دراسة: سيدات المدن أكثر عرضة للاكتئاب ما بعد الولادة من الريفيات
أظهرت دراسة طبية حديثة أن 9% من الأمهات اللاتى يقمن فى المدن هن أكثر عرضة للإصابة بنوبات الاكتئاب ما بعد الولادة بالمقارنة بنحو 6% بالأمهات الريفيات حيث يعتقد الباحثون أن الإقامة فى المدينة والمجتمعات العمرانية أكثر إجهادا ومعاناة للام لتصبح أقل تماسكا بالمقارنة بالأمهات الريفيات.
وتشير البيانات إلى أن السيدات اللاتى يعشن فى المدن الكبيرة معرضات بنسبة 3% أكثر للإصابة بنوبات اكتئاب ما بعد الحمل فى غضون من خمسة إلى 14 شهرا التى تعقب الولادة.
وأرجع الباحثون أسباب هذه الحالة إلى الإقامة فى المدن ذات الإيقاع السريع المتلاحق الذى يسبب الإرهاق والذى تتباطأ خطاه فى المجتمعات الريفية.
وأوضح الدكتور "سيمون فيجود" أستاذ النساء والتوليد بمستشفى "تورنتو" الكندية أن إقامة السيدات فى المجتمعات الحضرية يعرضهن لمزيد من الضغوط والدعم المعنوى والنفسى الأقل لترتفع بينهن مخاطر الإصابة بنوبات الاكتئاب ما بعد الولادة مشددا على ضرورة تحسين المساعدات والدعم المعنوى المقدم للأمهات حديثا وفقا لتوزيعها الجغرافى للحد من مخاطر وقوعهن فريسة لاكتئاب ما بعد الولادة.
كان الباحثون قد عكفوا على استعراض النتائج المتوصل إليها فى أكثر من دراسة استقصائية مستفيضة أجريت على 6 آلاف أم أنجبن حديثا حيث وجدوا أن أكثر من 9% من السيدات اللاتى أقمن فى المناطق الحضرية تعرضن لاكتئاب ما بعد الولادة بالمقارنة بنحو 6% بين السيدات اللاتى يعشن فى الريف.
ويعرف اكتئاب ما بعد الحمل بأنه نوع من الاكتئاب الذى تتعرض له السيدات فى أعقاب عملية الولادة وعادة ما يتطور فى أول أربعة إلى ستة أسابيع من الولادة إلا أنه فى بعض الحالات لا يظهر إلا بعد بضعة أشهر من الإنجاب.
وتشمل أعراضه تدنى الحالة المزاجية، والشعور بعدم القدرة على التغلب على الصعوبات النفسية والاضطرابات المزاجية بالإضافة إلى صعوبة بالغة فى النوم.
ولا يعرف على وجه التحديد ما أسباب حدوث نوبات اكتئاب ما بعد الولادة إلا أن الضغط النفسى للعناية بالرضيع الجديد والتغيرات الهرمونية تعد من أهم الأسباب والعوامل المساهمة فى الإصابة بهذه النوبات بالإضافة إلى تأثير العامل الوراثى والاستعداد النفسى للأم