الفارس الاهوازي
وكان أبي يُحب الخيول كثيراً. وكان يقول اَنَّ الفرس مجد العربِ. والفرس نجيبة ومحترمة...ذكية
وحرة واصيلة. واَبي وفى ردحاً من الزمنِ لفرسِ شقراء. وكاَن لكل عربي فرس هي روحه...تمنحه
مجداً وحباً و وفاءا...
وماتتْ الشقراءُ ومات اَبي. وأنا لم احصل على روحي. وكأنني لستُ بعربيٍّ. وكأن العرب اصبحوا
غير عربٍ. وذات فجرٍ...كنتُ أبكي التاريخَ العربي كله...وضياع الاوطان والانسان...فشعرتُ أنَّ
خيَّالا بزي عربي يقتربُ مني..وكله هيبة و وقار واصالة...
ترجل الفارس المهيوب من فرسه الشامخ...وجاءني بغضبٍ وعتاب...قائلاً...لماذا لم تعد
عربياً...ولستَ بذات همة ..ولستَ ذا اَملٍ...ولم تكن فارساً اهوازياً يقاوم خصومة الزمن
الخبيث...ثم رَّبتَ على كتفي...ومسح دمعي...وقال: هاك فرساً اصيلاً مجيدا...وكن رجلاً عربياً
اهوازياً شجاعا...ولا تنسَ أحببْ فرسك وامنحه ما يطلب من عشقٍ كبيرٍ...ولما استيقظت كانت
حبيبتي سعاد تبادلني الهوى العربي الاهوازي.. عاشقة اصيلة...
ع ع الأهواز2013