TODAY - March 29, 2011
نائب شيعي يعتزم استجواب وزير الإعلام بسبب مداهمة قناة الأنوار
سجال إعلامي وبرلماني بالكويت على خلفية "أزمة البحرين"
إيلاف
يبدو أن تطور الأوضاع في البحرين والذي استدعى تدخل "درع الجزيرة" لإعادة الهدوء لهذه المملكة الخليجية الصغيرة، انعكس أول ما انعكس خليجياً على الكويت، الجارة التي باتت تعيش على وقع حراك إعلامي وبرلماني بعدما أغلقت الحكومة الكويتية قناة "الأنوار" الشيعية، ومن ثم أعادت السماح لها بالبث.
الكويت: في الوقت الذي أكد فيه أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح مساندة بلاده ووقوفها إلى جانب البحرين ودعمها لجميع الإجراءات التي اتخذتها للحفاظ على أمنها واستقرارها؛ ارتفعت وتيرة الحراك الإعلامي الذي يخالف في مضمونه توجه الحكومة الكويتية -بل ويتصادم معها - والذي تقوم به منابر إعلامية محسوبة على التيار الشيعي في الدولة.
وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح أن الأمير أبلغ نائب رئيس الوزراء البحريني الشيخ محمد آل خليفة بأن ما يهم الكويت في الوقت الراهن هو استتباب الأمن والاستقرار في البحرين وتحقيق ذلك بالتنسيق مع قيادتها.
وأعلن الشيخ محمد الصباح أن الشيخ محمد آل خليفة "أبدى أسفه لما قامت به بعض الوسائل الإعلامية في البحرين من تعرض وإساءة إلى شخصيات كويتية"، في إشارة منها إلى النائب الشيعي صالح عاشور (صاحب قناة الأنوار) والذي تعرض لهجوم لاذع في التلفزيون البحريني على خلفية مواقفه من الأزمة البحرين.
ولم يكن الهجوم الذي تعرض له عاشور مفاجئا، إذ سخّر الرجل القناة التي تبث من الكويت لانتقاد السلطات في البحرين بل وتحويلها إلى بوق للمعارضة وفق ما يقول بعض المراقبون، وهو ما دفع الحكومة الكويتية أمس لإغلاق القناة بعد مداهمتها، قبل أن تتراجع عن ذلك في وقت لاحق.
ودفع قرار الإغلاق من جهة، وعدم رد الحكومة الكويتية على ما تعرض له عاشور من هجوم، دفع النائب إلى إعلان تقديمه استجوابا لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح خلال 48 ساعة.
وقال عاشور إن الاستجواب يأتي بسبب غياب الوزير في التعامل مع الإساءات التي نالته من التلفزيون البحريني الرسمي، كما أعلن استعداده للتنسيق مع أي طرف يود استجواب أي وزير في الحكومة كائنا من كان وليس أمام الحكومة إلا الاستقالة، بحسب قوله.
وخلال مؤتمر صحفي عقده أمس شن النائب الشيعي هجوما غير مسبوق على الشيخ محمد الصباح، متهما إياه بالانجراف وراء التصريحات غير المسؤولة، ومخالفة نهج أمير الكويت الداعي لرأب الصدع في البحرين والتوسط لإنهاء الأزمة، وقال بلهجة كويتية "حسافة على الوقفات وياك، فلا كلمة ولا بيان ولا تصريح تعترض فيه على ما ورد في قناة رسمية في دولة شقيقة".
"إلّا السعودية"
وفي هذه الأثناء، انتقد رئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم الخرافي "التجريح" الذي تتعرض السعودية في بعض المنابر الإعلامية في الكويت، مؤكدا أن ذلك لا يخدم أبدا الكويت ولا مصالحها.
وأكد الخرافي على "أهمية الحفاظ على العلاقات المتميزة التي تربط دولة الكويت بالدول الشقيقة" لافتا إلى أن "التجريح الذي تتعرض له المملكة العربية السعودية الشقيقة لا يخدم علاقات الكويت ومصالحها، كما يتعارض مع الدور الكبير للمملكة تجاه الكويت، لا سيما أثناء الغزو العراقي".
وحذر الخرافي من فتنة وأجواء غير صحية في الكويت، إذا ما استمرت "التصريحات المتبادلة بين أفراد الشعب وبعض النواب"، وقال إن استمرار ذلك يشكل خطرا داهما على الكويت، داعيا إلى الحرص على تعزيز الوحدة الوطنية