عشرة أخطاء شائعة بشأن الاهتمام بالجلد
يستعمل الكثير من الناس، ولا سيما السيدات، وسائل عديدة ومتنوعة، للعناية بجلدهم، ويعتقدون، خطأ، أن هذه الوسائل، بما فيها بعض المشروبات، تساهم في الحفاظ على الجلد، وتمنع عنه الأمراض.وهنا الاعتقادات العشرة الخاطئة التي تسود لدى الكثير من عامة الناس حول العناية بالجلد
الحلاقة تزيد من كثافة الشعر: وفي هذا الصدد تقول د. إريال كوفار، استاذ مساعد اكلينيكي في قسم الأمراض الجلدية بجامعة نيويورك: "إن ذلك غير صحيح البتة". ويعود ذلك المعتقد الى المرأة، حين تقوم بإزالة الشعر غير المرغوب به عن طريق آلة الحلاقة، ومفاده أن أطراف الشعر تصبح حادة، مما يوحي بأنه أصبح أكثر كثافة. ولكن ذلك الايحاء الكاذب لا يحدث عندما تتم إزالة الشعر بالشمع، لأن بصيلات الشعر تتم ازالتها بالكامل، ما يمنع نمو الشعر كله في الوقت نفسه، لأن لكل بصيلة دورتها الخاصة، ناهيك عن أن أطراف الشعر تكون أصغر فلا يبدو كثيفاً.
تقشير الجلد يبطىء نمو الشعر: وهذه معلومة أخرى خاطئة، كما يؤكد د. رونالد برانكاشيو، رئيس معهد نيويورك للجلد، الذي يرى أن الوسيلة الوحيدة لإبطاء نمو الشعر هو عقار فانيكا Vaniqa . وتستخدمه السيدات لتقليل نمو شعر الوجه، حيث يعمل ذلك الدواء على منع الإنزيم المسؤول عن نمو بصيلات الشعر. ويشير برنكاشيو إلى وجود عدة أمراض تؤدي لفقدان مؤقت للشعر، مثل أمراض الغدة الدرقية ومرض سقوط الشعر الساكن التصعدي telogen effluvium .
التجاعيد تتكون في سن الـ25عاماً لكنها فقط تظهر لاحقاً: ويرجع السبب في شيوع هذه المعلومة الخاطئة إلى أن بعض الأنشطة التي كانت تمارس قبل سن 25 دون تأثير على البشرة، هي نفسها التي تتسبب في ظهور تجاعيد لو تمت ممارستها بعد هذه السن، مثل التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة، وذلك وفقاً لما تقول الدكتورة زوي دريلوس، وهي طبيبة أمراض جلدية وباحثة في مدينة هاي بوينت High Point بولاية نورث كارولينا الأمريكية.
وتوضح د. دريلوس أن التجاعيد تتكون نظراً لفقدان الكولاجين collagen وهو البروتين التركيبي الأساسي في الجلد. فمع تقدم العمر، يفرز الجسم كميات أقل من ذلك البروتين، مما يجعل البشرة أكثر ارتخاء مما كانت عليه في المراحل العمرية المبكرة. وتتكون التجاعيد أكثر في أماكن التعبير بالوجه، وبالتالي فإن التعرض المستمر للشمس يسرع من ظهورها. وهناك تجاعيد لم تكن لتظهر لو لم يتم التعرض للشمس.
الإغلاق الجزئي للعينين لا يؤدي لظهور التجاعيد: وهذا أمر خاطئ، لأن التجاعيد تتشكل نتيجة ضغط خلايا الجلد ملايين المرات، لهذا فإن الإغلاق الجزئي للعين، أو أي تعبير آخر في الوجه، يساهم في ضغط خلايا الجلد، تماماً بنفس آليات الضغط الأخرى مثل الابتسام أو العبوس التي تؤدي لظهور التجاعيد. ويمكن التقليل من ظهور التجاعيد باستخدام مادة البوتوكس Botox التي يتم حقنها في الجبهة وبين العينين، وهي تشل عضات الوجه لمنع التشنجات التي تؤدي لظهور التجاعيد.
وفي المقابل فإن احتمال ظهور تجاعيد نتيجة فرك العينين ضئيل جداً، لأن الفرك يؤدي لحدوث التهابات أو جفاف العين، لكنه لا يترك تجاعيد دائمة. وفي هذا الصدد يقول د. برانكاشيو. "الفرك لا يتسبب في ظهور تجاعيد، لأن الناس، بشكل عام، لا يقومون بذلك بشكل مستمر".
تدليك الوجه للأعلى بكريمات مرطبة يقلل من ظهور التجاعيد: وهنا تقول د. زوي دريلوس: "هذه أسطورة لأنه لا يمكن أن يحدد إتجاه التدليك ظهور التجاعيد بسبب مرونة الجلد الذي يرجع لوضعه الطبيعي مهما كان الاتجاه الذي تم شده إليه"، وتضيف: "حتى لو تم تدليك المستحضرات لأسفل كل يوم فلن يؤدي هذا لظهور تجاعيد، لأن ذلك يتطلب أن يتم تدليك منطقة محددة بذاتها في كل مرة. وهذا في غاية الصعوبة. والشيء الوحيد الذي يؤدي لظهور التجاعيد، نتيجة تدخل بشري، هو أن يتم شد الجلد لفترات طويلة مثلاً عند النوم".
تناول ثمانية أكواب ماء يومياً يزيد من نضارة البشرة: تناول الماء يساعد على الحصول على بشرة صحية، لكن تناول ثمانية أكواب كمية كثيرة بعض الشيء. وتؤكد د. دريلوس أن المبالغة في شرب المياه يؤدي إلى احمرار الجلد، موضحة أن جفاف البشرة ينتج عن عدة عوامل، غير عدم تناول كميات كافية من الماء، وتنصح باستخدام المرطبات والصابون اللطيف لترطيب البشرة.
أما د. إريال كوفار، فتضيف أن فقدان الماء يضر بالبشرة، باعتبار أن الكولاجين الذي يجعل الجلد مشدوداً يطفو في هلام سكري يحافظ على نسبة الماء في الجلد، لذا فإن الجلد يفقد صلابته بدون ماء، وترى أن كمية الماء التي يحتاجها الجلد تتوقف على وزن الشخص.
حمام الحليب يزيد من نضارة البشرة: يساعد الحليب على تهدئة الجلد الملتهب، مثل حالة الإصابة بالإكزيما. لكن يمكن الحصول على نفس النتيجة من منتجات أقل سعراً. وتنفي إريال كوفار وجود فائدة إضافية في الاستحمام بالحليب، موضحة أن الاستحمام بدقيق الشوفان له نفس التأثير، مفضلة اختياره على الأول.
ويشير د. رونالد برانكاشيو، إلى أن الحليب له فوائد أخرى، كونه مرطباً ومليناً في الوقت ذاته. فعلى سبيل المثال يمكن استخدامه في صورة كمادات لعلاج الحروق الناتجة من التعرض للشمس. كما يستخدم أيضاً في حالات الطفح الجلدي. ويضيف: "تلك الكمادات مفيدة جداً حين يتم وضعها حول العينين، واستخدامها دائماً مع المرضى الذين يعانون من التهابات في هذه المنطقة".
ويمكن أن يسهم شرب الحليب في الحصول على بشرة نضرة، حين يكون جزءاً من نظام غذائي متكامل، مع التأكيد على أن الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم وفيتامين (د) تؤدي نفس الغرض. وتشير بعض الدراسات المبدئية إلى أن الحليب خالي الدسم قد يساعد على ظهور حب الشباب عند الذكور بسبب يتعلق بالهرمونات الموجودة في الأطعمة التي تتناولها الأبقار، لكن لم يتم ثبوت هذا بشكل قاطع حتى الآن.
التدليك بفرشاة جافة يقضي على "السيلوليت": ترى د. كوفار عدم ثبوت ذلك علمياً، مشيرة إلى أن بعض النساء يلجأن لوسائل تجعل الجلد أكثر سمكاً بهدف إخفاء تلك النقر الدهنية، فيما تلجأ أخريات إلى إذابة الدهون السطحية كي تبدو النقر أصغر حجماً. وبعضهن ترى أن تدليك الجلد بعمق عدة مرات أسبوعياً يحسن من مظهر الجلد، وهذا صحيح إلى حد ما بشرط المواظبة على التدليك بشكل مستمر.
وحول نجاعة علاج "السيلوليت" بزيت الثعبان، يجيب د. برانكاشيو: "عدة أنواع من زيت الثعبان تسبب التهاباً في الجلد. ويفسر البعض هذا على أنه دليل على فعاليتها، حتى لو كانت فعالية مؤقتة"، مضيفا: "بعض أنواع المستحضرات المصنوعة من ذلك الزيت تؤدي لحدوث تورم في الجلد، وهذا يجعل النقر الدهنية أقل وضوحاً، لكن وبمجرد زوال الالتهاب تعود النقر إلى وضعها الأول".
الشيكولاته والأطعمة الدهنية تسبب حب الشباب: وهنا تؤكد د. كوفار، أنه لم يثبت علمياً وجود علاقة بين أنواع معينة من الأطعمة وظهور حب الشباب، موضحة أن الأنظمة الغذائية قليلة الدهون، أو قليلة النشويات، لها عدة فوائد، لكن لا يوجد شيء مفيد بشكل كامل وقاطع. لذا فطالما أن النظام الغذائي متوزان، ولا تتم المبالغة في تناول أطعمة معينة، فلا داعي للقلق.
وتقول د. دريلوس: "زيوت الخضروات يمكن أن تتسبب في ظهور حب الشباب، لو لامست الوجه مباشرة، لكن تناولها لا يؤدي لنفس النتيجة". وتضيف د. كوفار أن الشيكولاته لا تسبب حب الشباب، مشيرة إلى خطأ معتقد غسل الوجه عدة مرات في اليوم يمنع ظهوره.
والسبب الحقيقي وراء ظهور حب الشباب هو غدد sebaceous glands التي تفرز مادة دهنية تدعى الزهم sebum تساعد على ترطيب الجلد والشعر، ويظهر حب الشباب حين يسد هذا الزهم مسام الجلد. لذا فإن محاولات التخلص من حب الشباب يجب أن تتركز على التخلص من هذا الزهم المتراكم. الحصول على لون برونزي في مكان مغلق يقي من حروق الشمس: وهذه حقيقة، لكن يجب أخذ أمور عدة في الاعتبار. فاللون البرونزي المكتسب في مركز التجميل يساعد على البقاء فترات أطول تحت أشعة الشمس دون الإصابة بحروق، لكن هذا لا يعني أنه سيتم تجنب الضرر بشكل كامل.
وأثارت المراكز المتخصصة في إعطاء اللون البرونزي كثيراً من الجدل مؤخراً، بعد أن أعلنت أنها تحسن من صحة عملائها لأنها تعرضهم لفيتامين (د). "لكن أي أنظمة غذائية أو فيتامينات غنية بفيتامين (د) تؤدي لنفس النتيجة ودون المجازفة"، كما تقول د.كوفار.