تحديد مسار هجرة الفراشات الملكية


وضع خريطة لنمط حركتها في أميركا الشمالية



استعصى على العلماءالربط بين الفراشات البالغة ومساقط رأسها أثناء هجرتها السنوية وتطوافها في أنحاء شرق أميركا الشمالية، ويشاركها في ذلك ما يصل إلى خمسة أجيال متعاقبة من نظيراتها من الفراشات الأخرى.
أخيراً، ولأول مرة، تمكن الباحثون الكنديون من وضع خريطة لنمط الهجرة في أنحاء أميركا الشمالية على مدى موسم التكاثر بأكمله. أملاً في أن تساعد هذه المعلومات في الحفاظ على كائن حي يتعرض للتهديد بخطر الانقراض بصورة متزايدة، بفقدان الموائل ومصادر الغذاء. إلى جانب أنها توضح أماكن ذهاب وإياب تلك الفراشات.
وتتبعت الدراسة الجديدة أجيالاً متعاقبة من الفراشات الملكية البالغة إلى مساقط رأسها بين جنوب أميركا وأونتاريو خلال موسم تكاثر واحد. وقبل ذلك، كان لدى العلماء فكرة تقريبية، فقط، عن تلك الأنماط السنوية.
وقال الباحث ريان نوريس لمجلة "ساينس ديلي" إن تتبع أنماط الهجرة يعد أمراً حيوياً لفهم أسباب تناقص أعداد الفراشات الملكية، وكذلك وسيلةً تساعد على توقع تأثيرات فقدان مصدر قوتها الأساسية عليها، وهو غذاؤها نبتة "حشيشة اللبن"، وكذلك تدمير أماكن عيشها وغيرها من العوامل.
ولرسم الخريطة، وضع الباحثون علامات كيميائية على أجنحة الفراشة لمطابقة "موجات الهجرة" من أجيال الحشرة مع مساقط رأسها. وتأكل يرقات الفراشة نبات "حشيشة اللبن" فحسب. ويختلف توقيع النبات الكيميائي من مكان إلى آخر، مما يسمح للعلماء بتحديد مكان ولادة فراشة ما عن طريق تحليل تلك العناصر الكيميائية على أجنحتها.
ومن بين أماكن تطوافها، كانت هنالك محطة توقف رئيسية، وهي "حزام الذرة" في الغرب الأوسط لأميركا. أوضح نوريس أنها محطة تكاثر "انفجارية"، ترسل أعدادا هائلة من الفراشات الملكية البالغة للعديد من الاتجاهات، بما في ذلك كندا.