(( محمد )) أشهر إسم في العالم
الهنود الحمر يتأثرون بحدث اللحظة والمسلمون يتمنون صبيا ليهبوه هذا الإسم !
في أفريقيا يستخدمون مشتقاته (( مامادو ومحمدو )) وبتركيا يقولون (( محمت ))
كتب / روان الناهي
يتصدر إسم محمد قائمة الأسماء في العالم من حيث العدد المطلق، وسنة بعد سنة تؤكد الإحصاءات المتعددة إنه يحتل الأغلبية العظمى .
لا شك في أن الإسم الأول يشكل مظاهر شخصية الإنسان فهو أشبه بمرآة تعكس صورة حامله لدى الآخرين، وبالتالي لابد أن يتأثر به بدوره في سلوكه تجاهم، بما يتضمنه إسمه من مفهوم في الوعي، وأيضا اللاوعي الجماعي لذا يعد حسن إختيار الإسم من معضلات الأب والأم حين يبشران بطفل أو طفلة.
شرق آسيا
من هذا المنطلق، على سبيل المثال يمتنع أباء العديد من مناطق شرق أسيا عن إعطاء إسم للوليد الرضيع قبل بلوغه ستة شهور، ففي هذه السن تكون ملامح وجهه وضحت نوعا ما ، وبانت طبيعة شخصيته، ولو بشكل أولي فيختارون له إسما يظنونه مناسبا ... كل الأطفال هناك يطلق عليهم في البداية إسم (( فأر صغير )) أو فأرة صغيرة لحين بلوغهم سن الإسم.
فلنتصور رسالة يكتبها أحدهم إلى شقيقه يقول فيها : سلامي لك ولزوجتك وقبلاتي (( للفأرة الصغيرة )) بالمناسبة ماذا ستسميانها ؟ وهذا أمر وارد في المجتمعات الأخرى .
حل طبيعي
أما الهنود الحمر فكانوا يختارون أسماء لها علاقة بحدث ما صادف ولادة الطفل أو فترة حمله لذا كان العديد منهم يدعى (( حصان أبيض يعدو في البراري )) أو (( أرنبة تركض في العشب )) وما إلى ذلك ، هنا أيضا يمكنك تصور رسالة أخ إلى أخيه يرد فيها ( سلامي لك ولزوجتك وقبلاتي للصغير (( ثور وحشي قطع الحبل وهرب )) .
الآن إختلف الأمر كثيرا فقد بات معظم الهنود الحمر أو ما تبقى منهم يسمون أبنائهم وبناتهم ( جيمس، جوليا، مندي) .
أماني الوالدين !
كم هائل من الوالدين يتمنيان أن يرزقهما الله بولد ليهباه هذا الإسم (( محمد )) أو أحد تحويراته اللفظية، ففي مجتمعاتنا الإسلامية يقدم إسم محمد حلا طبيعيا ومضمونا لإشكالية الإختيار على الأقل فيما يخص أحد الأولاد الذكور وأحيانا كلهم، كما سنرى فكم من والدين يسميان هذا الإسم أو تحويراته مثل ( محمت لدى الناطقين باللغة التركية ) أو محمدو ومامادو في أفريقيا ، ناهيك عن المرادفات مثل أحمد ومحمود وطه ومصطفى .
تفوق ملحوظ
هكذا تفوق إسم ( محمد ) على كل الأسماء الإخرى بما فيها (( حنا )) أو (( يوحنا )) ومشتاقته العديدة (( جان، جون، يوهان، هانس، جوهان، الخ ) .
الفضول الغربي !
في بلدان الغرب كافة يسأل العديد بفضول عن سر هذا الإقبال على إسم محمد يعلقون مازحين إنك لو ناديت ( محمد ) في زحمة سوق مكتظ في عاصمة أي بلد إسلامي أو حتى في أحياء مدنها التي تقطنها أغلبية مسلمة لإلتفت نحوك حالا أكثر من دزينة من الرجال .
قد يبدو السؤال ساذجا عندنا و التعليق أسذج، فنحن نعي بالفطرة أن السبب هو إسم الرسول( صلى الله عليه وسلم) خاتم الأنبياء والمرسلين ومن دواعي الفخر أن يكون المرء سميه الى ذلك فهو إسم جميل النغمة والمغنى .
أدغال أفريقيا وجبال كشمير!
لا توجد بقعة على الأرض تخلو من إسم (( محمد )) .. كيف لا يشيع هذا الإسم لدى المسلمين في أرجاء الأرض قاطبة؟ فقطعا هو الإسم الوحيد في العالم الممكن أن نجده في أدغال أفريقيا كما في جبال كشمير .. في جزر أندونيسيا النائية كما باريس ولندن وواشطن، في هضاب أسيا الوسطى كما جبال الأطلس و زاغروس ، في حضارات الجزيرة العربية ، كما مدن الصين والهند والسند على شواطئ البحر الأبيض ، كما البرازيل وفنزويلا في طهران وإسلام أباد، وفي بغداد وإسطنبول كما إستراليا وروسيا صور.
الإسم المركب
إلى ذلك يركب عدد كبير من الآباء والأمهات إسم محمد مع إسم أخر فيكون إسم الوليد (( محمد علي )) أو (( محمد سعيد )) أو (( محمد صالح )) أو (( محمد جواد )) أو (( محمد رضا )) والقائمة طويلة ، حيث يروى أن سكان بعض مناطق إيران وأفغانستان وباكستان وقسم من بلدان آسيا الوسطى المنتهية بـ ( ستان ) يسمون محمدا كل أولادهم الذكور مع إشفاع كل محمد بإسم ثاني للتميز .
كلهم محمد !
لا توجد بقعة في الأرض تخلو من محمد حقا، إن كاتب كلمات الأغنية الشعبية العراقية الشهيرة ( يا أم محمد شوفي محمد ) قد وفق في إختيار الكنية، فما أكثر الإمهات في العالم اللائي يستوقفهن النداء.
مشاهير التأريخ
بطبيعة الحال من بين هذا العدد الهائل من أسماء النبي ( صلى الله عليهواله سلم) ، ثمة العديد من المشاهير، أقدمين أو معاصرين تألقوا في المجالات كلها، منهم رجال دولة ودين ومفكرين وكتاب وشعراء ورياضيين وفنانون ورجال أعمال إخرى، لا مجال هنا لذكر ولو نسبة أقل من قليلة منهم، لان ذلك يحتاج إلى آلاف الصفحات ، وربما لا تكفي لذكر مشاهير التأريخ، لكن بالتأكيد أن حاملي هذا الإسم كان منهم من هو ظالم وطاغي، ومنهم أيضا العادل والمحبوب لدى قومه .