثلاً أعتنى بأنفنا فانه يعنى لا تفعل أى شئ يضر بسمعة ومصلحة العائلة .وكما تعتبر الزوجة والابنة ملكية خاصة للرجل يحركها ويتحكم فيها كيفما شاء فله حرية قتلها وتأديبها وتشويه وجهها كيفما يترائ له من عقاب مناسب لاى خطأ أو هفوة ترتكبها والغريب بل المحزن فى الأمر فان هذا الزوج او الأب عادة ما يحكم عليه بالبراءة أو يدان بحكم مخفف اذا ما تجرات المراءة وقدمت ضده بلاغ ولذلك نجد الرجل يتمادى فى ظلمه دون رادع أو عقاب مناسب .فعلى سبيل المثال قام زوج بقطع أنف زوجته وتشويه وجهها فحكم عليه بالسجن عشرا شهور ولكنه تعهد بدفع تكاليف علاج الزوجة ولذلك أطلق سراحه مقابل هذا التعهد وعند خروجه من السجن تنصل من هذا الوعد بل قرر عدم الانفاق على زوجته المشوهة وابنته نهائياً وتركهما دون عائل .والسلوك التأديبى المتبع فى باكستان هو قطع انف الزوجة أو الأبنة أوالابن فى حالة عصيان الاوامر أو الخروج من المنزل دون الحصول على أذن ، اما اذا ارتكبت الزوجة خطأ فادحاً كطلب الطلاق مثلاً أو اذا شك الزوج فى سلوكهاً او اذا أرتدت ملابس من وجهة نظره غير لائقة فللزوج الحق فى اختيار العقاب المناسب كالقتل او القاء ماء النار على وجهها وجسدها او يكتفى الرجل الرحيم بقطع طرف من اطرافها فقط .ورغم جهود النشطاء و مناصرى حقوق الأنسان ورفضهم الشديد لما يحدث الا ان هذا الوضع البشع لن ولم يتغير بل يزداد سوءا يوماً بعد يوم.